اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ
في ﻗراءﺗﻧﺎ ﻟﻣﻧﺟز اﻟزﺟﺎﻟﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﻣﺻﺑﺎﺣﻲ، ﯾﺣﺿرﻧﺎ ﺳؤال اﻹﺑداع واﻟذاﻛرة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ، ﺧﺻوﺻﺎ وھذه اﻟﻧﺻوص ظﻠت ﺣﺑﯾﺳﺔ اﻟﻣﺛن اﻟﺷﻔوي رﻏم ﻏزارة اﻟﻌطﺎء وﺟدﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن وﺑدﯾﻊ اﻟﺗﺷﻛﯾل ورﺻﺎﻧﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ. ﻧﺻوص ﺗﺳﺗﺣق أن ﺗﻛون ﻣﻧطﻠق أﺑﺣﺎث ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻔﻌل اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻣﺑﺎدرة ﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣﻧﺟز اﻟﺗراﺛﻲ ﻟﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﮫ ﻣن أﻣﺛﺎل وﺣﻛﺎﯾﺎت وأﻟﻐﺎز وأﺳﺎطﯾر رﺻﻔﺗﮭﺎ اﻟزﺟﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺎص داﺧل ﺑﻧﯾﺔ ﺷﻌرﯾﺔ وﺷﺎﻋرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطرﯾز اﺣﺗراﻓﻲ ﺑﻘﻔﻼت اﺑداﻋﯾﺔ ﻣﺗﻘﻧﺔ. ﻧﺻوص اﻟزﺟﺎﻟﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﻣﺻﺑﺎﺣﻲ ﻓﻲ دﯾوان ﻛﻧﺎش ﺳﻛﺎﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻟﮭﺟﯾﺔ ذات ﻣواﺻﻔﺎت ﻣﺗﻔردة، وھﻲ ﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن اﻻﺣﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟزاﺧرة ﺑزﺧم ﻣن اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺗراﺛﯾﺔ ﺑﺻﯾﺎﻏﺔ ﺷﻔوﯾﺔ ﺗﺗﺄﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧطوق اﻟﻣﺗداول ﻋﺑر اﻟﺣﻔظ واﻹﻧﺷﺎد ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺣﺎﺳﺔ اﻟﻧطق و اﻟﺳﻣﻊ اﻟﻰ ﺣﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗظﮭﺎر ﻓﻲ ﺻﯾرورة زﻣﻧﯾﺔ و ﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﯾﺣﻛﻣﮭﺎ ﺗﻘﻌﯾد ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ و ﻣﻧطق اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل و اﻟﺗداول و اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻣﺣدودﯾﺔ اﻻﻣﺗداد داﺧل رﻗﻌﺔ ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ” اﻟﻣﻐرب” ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺷﻌر اﻟﻠﮭﺟﻲ ﻣﻧطوﻗﺎ ﺷﻔوﯾﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺧﺻﺎﺋص اﻧﺗرﺑوﻟوﺟﯾﺔ ﺗﻐري ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ و
اﻟﻛﺷف ﻋن ﺑﻌض اﻟﻣظﺎھر اﻟﺳوﺳﯾوﻟﯾﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﻠﻛﺗﮭﺎ ﺗﻌﺑﯾرا و ﻗوﻻ اﻟزﺟﺎﻟﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﻣﺻﺑﺎﺣﻲ و اﻟﺗﻲ ﺣﺎﻓظت ﻓﻲ ﻧﺻوﺻﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوروث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﻠﻐﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﮭﺟﺎت وطﻧﮭﺎ ﺑﺎﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ ﺗراﻋﻲ ادراك ﻣﺗﻠﻘﯾﮭﺎ..
