وضعية تدفع الكثيرين للتساؤل عن «الجهات» التي تتسبب في «تجفيف» الصيدليات من الأدوية

 

دواء حيوي آخر يختفي من الصيدليات ويتسبب في حيرة للمرضى وفي تعميق آلامهم

على بعد أيام قليلة من تناول الجريدة للإشكاليات المترتبة عن اختفاء «هرمون النمو» من الصيدليات وتبعات ذلك على الأطفال الذين هم في حاجة إليه، وقفت «الاتحاد الاشتراكي» على «فقدان» دواء آخر لا يقلّ أهمية عن الأول، وبنفس الكيفية، أي بدون سابق إشعار، والذي ليس له أي دواء مماثل أو جنيس، مما يزيد في حيرة المرضى وتعميق آلامهم.
الدواء المختفي هو عبارة عن «كورتيكوستيرويد» ويسمى كذلك «عقارا ستيرويديا مضادا للالتهاب»، الذي يصرف بالنسبة لمرضى قصور الغدة الكظرية أو ما يعرف بمرض «أديسون»، الذين لم تعد الغدد الكظرية عندهم «الموجودة فوق الكلي» تنتج الهرمونات، أو أنها تنتجها بشكل غير كافٍ. وأكّد عدد من المتضررين في تصريحات للجريدة على أن هذا الدواء اختفى منذ أكثر من شهر من الصيدليات في غياب أي حلول او بدائل، علما بأن الأمر يتعلق بدواء «ضروري وقد يتسبب عدم تناوله في الوفاة في حال انخفاض السكري في الدم والضغط، مما قد يؤدي إلى دخول المريض في غيبوية، وما قد يترتب عن هذا الوضع غير السليم من تداعيات المفتوحة على كل الاحتمالات»؟
وأكدت مصادر صيدلانية، اتصلت بها «الاتحاد الاشتراكي» للوقوف على ما يقع في ارتباط بهذا الدواء، أنه بالفعل مختفي، وبأن المرضى يتصلون من مدن عديدة سعيا وراء إيجاد علبة واحدة منه للتخفيف من آلامهم مع المرض، الأمر الذي لم يتحقق للكثيرين، إذ بات مفقودا في الوقت الذي لا يوجد له أي بديل. وشددت مصادر الجريدة على أن هذا الوضع أصبح يؤثر على الصيدليات لأن أدوية كثيرة اختفت بشكل كلي لأسباب تطرح أكثر من علامة استفهام، وهو ما يجعل عددا من الفاعلين والمتتبعين للشأن الصحي والمواطنين يطرحون أكثر من سؤال حول الجهة أو الجهات التي عملت «على «تجفيف» الصيدليات من أدوية كثيرة، وعن الغايات من ذلك، وعن موقف مديرية الأدوية والصيدلة ومن خلالها الوزارة الوصية مما يقع من فوضى دوائية تهدد الأمن الصحي للكثير من المغاربة؟
وعلاقة بهذا المرض، أكد مصدر طبي أن الأمر يتعلق بمرض له تداعيات جد مقلقة، وهو ما يجب معه الحرص على استعمال الدواء وعدم التوقف عن تناوله، وفقا لوصفة الطبيب، مشيرا إلى أن من التداعيات حدوث نوبات حادة، والدخول في حالة هيجان وهذيان، إلى جانب التعرض للهلوسة البصرية أو السمعية، والإحساس بالخوف والارتباك، وفقدان الوعي وغيرها من التداعيات المختلفة التي تجعل من تأمين الدواء للمرضى أمرا ضروريا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 13/05/2024