يحتفي بمعالم المدينة الزاوية وبأبنائها الفنانين والإعلاميين صدور كتاب «أبي الجعد… أرض التصوف والروحانيات»

صدر عن مؤسسة «أكسيون» للتواصل AXIONS COMMUNICATION، كتاب بعنوان “أبي الجعد.. أرض التصوف والروحانيات”.
الكتاب يقع في أزيد من 177 صفحة بالإضافة إلى غلاف خاص، يقدم سفرا وسط أزقة مدينة أبي الجعد، عبر ألبوم خاص من الصور التي تحتفي بمعمار المدينة وتراثها الحي الذي يشهد على تاريخ عريق للمدينة.
.هذا الكتاب ،سعى إلى إبراز أهم معالم المدينة الزاوية أبي الجعد في شتى تجلياتها العمراني منها والروحي، في محاولة لفهم الأدوار التي لعبتها الزاوية الشرقاوية في ترسيخ المرتكزات الروحية الصوفية التي أعطت نمطا متميزا للحياة اليومية، وللإبداع الفكري ولمفهوم التعايش.
فمدينة أبي الجعد تظل تلك المدينة، التي تطورت معالمها العمرانية مع شيوع الطريقة الشرقاوية وتكاثر مريديها وتبني أهل هذه الزاوية لقيم قل نظيرها في ذلك الوقت من قبول للمناظرات الفقهية باستقبالها لفقهاء من شتى الزوايا، وقبول للاختلاف بإيوائها
العلماء اختلفوا في يوم من الأيام مع المركز، وقبول للآخر باحتضانها لعدد من العائلات اليهودية.
ففي ظل أجواء الانفتاح التي أضفتها الزاوية الشرقاوية على المدينة، التحقت بالساكنة عائلات يهودية استقرت بجوار العائلات المسلمة في جو من التعايش والانسجام وشاركتها الحياة اليومية بل وحتى المصاهرة، قبل أن يتكون حي الملاح، الذي شهد خلال القرن
التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين حركية كبيرة.
وكيف لا ،كما جاء في الكتاب، وقد كان البدء بفكرة للشيخ أبي عبيد الله الشرقي المناصر للطريقة الغزوانية – التباعية – الجزولية، التي تقف في تحدي للظروف الطبيعية وتعتمد على الهمة من أجل تحويل القفر الموحش إلى خصب ونماء مما ساعد على تجاوزت كل الأزمات الظرفية والطبيعية، وأكسب المدينة المناعة وأسلوب التفاعل مع الأحداث وتصريفها والحفاظ على نشاط اجتماعي واقتصادي متوازن.
الكتاب أيضا احتفى بعدد من الأسماء من هذه المنطقة، منها الفنانة ليلى الشرقاوي، وهي فنانة من أصول بجعدية أبدعت في الرسم والنحت وخصصت مجهودها في البحث حول حياة الأشكال وعمق اللون
ولدت سنة 1962 في الدار البيضاء، وطورت عملها في ورشة أطلقت عليها اسم “ورشة الخلق”، معتبرة أن “الأروقة. والأزقة والظلال البشرية تكشف عن القوة الهادئة للفنان وتلقي نظرة داخلية على جذوره”.
وخاصة أماكن العبادة.
وليلى الشرقاوي، فنانة تشكيلية عصامية دخلت عوالم الفن التشكيلي برسم البورتريهات”. شاركت في العديد –
من المعارض الجماعية والفردية في المغرب وفي الخارج بأعمال مستوحاة من المباني القديمة والبنيات التقليدية .
تندرج أعمال الشرقاوي ضمن مدرسة خصوصية، تستلهم أفكارها من تجارب ذاتية، فهي، حسب تعبيرها، شذرات
بل بكتابة أشبه برسم مظلل لطبيعتنا الداخلية.
وبحث عن الاكتمال، فأعمالها معادل رمزي للتأمل والصمت إذ الأمر لا يتعلق بولادة جديدة وبحساسية فنية وحسب،
واحتفى الكتاب أيضا برجل الإعلام عمر سليم، حيث ينحدر الإعلامي ومقدم البرامج بالقناة الثانية المغربية من أسرة تنتمي إلى مدينة أبي الجعد. عاش في الدار البيضاء حيث تلقى تعليمه في البعثة الفرنسية قبل أن يهاجر إلى فرنسا لاستكمال دراسته العليا.
اختار عمر سليم أو بن عمار سليم، هذا هو اسمه الحقيقي في دفتر الحالة المدنية وبطاقة التعريف الوطنية، العودة إلى وطنه الأم ليبدأ أولى تجاربه المهنية.
التحق عمر سليم في بداية مساره المهني بإذاعة “ميدي 1 ” بطنجة سنة 1980، قبل أن ينضم إلى فريق الإعلاميين بالقناة الثانية، خلال الأسبوع الأول من انطلاقها، حيث تعددت المناصب والمسؤوليات التي شغلها بهاته المؤسسة، ومنها مدير البرامج والأخبار ومدير البث،وقد وافته المنية يوم 17 يوليوز 2023.
أما جميلة شاذلي الإعلامية بقسم الأخبار بالقناة الثانية المغربية، فولدت بمدينة أبي الجعد ، وكانت لها نزعة تجرفها إلى عالم الصحافة والتلفزة بالخصوص وقد عُرفت عند مشاهدي التلفزيون المغربي مقدمة نشرة الأخبار باللغة العربية على القناة الثانية ومعدة وقارئة تقارير وربورطاجات أيضا بقسم الأخبار. أخرجت الشاذلي الربورتاجات وقابلت وحاورت عددا من الشخصيات وأيقظت جانبهم الخفي، حافظت،جميلة شاذلي على ابتسامتها، حيث استمر لديها الحلم حلم الصحافية والإعلامية المتألقة والوفية لمهنتها.
أما أحمد الشرقاوي،الذي يعتبر رائد الفن التشكيلي في المغرب، هو فنان تمكن من إعادة رسم معالم الفن التشكيلي المغربي نحو التحديث، ربطه بالتراث الشعبي وحداثة تقنيات الرسم المتمثلة في الاتجاه
التجريدي ، فصاغ رؤية بصرية مغربية ذات بعد عالمي.
أحمد الشرقاوي ابن مدينة أبي الجعد،وهو مؤسس مدرسة الفن التجريدي بالمغرب. ربط جل أعماله التجريدية بالتراث والخلفية الشعبية المغربية، واعتبر
الرسم الفني كتابة بالعلامات، ستعمل الخط العربي وأساليبه والتراث الشعبي وجدوره ليبلغ تفردا نوعيا أصيلا ذا امتداد حضاري أصيل في التراث والتاريخ
استخدم الفنان أحمد الشرقاوي، الذي ولد في 2 أكتوبر عام 1934 في مدينة أبي الجعد لغة رمزية لمخاطبة العقل والمشاعر والحس الجمالي قبل العين، ونجح في الجمع بين التراث والحداثة، ليصبح من أعمدة الفن
التشكيلي المعاصر ومن بين أوائل من مارس الفنون الجميلة في المغرب.
ترعرع في أحضان عائلة اشتهرت بالتصوف شجعته على حفظ القرآن في المسيد والتمرس على فكر التصوف إلى درجة وصف فيها بالتقشف في اشتغاله والتصوف في رؤيته” إلى أن وافته المنية عن عمر 33سنة بعد عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية.
تعرض لوحات الفنان أحمد الشرقاوي في أكبر المتاحف بالعالم کمتاحف باريس والإمارات العربية المتحدة وقطر ولبنان.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 14/05/2024