يوسف القيدي مبادرة فردية شديدة التميز في مجال الفن التشكيلي

تتبلور بين الفينة والأخرى مبادرات فردية شديدة التميز في مجال الفنون والإبداع . مبادرات لا تختلف في جوهرها في الأسلوب والرؤية الفنية للحياة وللجمال معا ، بل يميزها حلم إعادة تدوير الأفكار الخلاقة بعيدا عن الدرس الأكاديمي وخارج الأسوار والدروس المنهجية. فتحظى المبادرة بالشغف والشعبية كما تحظى بمنسوب محترم من التفاعل الجماهيري .
في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي اعتبر يوسف القيدي الفن عموما والتشكيلي على وجه الخصوص وسيلة للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين، ويرى في كل لوحة فرصة لنقل قصة ورؤية جديدة. ويواصل يوسف القيدي رحلته الفنية بحماس، مستمراً في استكشاف المزيد من التقنيات والأفكار، وملتزماً بتقديم أعمال فنية مبدعة تضيف قيمة وجمالاً إلى عالم الفن التشكيلي. معتبرا فكرة المعرض أكان فرديا أو جماعيا يشكل فرصة لتجديد التواصل مع العالم الفني وإعطاء نفس جديد للمسار والتجربة للتطوير والإغناء عبر اللقاء مع نخبة من عشاق اللون خارج اللوحة.
على الرغم من عدم تلقيه تعليماً فنياً أكاديمياً، إلا أن إصراره وشغفه جعلا أعماله تكسب إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. يقول يوسف القيدي الذي يشغل منصب أستاذ جامعي لشعبة اللغة الإنجليزية بكلية الآداب والعلوم الإنساني بفاس . وهو فنان تشكيلي عصامي يتميز بأسلوبه الفريد الذي يمزج بين الواقعية والانطباعية والتجريد ” بدأت برسم تفاصيل الحياة اليومية والمناظر الطبيعية التي تتميز بها قرية بمسقط رأسي ببني وليد تاونات” . منذ بداياته الأولى، أظهر يوسف القيدي شغفاً كبيراً بالفن التشكيلي . وخلال أشغال الدورة الأكاديمية الثانية “الشعري والسردي” المنظمة من طرف بين الشعر بالمغرب بالتنسيق مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، تكريما للشاعر المغربي محمد الأشعري، تعرف جمهور من الأدباء والفنانين عن كثب تجربة الفنان التشكيلي يوسف القيدي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس ضمن معرض ضم أكثر من 20 من اللوحات التشكيلية مع الفنان ذ محمد حماموشي.
ولأنه اختار طريق التعلم الذاتي والممارسة الشخصية للوصول إلى ما هو عليه اليوم. فقد استطاع مع مرور الوقت وعبر سنوات من الجهد والبحث المستمر أن يطور تقنيات متقدمة . وأن يبتكر أسلوباً خاصاً يعكس رؤيته الفريدة للعالم. ولم يكن عدم تلقيه تعليماً رسمياً في مدارس الفن التشكيلي باستثناء دورة تكوينية قصيرة في فن الرسم والنحت من معهد مالطة للحفظ والترميم سنة 2003، حاجزا أما تطوير موهبته وصقل تجربته في الفن التشكيلي ساعده في ذلك تكوينه الأكاديمي كأستاذ للغة الإنجليزية بالجامعة .
فلطالما شكلت هذه البيئة الجبلية ذات الطبيعة الخلابة موضوع إلهام له، ومع مرور الوقت، تعمق في دراسة تقنيات الرسم الواقعي، مستلهماً أعمال كبار الفنانين العالميين، ليطور بعدها لمسة انطباعية خاصة به تميز أعماله وتجعلها تنبض بالحياة والألوان.
يتميز القيدي بقدرته على تجسيد اللحظات العابرة وتجسيدها على القماش بطريقة تجعل المتلقي يشعر وكأنه جزء من المشهد. أعماله تعكس تنوعاً كبيراً في الموضوعات، من الطبيعة الصامتة إلى المشاهد الحضرية، مرورا بالتجريد الذي يتيح للفنان التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة حرة ومبتكرة.
والفنان إلى جانب ذلك ، ناقد وقارئ متميز حيث ساهم في ندوة نظمتها الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة بفاس بمداخلة تحت عنوان “هوية ابن الخطيب في رواية “ابن الخطيب في روضة طه” للروائي العرفاني عبد الإله بن عرفة : بين جذور المكان ورحابة الفكر” اعتبر فيها شخصية لسان الدين بن الخطيب سيرة شخصية فريدة من نوعها في التاريخ الإنساني، وليس الأندلسي فحسب، شخصية مازالت في حاجة للمزيد من البحث في أسرارها، وسبر أغوارها واستنباط غنى إسهاماتها “


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 11/06/2024