أكدت مصادر طبية لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن مستشفيات عديدة تعاني من خصاص كبير في محلول «السيروم المالح» الذي يتم استعماله في عدد من التدخلات كما هو الحال بالنسبة لحالات الإصابة بالنزيف، وعند المرضى المصابين بداء السكري، وبعد العمليات الجراحية، ومن أجل إدماج العديد من الأدوية التي تتطلبها وضعية كل مريض التي تكون عبارة عن حقن.
وأبرزت مصادر الجريدة أن العديد من المؤسسات الصحية لا تتوفر على كميات مناسبة من هذه المادة التي تم وصفها بـ «الحيوية»، مشيرة إلى أن مجموعة من المستشفيات تدبّر مخزونها بكثير من التقشف، في الوقت الذي انعدمت فيه أكياس هذا المحلول في أحد المستشفيات على مستوى جهة الشاوية ورديغة، وهو ما بات يقلق الأطر الصحية خوفا من تبعات لهذا الوضع قد لا تكون هيّنة.
ونبّهت مصادر الجريدة إلى أن الخصاص لا يقف عند حدود هذه المادة ذات الاستعمال الطبي بل يشمل كذلك مواد مخدرة تستعمل في تدخلات طبية وجراحية مختلفة، ويتعلق الأمر بـ «البنج» الذي بات هو الآخر «عملة» نادرة في مرافق صحية مختلفة، بسبب تأخر تزويد صيدليات المؤسسات الاستشفائية بمادتين معا، المحلول و»البنج»، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بأمرين أساسيين في يوميات وليالي المؤسسات الصحية، وتوفرهما هو من بين الأساسيات كي لا تعرف عملية تقديم الخدمات الصحية المختلفة أية عرقلة أو توقف.
وأبرزت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن شركتين اثنتين تقومان بتصنيع «السيروم المالح»، مشيرة إلى أنه رغم طرق أبواب إحداهما فإنها لم تتمكن لحدّ الساعة من توفير ما طّلب منها، وهو ما جعل عددا من المهنيين يدعون المصالح المركزية المختصة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى التدخل العاجل من أجي إيجاد حلّ لهذا الخصاص الذي أضحى أمرا واقعا بتبعاته المختلفة.
وجدير بالذكر أن إشكالية الخصاص في مواد طبية وشبه طبية ومستلزمات وأدوية باتت تشكل مصدر قلق للعديد من المواطنين، فقد أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن أدوية كثيرة بات المواطنون يبحثون عن سبل مختلفة لجلبها من خارج المغرب لكونها أضحت مفتقدة وغائبة عن رفوف الصيدليات، وهي المعضلة التي تتواصل حدّتها رغم كل الحديث الرسمي عن الخطوات المبذولة لتأمين مخزون استراتيجي من الأدوية، الأمر الذي لا يعكسه واقع الأشياء، حيث لا يجد العديد من المرضى الأدوية التي توصف لهم من قبل الأطباء المعالجين.
