أعلنت النقابات الصحية المختلفة في فاس، ومعها تنسيقية الطلبة الممرضين، وجمعية الأطباء الداخليين وللمقيمين، عن تنظيم وقفة احتجاجية أمس الخميس بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، تنديدا بـ «الجريمة الهمجية والنكراء التي استهدف من خلالها جيش الاحتلال الصهيوني مستشفى المعمداني في غزة»، متسببا في استشهاد حوالي 500 شخص من المدنيين الأبرياء العزل ومهنيي الصحة الذين كانوا يقومون بواجبهم الإنساني والمهني في تقديم العلاجات والإسعافات للمصابين ومحاولة إنقاذهم.
الخطوة الاحتجاجية التي أعلنت عنها التنظيمات النقابية بفاس، أكدتها مجموعة من الإطارات المهنية الصحية، التي دعت بدورها إلى حمل الشارة السوداء، كما هو الحال بالنسبة للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، التي وإلى جانب الشارة فقد وجّهت دعوة لخوض أشكال احتجاجية مختلفة، للتعبير عن غضب مهنيي الصحة مما طال زملائهم الفلسطينيين، ومن خلالهم ما تعرض له كافة المدنيين، ولحث كل المنظمات الأممية للتدخل من أجل وقف استهداف الحق في الحياة وتقتيل الفلسطينيين أمام مرأى ومسمع من العالم بأسره.
من جهتها نبهت التنسيقية المغربية لأطباء من أجل فلسطين لوضع القطاع الصحي في غزة حاليا، الذي اعتبرته قاتما جدا، وأكدت على أنه بات مهددا بالتوقف عن العمل، مما ينذر بكارثة صحية واجتماعية حقيقية. ودعت التنسيقية بعد تنديدها بـ «القصف الممنهج للآلة الإجرامية الصهيونية للمؤسسات والأطقم الصحية وأطقم الإسعاف والمدنيين العزل»، مهنيي الصحة في المغرب إلى حمل الشارات السوداء وتنظيم وقفات احتجاجية بكل المستشفيات تنديدا بما يقع من مجازر في غزة. وفي السياق ذاته، دعت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى إضراب عن العمل لمدة ساعة وتنظيم وقفات احتجاجية بأماكن العمل صباح يومه الجمعة ما بين الحادية عشرة والثانية عشرة ظهرا.
وتأتي الأشكال الاحتجاجية التي دعا إليها الجسم الصحي في المغرب وانخرط فيها، لتنضاف إلى سلسلة المبادرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني والتنديدية بجرائم الاحتلال الاسرائيلي التي عبّرت عنها كل فئات وشرائح المجتمع المغربي، ومؤسساته الرسمية والمدنية، طيلة الأيام الفارطة، إذ احتضنت العاصمة الرباط مسيرة حاشدة للتأكيد على أن المغرب والمغاربة هم دائما إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة ويدعمون السلام يرفضون الحرب والعنف، وهو ما أكدته كذلك الوقفات الاحتجاجية التي شهدتها مختلف مدن المملكة في أوقات مختلفة، بما في ذلك ليلا، خاصة بعد استهداف مستشفى المعمداني، في خطوة أكد الجميع على همجيتها وعدوانيتها ودمويتها.