وﯾظل ﻣﻧﺟز ﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﻣﺻﺑﺎﺣﻲ ﻛﻧﺎش ﺳﻛﺎﺗﻲ ﺟزء ﻣن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ، اﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ﺑﺻﻌوﺑﺔ ﺣﯾث أن اﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻧطوﻗﺔ ﻟﺳﺎﻧﯾﺎ و اﻟﻣﺣﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟرﻣوزاﻷﺑﺟدﯾﺔ ﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن وﺿﻌﮭﺎ داﺧل ﻧﺳق ﻣوﺳﯾﻘﻲ و إﻧﺷﺎدي ﯾﺿﻊ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ادراك اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻣﺎ أن ﺗﻘﻌﯾد اﻟﻘﺻﯾد اﻟﺷﻔوي ﯾﺧﺗﻠف ﻛل اﻻﺧﺗﻼف ﻋن ﺗﻘﻌﯾد اﻟﻔﺻﯾﺢ و ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻘل ﻣن اﻟﺷﻔوي اﻟﻣﻧطوق اﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗوب ﯾؤﺛر ﺣﺗﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧص ﺑﺗﻌﻣﯾق اﻟﮭوة و ﯾﺧﻠق اﻟﺗﺑﺎﻋد اﻟذي ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ اﻟﺣﯾز اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻘﻲ و اﻻﻧﺗﺷﺎر، ﻧﺎھﯾك ﻋن ﻣﺷﺎﻛل ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣروف و اﻟﺗﻧوﯾط ﺑﺎﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻊ اﻟﻘﺻﯾدة ﺿﻣن اﺑداع ﯾﻧﺑض ﺑﺎﯾﻘﺎﻋﺎت ﻓﻠﻛﻠورﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻧﺷﺎد.
و ﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﻣﺻﺑﺎﺣﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗوﺗﯾق ﻣﻧطوﻗﮭﺎ وﻋت ھذه اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﺿﻣن ﻓرﯾق ﻣﺗﻣﻛن و ﻗد ﺧﻠﻘت ﻓﻲ ﻣﻧﺟزھﺎ ﻛﻧﺎش ﺳﻛﺎﺗﻲ اﯾﻘﺎﻋﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻘﺻﺎﺋدھﺎ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻘﺻﯾدة اﻟزﺟﻠﯾﺔ ﺑﻧﯾﺔ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ذات اﻟﻣﺑدع و ﻣﺎ راﻛﻣﮫ ﻣن ﻣرﺟﻌﯾﺎت ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﻣﻌﺎﻧﯾﮫ ورؤاه واﯾﻘﺎﻋﺎﺗﮫ و ﺛﻘﺎﻓﺗﮫ و ﻛل ﻣﺎ ﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻔﻧون اﻟﻘول..
ﻧﺻوص ﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﻣﺻﺑﺎﺣﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟدﯾوان ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧﺳق ﻣﺑﻧﻲ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺧﻼﻓﯾﺔ ﺑﯾن وﺣداﺗﮫ ﯾﻐري ﺑﻛﺷف و رﺻد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻘﺎﺑﻼت اﻟدﻻﻟﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﯾﺔ و ﻣﻧﮭﺎ ﺗﺗﺷﻛل اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻛﺎﺷﻔﺔ ﻟﺗﻣظﮭرات ﺷﻛﻠﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﻣﻠﻣﺣﺎ ﺑﻧﺎﺋﯾﺎ ﻟﮭذه اﻟﻧﺻوص و ﺗؤطرھﺎ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم .. ﻓﻲ ﻧص “ﻋﻼش ﯾﺎ ﺣﺎل” ﺗﻌﻠن ﻧﺑﯾﻠﺔ ﺑﺣرﻗﺔ و روح ﻣﺗﻣردة