يتواجد ضمن قضية «بارون المخدرات المالي» بمعية شخصيات نافذة : اعتقال سعيد الناصيري يربك أمور الوداد قبل تعيين لجنة مؤقتة لتصريف الأعمال

وجد فريق الوداد الرياضي خلال الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة نفسه تحت صدمة كبيرة، بعد اعتقال الرئيس سعيد الناصيري، بمعية 19 مشتبها فيهم ضمن قضية بارون المخدرات المالي.
وتضم قائمة المتابعين في هذا الملف 24 شخصا آخرين مثلوا أول أمس الخميس أمام الضابطة القضائية، واستغرق استجوابهم ساعات طوال، خلص بعدها نائب الوكيل العام للملك إلى تضمين قرار الإحالة على قاضي التحقيق ملتمس الاعتقال في حق 20 متابعا، وهو ما استجاب له هذا الأخير، مع طلب تعميق البحث مع أربعة آخرين، كما التمس من قاضي التحقيق اتخاذ ما يراه مناسبا في حق متهم واحد.
ويتواجد من بين الموقوفين سياسيون ورجال أعمال ومصممة أزياء ومسيرو شركات وتجار وموثق ورجال أمن وموظفون عموميون.
وتفجرت الفضيحة بعدما اتهم شخص من أصول مالية يتاجر دوليا في المخدرات، والمعتقل في سجن الجديدة قبل نقله إلى سجن “عكاشة”، شخصيات وازنة بالاستيلاء على ممتلكاته العقارية، وهي القضية التي تناولتها صحيفة جون أفريك قبل أسابيع.
وسيلقي اعتقال سعيد الناصيري بظلاله على وداد الأمة، بالنظر إلى القيمة التي كان يشكلها الرجل داخل العائلة الودادية، التي وجدت نفسها بين عشية وضحاها من دون رأس، فدخلت حالة من الارتباك، لأن الظرف الحالي يقتضي تدبير المرحلة إلى حين القيام بالإجراءات الإدارية لملء الفراغ الحاصل على مستوى منصب الرئيس.
وأشارت مصادر من داخل البيت الودادي إلى أنه سيتم تعيين لجنة مصغرة يعهد إليها بمهمة تدبير شؤون الفريق إلى حيث عقد جمع عام استثنائي، يتم فيه انتخاب رئيس جديد.
ورغم أن الوداد ينتظر التوصل بحوالي ثلاثة ملايير سنتيم، منحة الرتبة الثانية في دوري السوبر الإفريقي، إلا أن إدارة الفريق لا يحق لها التصرف فيها، وسيتعين عليها مسابقة الزمن قصد القيام بالتدابير اللازمة لتفويض صلاحية التوقيع لأحد الأسماء التي سيتم التوافق حولها، حيث تشير مصادرنا إلى عبد المجيد البرماكي، النائب الأول للرئيس، والذي ترأس الوفد الودادي إلى جنوب إفريقيا، حيث واجه صن داونز، في نهائي دوري إفريقيا، نيابة عن الرئيس، الذي كان حينها ممنوعا من مغادرة التراب الوطني.
وكان سعيد الناصيري قد أعلن في آخر حواراته مع «شوف تي في» أن المشاكل التي يعاني منها في الآونة الأخيرة أثرت على الفريق، وأنه تعذر عليه مرافقته إلى خارج أرض الوطن، الأمر الذي كانت له تداعيات سلبية على معنويات اللاعبين، وتسبب في بعض النتائج السلبية، مشيرا إلى أن بعض مدعمي الفريق انفضوا من حوله بمجرد انفجار هذه القضية.
وسيكون على مدبري الشأن الودادي في هذه المرحلة الدقيقة تسوية النزاعات مع بعض اللاعبين، الذين حصلوا على أحكام من محكمة التحكيم الرياضي، والتي تفوق ملياري سنتيم، فضلا عن تصريف شؤون الفريق الأول، الذي بدأت بوادر الأزمة داخله قبل مدة، بعدما أصبح يتنقل خارج أرض الوطن في رحلات عادية، وهو الذي اعتاد سابقا كراء طائرات خاصة للسفر إلى الدول الإفريقية من أجل خوض مبارياته.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 23/12/2023