يقوم وفد أمني موريتاني رفيع المستوى بزيارة عمل إلى المغرب، لبحث آليات تدعيم التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات ذات الصلة بالمجالات الأمنية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها تعزيز التدابير الأمنية في المعبر الحدودي الكركارات.
وضم الوفد الأمني بالإضافة إلى المدير العام للأمن الوطني الموريتاني ولد مكت كلًا من مدير أمن الدولة المكلف بمكافحة قضايا الإرهاب والتطرف، ومدير الشرطة القضائية والأمن العمومي، علاوة على مدير مراقبة التراب المعني بتأمين الحدود وتتبع قضايا الإقامة ومكافحة الهجرة غير المشروعة.
وكشفت مصادر مطلعة أن زيارة الوفد الأمني الموريتاني، الذي يعتبر الأكبر من حيث الأهمية الأمنية الذى يزور المغرب منذ عدة سنوات، تؤشر على مدى أهمية التعاون الأمني الثنائي بين البلدين، في مختلف قضايا الأمن العام ومكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة، كما تبرز تزايد الحاجة الملحة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال التكوين الشرطي، لاسيما في ظل وحدة وتطابق التهديدات والمخاطر المتنامية في المحيط الإقليمي لكلا البلدين.
وفي هذا السياق، أوضحت ذات المصادر أن المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، عقد اجتماع عمل مع الوفد الأمني الموريتاني، تناول أساسا تطوير آليات التعاون الأمني الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب، خصوصا في ظل التحديات والمخاطر المتنامية بمنطقة الساحل والصحراء، وتنويع مجالات ومستويات التعاون لتشمل تأمين المنافذ الحدودية المشتركة، ومكافحة مختلف صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية للبلدين، علاوة على تبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من التجربة المغربية في مجال التكوين الشرطي، خاصة أن المعهد الملكي للشرطة يوفر حاليا تكوينا متقدما لمجموعة من عمداء الشرطة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وفي أعقاب هذا الاجتماع قام المدير العام للأمن الوطني الموريتاني والوفد المرافق له بعدة زيارات ميدانية واستطلاعية للاطلاع على تجربة الشرطة المغربية، شملت زيارة المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة كبنية متطورة للتكوين الشرطي، والمختبر الوطني للشرطة العلمية بالدار البيضاء التابع لمعهد العلوم والأدلة الشرعية للأمن الوطني، كما قام بزيارة ميناء طنجة المتوسط ومطار محمد الخامس الدولي للاطلاع على تقنيات المراقبة الحدودية وآليات مكافحة التدفق غير المشروع للمواد المحظورة والأشخاص المبحوث عنهم.
وللإشارة، تسعى الحكومتان المغربية والموريتانية، إلى العمل على تعزيز تدابير المراقبة الأمنية في المعبر البري الحدودي المشترك «الكركرات»، ووضع آليات تعاون ثنائي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة وذلك بعد شبه القطيعة التى حكمت علاقات الجارتين طيلة فترة حكم رئيس الجمهورية السابق محمد ولد عبد العزيز.