اﺣﺑﺎطﮭﺎ ﻣن واﻗﻊ اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻧزﻟت ﻓﯾﮫ ﺳوﻣﺔ اﻟﻘﯾم و أﺿﺣﻰ اﻹﻧﺳﺎن ﻋﺑدا ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﮫ وﻣﯾوﻻﺗﮫ و ﻧزواﺗﮫ و أﺻﺑﺢ اﻻﺳﺗﺑداد و اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ و اﻟظﻠم اﻟﺳﺎﺋد و اﻟﻣﮭﯾﻣن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎر ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن. وﻗد وظﻔت ﻟذﻟك ﻛﻠﻣﺎت ﻣﺷﺣوﻧﺔ ﺑدﻻﻻت رﻣزﯾﺔ ﻣوﺣﯾﺔ ﻣن ﻣﺛل: ﻧﯾرون، ﻋﻘرب ، دﯾﺎب … ﻣﺎل اﻟﺣﺎل ﻣﺷﺣون
ﺻﺎر رﺻﺎص ﻓﺧﻧدق ﻧﯾرون ﻣﻧﯾن ﺳرﺣت ﻣﻛﺣﻠﺔ اﻟﺻواب ﻟﻘﯾﺗو ﻣﺣﻧﻲ وﻓﯾدو ﻋﻘرب ﺳﺎﯾر ﯾﺳرح ف دردﺑﺔ ﺧرﺑﺔ
ﺳﺎﻛﻧﯾﻧﮭﺎ ﻗﺻﺎب وﻣدورﯾﻧﮭﺎ دﯾﺎب
ھذا اﻟﻣدﺧل ﻣن ھذه اﻟﻘﺻﯾدة ﺗؤﺳس ﻟﮫ ﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﻣﺻﺑﺎﺣﻲ ﺗﻘﺎﺑﻼ ﺧﻼﻓﯾﺎ ﺑﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﺎﺿوﯾﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ
ﺗﻘول :
ﺳﺎﻟت اﻟﺣﺎل ﻣﺗل ﺣﺎﻟو؟ ﺣﺎل واﺧﺎ ﻛﺎن ﺗﺎﻣر ﻛﺎن ﻟﻠﺗﻣﺎرة ﺑﺎل
ﻏﻠﺗو ﻣزﯾﻧﺔ و ﺗراﺑو ﻗﻔل آش طرا ﻟداك ﻟﻛﺎن ھﻣﺔ و ﺷﺎن ﺣﺗﻰ ﺳﺎر ﻓداك اﻟﻘﻧوت ﺳﺎرح
إن اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳردي اﻟذي ھﯾﻣن ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص دﯾوان ﻛﻧﺎش ﺳﻛﺎﺗﻲ ﯾزﺧر ﺑﺎﻟدﻻﻻت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻧﯾﺎت اﻟﺧطﺎﺑﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻧﻔس ﺣﻛﺎﺋﻲ ﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟزھﺎ ﻋواﻣل ﻓردﯾﺔ و ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺣﻛﻲ ﻋﻣﯾق ﯾﺗﺣدد ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﻧﯾﺎت اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ذات اﻟﺳﻣﺔ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ، ﺗﻘول ﻓﻲ ﻧص ﻓﯾن ﺿﺎع اﻟﺧﻠﺧﺎل: آش ﺻﺎب اﻟﻐﻠﺔ ﺣﺗﻰ وﻻت ﺗﺑن واﻟﺛﻣر ﻟﻛﺎن ﺗﺣرﺣر وﻋﻔن ﺗﻐﯾس اﻟﻐﺑﺎر واﻟﺗرﺑﺔ ﻗﺎﺳﮭﺎ اﻟﻌﻛر ﺣﺗﻰ اﻟﻔﺎس ﻟﻛﺎن ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﻟﯾﮫ ﺟذر ﻋﺷﻌش اﻟﺧﻼ ﻓﺎﻟﻌﯾن ﺣﺗﻰ ﺧﻼھﺎ ﻗﻔر وﻋﻧﺗت اﻟﺧﯾﺎب واﻟﻐﺎﺷﻲ زاد ﻛﺑر ﻓﯾن ﺿﺎع داك اﻟﺧﻠﺧﺎل ﻟﻛﺎن ﻗﺎﯾد ﻋﻼش ﺧرﻓﺗو ﻟﻛﺎن وﺻﯾﺔ اﻟﺟدود ﻋﯾب ﻋﻠﯾﻛم ﻓﺗﻘﺗو داك اﻟﻣﺷد وﻻ ﺑﺎن ﻟﯾﻛم زﻛروم ﻗﻔﻠو ﺣداد ﻣن ﯾوم ﺧﺗﻧﺎه ﺑداك اﻟﻣﺻدي ﺳﺑﯾﻠﻧﺎ وﻻ ﺗرﻋﺔ و ﻗرارﻧﺎ دﻣل ﺗﮭزات اﻟوﺗﺎد ﻟﻛﺎن ﺳﺎﺳﮭﺎ ﻓﺣل و ﻋﻧﺗﺗﺎت اﻟﺗوﻧﯾﺔ وﺻﺎرت ﻟﻠرﻛن ﺗرﺑل
ﯾﻔﺗﺗﺢ ھذا اﻟﻧص ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﺳردﯾﺔ ﻣﺣددة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ: ﺗﺳﺎؤل ﺣول ﺳﺑب اﻟﻔﺳﺎد اﻟذي أﻟم ﺑﺎﻷرض اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺧراﺑﺎ .. رﺻد واﻗﻊ اﻟﺣﺎل ﺣﯾت ﺳﯾﺎدة اﻟظﻠم و ﺗﺟﺑر اﻟظﺎﻟم ﺗﺳﺎؤل ﻋﺎم ﺣول ﺿﯾﺎع اﻟﺧﻠﺧﺎل رﻣز اﻟﺟﻣﺎل و اﻟﻘﯾم اﻟﺳﻣﺣﺔ و ﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟدود اﻟﻣﺧﺗزﻟﺔ ﻟﻣﻧظوﻣﺔ أﺧﻼﻗﯾﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟرﺑﺔ و اﻟﺣﻧﻛﺔ.
