وفاة صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بفيروس كورونا

ووري جثمان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وأمين سر منظمة التحرير في أريحا بعد إقامة مراسم تشييع عسكرية له في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة عن عمر يناهز 65 عاما جراء مضاعفات إصابته بفيروس كورونا المستجد ظهر الأربعاء.
ونقل جثمان عريقات إلى أحد المستشفيات الفلسطينية قرب رام الله، ونظمت له جنازة عسكرية في المقاطعة مقر الرئاسة الفلسطينية ومواراة جثمانه في مدينة أريحا حيث أقام معظم حياته.
ونعت الرئاسة الفلسطينية عريقات معلنة الحداد بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن وفاة كبير المفاوضين الفلسطينيين “خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا”.
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت في التاسع من أكتوبر، إصابة عريقات بفيروس كورونا المستجد، وأدخل المستشفى في القدس.
وعانى عريقات المقرب من محمود عباس لسنوات من التليف الرئوي، وخضع في العام 2017 لعملية زرع رئة في أحد مستشفيات الولايات المتحدة.
وجاء في بيان نعي الرئاسة الفلسطينية أن عريقات “أمضى حياته مناضلا ومفاوضا صلبا دفاعا عن فلسطين، وقضيتها، وشعبها، وقرارها الوطني المستقل”.
وأضاف البيان “تفتقد فلسطين اليوم، هذا القائد الوطني، والمناضل الكبير الذي كان له دور كبير في رفع راية فلسطين عاليا، والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية، في المحافل الدولية كافة”.
عرف صائب عريقات لسنوات طويلة على أنه كبير المفاوضين الفلسطينيين، ورئيس دائرة شؤون المفاوضات وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية منذ 2003، ما جعله من الشخصيات السياسية البارزة، إذ نجح في بناء علاقات قوية بين الفلسطينيين والقوى الكبرى.
كان عريقات يتحدث الإنكليزية بطلاقة، ويتمتع بحس فكاهي ويعتبر شخصية محورية في الساحة الفلسطينية ومحاورا لا يمكن تجاوزه للمبعوثين الأجانب.
وفي نعيها، قالت الحكومة الفلسطينية “تفتقد فلسطين اليوم هذا القائد الوطني والمناضل الكبير الذي كان له دور كبير في رفع راية فلسطين عاليا، والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية في المحافل الدولية كافة”.
وكان عريقات انتقد سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخطته للسلام في الشرق الأوسط ،”المتحيزة لإسرائيل”.
وعمل في مفاوضات السلام مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عهد الرئيس جورج بوش الأب إلى أن وصلت العلاقات الأمريكية الفلسطينية إلى قطيعة في عهد الرئيس ترامب.
وفي اتصال هاتفي مع عباس، تقدم العاهل الأردني بالتعازي بوفاة عريقات “الذي أمضى حياته في خدمة القضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة”.
وأبرق الرئيس التونسي قيس سعيد بالتعزية لنظيره الفلسطيني. وأشار سعيد في برقيته إلى “مناقب رجل من رجالات فلسطين البررة الذين عاهدوا الله على الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة”.
وكانت تونس مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية بين العامين 1982 و1991.
ونعت مصر أيضا عريقات “الذي أمضى حياته مدافعا عن حقوق الفلسطينيين”.
وبعث أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ببرقية تعزية إلى الرئيس الفلسطيني.
ونعى وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور بن محمد قرقاش عريقات إذ قال “فقدنا اليوم الزميل العزيز الدكتور صائب عريقات (…) مثل وطنه وشعبه بكل إخلاص وتفان” وذلك على ما أفادت وكالة (وفا).
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “حزنه العميق” لوفاة عريقات.
وأضاف في بيان “كرس (عريقات) حياته في السعي السلمي لتحقيق العدالة والكرامة والحقوق المشروعة للفلسطينيين (…) لقد حان الوقت لمواصلة مسيرته وإنهاء الصراع الذي أثر بشكل مأساوي على حياة الكثيرين”.
وتعهد غوتيريش دعم جميع الجهود المبذولة “للجمع بين الأطراف للوصول لحل عادل ومستدام طال انتظاره ويقوم على دولتين”.
وتقدمت وزارة الخارجية الأمريكية عبر حساب مكتب الشرق الأدنى على موقع تويتر بتعازيها بعريقات، وأضافت “قلوبنا وصلواتنا مع ذويه في هذا الوقت العصيب”.
من جهته، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن وفاة عريقات “خسارة للشعب الفلسطيني ولعملية السلام في الشرق الأوسط”.
وفي نعيها، طالبت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس، القادة السياسيين باحترام “إرث” عريقات والالتزام بالمفاوضات حتى وإن تخللتها “مناقشات مثيرة للجدل”.
وأشاد مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بعريقات، ووصفه بأنه شخص “لم يتخل قط عن المفاوضات، ووقف بفخر من أجل شعبه”.
ولمع اسم عريقات في معظم محطات التفاوض التي جرت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، منذ مؤتمر مدريد للسلام في 1991، وشهد مختلف التقلبات على المفاوضات السياسية التي جرت بين الجانبين.
كان عريقات المولود في القدس في العام 1995، أكاديميا، درس العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية، إلى جانب إلقاء المحاضرات السياسية في الداخل والخارج.
ألف عريقات نحو عشرة كتب، منها كتاب بعنوان “الحياة مفاوضات” تحدث فيه عن تجربته في المفاوضات السياسية.
وانتقد عريقات التطبيع الأخير المعلن بين إسرائيل ودول عربية.
ورأى أن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات “يقتل” حل الدولتين و”يقوي المتشددين” و”يقضي على” أي إمكان لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
كان عريقات عضوا في البرلمان الفلسطيني منذ العام 1996، وشخصية مقربة من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لكنه لم يكن معه في منفاه في الخارج.
ويأتي الإعلان عن وفاته في الوقت الذي تحيي فيه القيادة الفلسطينية الأربعاء الذكرى السادسة عشرة لرحيل عرفات، والذي عمل معه عريقات طوال فترة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
مؤخرا، بات عريقات من أشد المنتقدين لسياسة إسرائيل في احتجاز جثامين الفلسطينيين الذين قتلوا خلال هجمات نفذت ضد إسرائيليين، خصوصا بعد مقتل شاب من أقاربه عند حاجز عسكري في الضفة الغربية المحتلة في يونيو الماضي.
حصل عريقات على الشهادة الجامعية الأولى من جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية، ثم حصل من جامعة برادفورد البريطانية على شهادة دكتوراه في دراسات السلام.
وعمل صحافيا في جريدة القدس الفلسطينية لمدة 12 عاما.
وهو متزوج من نعمة عريقات، وله أربعة أبناء، دلال وسلام وعلي ومحمد.


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 13/11/2020