جرت مساء أول أمس السبت 1 نونبر الجاري، بالقاهرة ، مراسم حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، وذلك بمشاركة وفود رفيعة المستوى تمثل العديد من الدول، من بينها المغرب.وقد مثل جلالة الملك محمد السادس، في هذا الحدث الثقافي العالمي، محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل كما حضر هذا الحفل سفير المغرب بالقاهرة محمد آيت وعلي.
تميز حفل افتتاح هذا المتحف، الذي يعد الأكبر من نوعه في تاريخ المتاحف المخصصة لحضارة واحدة، بمشاركة 79 وفدا رسميا، من بينهم 39 وفدا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات ، فضلا عن العديد من الشخصيات التي تمثل منظمات إقليمية ودولية وشركات عالمية.
استغرق بناء المتحف، الذي يغطي مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، أكثر من 20 عاما، حيث أطلق مشروع المتحف عام 2002 في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، وتأخر بناؤه كثيرا. كما أرجئ افتتاحه الرسمي مرارا بسبب عدم الاستقرار السياسي المرتبط بالربيع العربي، وجائحة كوفيد، ثم التوترات الإقليمية.
وبلغت تكلفته أكثر من مليار دولار.وقد زينت سماء القاهرة خلال مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير عروض بتقنية «الهولوجرام» جسدت بعض الأشكال والرموز الفرعونية، خاصة مجسما لتابوت الملك توت عنخ آمون، وقناع الملك توت عنخ امون.
يشكل المتحف، الذي يمتد على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، صرحا حضاريا يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق مسار الحضارة المصرية منذ فجر التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني، ويعتبر امتدادا طبيعيا للمتحف المصري القديم بميدان التحرير، مع تقديم مقاربة جديدة في العرض المتحفي تعتمد على التقنيات الحديثة في الإضاءة والتفاعل البصري والوسائط الرقمية، بما يمنح الزائر تجربة معرفية شاملة ومتكاملة.
يضم المتحف المصري الكبير الذي افتتح رسميا السبت في القاهرة، أبرز القطع الأثرية من عصر الفراعنة: تماثيل ضخمة، وتوابيت، وأدوات، ومجوهرات… كانت موزعة في أنحاء مختلفة من البلاد وباتت معروضة في مساحة تزيد عن 50 ألف متر مربع.
أهم مزايا المبنى الضخم
الهرم الرابع
صممت شركة «هينغان بينغ» الإيرلندية الواجهة الحجرية والزجاجية للمبنى لتكون «الهرم الرابع» لهضبة الجيزة، بالقرب من أهرام خوفو وخفرع ومنقرع.
يضم المتحف ذو التصميم الحديث نحو مئة ألف قطعة أثرية من 30 سلالة فرعونية، سيعرض نصفها تقريبا، بينما يحفظ الباقي في مخازن أو مستودعات.
تمثال رمسيس الثاني
وضع تمثال الملك رمسيس الثاني الضخم الذي يزن 83 طنا ويبلغ ارتفاعه 11 مترا، عند مدخل ردهة المتحف الفسيحة.
حكم رمسيس الثاني قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام (1279-1213 قبل الميلاد). ويعد هذا الفاتح والباني من أشهر ملوك الفراعنة، فقد جاب تمثاله العالم مرتين ضمن جولتين استقطبتا ملايين الاشخاص، الأولى عام 1986، والثانية بين عامي 2021 و2025.وسيكون المتحف المصري الكبير المقر الأخير للتمثال بعدما تنقل مرارا منذ اكتشافه عام 1820 قرب معبد ممفيس جنوب القاهرة.
كنوز توت عنخ آمون
في المتحف قاعة مخصصة لتوت عنخ آمون، تضم كنوز الفرعون الذي يعد الشخصية الأعظم في مصر القديمة.يعرض فيه أكثر من 4500 قطعة جنائزية من أصل خمس آلاف قطعة اكتشفها عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر عام 1922 في مقبرة سليمة في وادي الملوك.
من أشهرها قناع توت عنخ آمون الجنائزي الذهبي المرصع باللازورد، وتابوته الحجري المصنوع من الكوارتز الأحمر والذي يحتوي على ثلاثة توابيت متداخلة، أصغرها مصنوع من الذهب الخالص، ويزن 110 كيلوغراما.
بعد سنوات من الجدل بشأن سبب وفاة الفرعون الشاب في التاسعة عشرة من عمره (عام 1324 قبل الميلاد)، عزت اختبارات جينية ودراسات إشعاعية أجريت في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين وفاته إلى الملاريا المصحوبة بمرض في العظام.
قاربان شمسيان
صمم مبنى منفصل بمساحة 4000 متر مربع خصيصا لاستضافة المركب الشمسي للفرعون خوفو، والذي يوصف بأنه «أكبر وأقدم قطعة أثرية خشبية في تاريخ البشرية».
بني المركب، المصنوع من خشب الأرز والأكاسيا، قبل نحو 4600 عام، ويبلغ طوله نحو 43,5 مترا، وقد اكتشف عام 1954 في الركن الجنوبي من أكبر الأهرامات الثلاثة.
ويمكن للزوار عبر جدار زجاجي، مشاهدة أعمال الترميم الدقيقة الجارية على مركب شمسي ثان اكتشف عام 1987، ونقل في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين قرب الهرم نفسه.
واجهة بانورامية
افتتح المتحف بشكل جزئي للعامة في أكتوبر 2024.
بني المتحف المصري الكبير حول درج ضخم مزين بتماثيل ومقابر ضخمة، يؤدي إلى واجهة بانورامية واسعة تطل على الأهرامات.
يضم المبنى أيضا مخازن مفتوحة للباحثين، ومختبرات وورش ترميم، ومكتبات، ومركز مؤتمرات، ومطاعم، وأروقة تسوق.