ھذه اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﺳردﯾﺔ ھﻲ ﻋﻧﺎﺻر ﯾﺗﺷﻛل ﻣﻧﮭﺎ ھذا اﻟﻧص، و ﯾﺗﻣظﮭر ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺧطﺎب ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ وﺣدات ﻣﻌﺟﻣﯾﺔ ﻣن ﻋﺎﻟم اﻟﻘﯾم ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺳردﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺑرزﻧﺎ ﻣﺣﺗوﯾﺎﺗﮭﺎ ..
وﺗظل ذات اﻟزﺟﺎﻟﺔ ﺣﺎﺿرة ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﺳردﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﺎؤﻟﮭﺎ اﻟﻣﺣﺻور ﻓﻲ ﺣﻛﯾﮭﺎ.
ﻣﺗﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﯾرورة اﻟﺣﻛﻲ ﺑﯾن زﻣﻧﯾن زﻣن اﻟﯾﺑﺎب ﺑﻛل دﻻﻻﺗﮫ و رﻣزﯾﺗﮫ و زﻣن اﻟﺧﺻب ﺑﻛل أﺑﻌﺎده و دﻻﻻﺗﮫ و ﻗد وظﻔت ﻟذﻟك إﺣﺎﻻت ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌﺟم دﻻﻟﻲ ﻣن ﻣﺛل : اﻟﻐﻠﺔ وﻻت ﺗﺑن، اﻟﺛﻣر ﺗﺣرﺣر ﻋﻔن، ﻋﺷﻌش ﻟﺧﻼ، اﻟﺧﻠﺧﺎل ﻛﺎن ﻗﺎﯾد.…..
وھﻛذا ﺗﺳﯾر ﻧﺻوص دﯾوان ﻛﻧﺎش ﺳﻛﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺎت ﺧطﺎﺑﯾﺔ ﺗﺟﺳد ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺣﻛﻲ وﺿﻌﯾﺎت ﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﺑﺣس ﻧﻘدي ﻟواﻗﻊ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺎﺿوﯾﺔ ﺗﺗﺑﻧﺎھﺎ ﻧﺑﯾﻠﺔ ﻣﺳﻠﻛﺎ ﺣﯾﺎﺗﯾﺎ
ﻟﻣدﯾﻧﺔ أﻓﻼطوﻧﯾﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﺗﺣﯾﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻌﯾدا ﻋن واﻗﻊ اﻟﻔﺳﺎد و اﻟظﻠم و اﻧﮭﯾﺎر اﻟﻘﯾم .
ﺗزﺧر ﻗﺻﺎﺋد اﻟزﺟﺎﻟﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﻣﺻﺑﺎﺣﻲ ﺑﺎﻟرﻣوز ذات اﻟدﻻﻻت اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣﺟﺎل ﺗوظﯾﻔﮭﺎ ﻟﺗﺷﻛل ﺑﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﺎﻟق داﺧﻠﮭﺎ ﻣﺿﺎﻣﯾن و رؤى و ﻣواﻗف.. ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة ﻓداك اﻟرﻛن ﻓﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧص ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗزل واﻗﻊ اﻟزﯾف واﻧﮭﯾﺎر ﺳوﻣﺔ اﻟﻘﯾم واﻧﺗﻌﺎش ﺳوق اﻟرداءة وﺳﯾﺎدة اﻟوھم، وﺗﺷﺣد ﻟذﻟك دﻻﻻت ﻣن اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﺗﻘول:
ف ﻋراس اﻟﺧﺗﺎﻧﺔ اﻟﻌزا ﻟﺑس ﻗﻔطﺎن
و ﺷﺣﺎل ﻣن ﺻﻘﻠﻲ ﻏﯾر ﻛﺗﺎن ﯾﺷﻣﻊ اﻟﺑﺎل و ﯾﻛﻔن زﻣﺎن
و اﻟﺗﻠﯾس اﻟﻣﻐﻣس ﻣﺎ ﯾدﻓﻲ ﻋرﯾﺎن و ف دﯾك اﻟرﻛن اﻟﻣﺟﻠﻲ ﺷﺟرة ﺗﺧزز ﺿﯾﺎم وﻻ ﺛور
إﻟﻰ أن ﺗﻘول : ﺗﺎه اﻟﺗﻠﻔﺎن ﻓوﯾدان اﻟﺑﻼ اﻟﻣﺧروض ﺻﺑﺎح ﻣﺷﺎوري واﺧﺎ ﺣرﺑﺎل و ﺻﻧﺎﻧر اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﺟوﻻ ﺟﺑﺎل
ﻓداك اﻟرﻛن ﻻ ﺗﻠوم ﻟزاوك ﻓﯾﮭﺎ و ﻋﺎم
ھو ﺷﺣﺎل ﻣن ﺻﯾﺎح ﺗﻣﺗﺎم ﯾﺑﺎن ﻟﯾك ھداوي و ھو ﻏﯾر ﺟدام
ھﻛذا ﺣﻛﺎﻟﻲ اﻟﺳﺎﻛن ﻋﻠﻰ دﯾك اﻟرﻛن
اﻟرﻛن ھو واﻗﻊ ﻣظﻠم ﻟوطن ﺗﻐﯾرت ﻓﯾﮫ اﻷوﺿﺎع وأﺿﺣﻰ اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎت واﻟزﯾف واﻟﺗﯾﮫ ﺣﯾث ﻻ أﻣل ﻓﻲ اﻟﺧﻼص و ﻛل ﻗﺻﺎﺋد اﻟزﺟﺎﻟﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﻣﺻﺑﺎﺣﻲ ﺗﺳﯾر ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﻧﺣﻰ ﻓﮭﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻗﺿﯾﺔ واﻗﻊ ﻣﺗردي ﯾﺧطو ﺑﺧطﻰ ھداﻣﺔ ﻻ ﺗﺑﺷر وﻟو ﺑﺷﻌرة أﻣل إﻟﻰ وﻻدة ﺟدﯾدة ، و ھﻲ ﺗﺧﺗﺎر ﻟذﻟك رﻣوزھﺎ اﺧﺗﯾﺎرا ﻣؤﺳﺳﺎ ﺗﻔرض ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﻋﻣق دواﺧﻠﮭﺎ وﻻ وﻋﯾﮭﺎ ﻣن ﻣرﺟﻌﯾﺔ وﺗﺟرﺑﺔ ﻏذت ﻣﺟﺎﻻت إﺑداﻋﮭﺎ. دﯾوان ﻛﻧﺎش ﺳﻛﺎﺗﻲ ﻣدﺧل ﻟﻠﺑﺣث و اﻟﻛﺷف ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺛراء ﻓﻧﻲ و ﻣﻌرﻓﻲ و ﻧﻣودج ﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺧﺑرت واﻗﻊ ﻣﺟﺗﻣﻌﮭﺎ ﺑﺣس ﻧﻘدي ﺑرؤﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣرﺟﻌﯾﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺗرات اﻟﺷﻌﺑﻲ، ﻓﻛوﻧت ﺑﺻورھﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻧﺎء اﺳطورﯾﺎ ﺗﺗﻧظم داﺧﻠﮫ رﻣوزا و ﺣﻛﺎﯾﺎ و أﻣﺛﻠﺔ ﻣﺄﺛورة ﺗﻌﺑر ﻋناﻟﻼوﻋﻲ اﻟﺷﻌﺑﻲ و ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﺗﺟﺎرب ﻣﺷﺗرﻛﺔ .