آخر المستجدات التشخيصية والعلاجية بالمغرب بفضل تطور العلوم النووية

 

في اليوم العلمي الذي نظمته جمعية «نساء في المجال النووي بالمغرب» (WiN Maroc) في 18 ديسمبر 2024 بجامعة محمد الخامس، استحوذ موضوعان متقدمان على اهتمام المشاركين: «العلاج التشخيصي» Theranaustic و»السيكلوترونات» cyclotrons ، وهما ركيزتان ناشئتان في تطبيقات التكنولوجيا النووية في الطب والصيدلة.

العلاج التشخيصي: ثورة في التشخيص والعلاج

«العلاج التشخيصي» هو دمج بين كلمتي «علاج» و»تشخيص»، ويُمثل ثورة حقيقية في الطب الشخصي. تجمع هذه المقاربة بين نظائر مشعة وجزيئات تستهدف خللاً بيولوجيًا محددًا، مما يسمح بالكشف المبكر عن أمراض خطيرة مثل السرطان، وتقديم علاج موجّه في الوقت نفسه.
أوضحت الأستاذة نزهة بن الرايس عواد، الرائدة في الطب النووي بالمغرب والمعترف بها دوليًا، التأثير الكبير لهذه التقنية. فمن خلال القضاء على الخلايا المريضة مع الحفاظ على الأنسجة السليمة، يُحسّن العلاج التشخيصي فعالية العلاجات ويقلل من الآثار الجانبية.
في مجال الأورام، يفتح هذا النهج آفاقًا جديدة لعلاج الأورام الصعبة، مثل السرطانات العصبية الصمّاوية أو النقائل العظمية.
بالإضافة إلى ذلك، تمتد تطبيقات العلاج التشخيصي إلى أمراض أخرى، بما في ذلك الأمراض القلبية الوعائية والعصبية، مما يعزز دوره الأساسي في تطوير الطب الدقيق.
السيكلوترونات: مفتاح الاكتفاء الذاتي في إنتاج النظائر المشعة

تلعب السيكلوترونات دورًا محوريًا في إنتاج النظائر المشعة الضرورية للتصوير والعلاج في التطبيقات الطبية النووية. هذه الأجهزة هي مسرّعات جسيمات تُستخدم لإنتاج نظائر مشعة قصيرة العمر، مثل الفلور-18، المستخدم في فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
سلّط الأستاذ منصف بن منصور، من المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية (CNESTEN)، الضوء على جهود المغرب في تطوير بنية تحتية قوية حول السيكلوترونات. بفضل هذه المعدات، يهدف المغرب ليس فقط إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج النظائر المشعة، بل أيضًا إلى التصدير إلى الأسواق الإقليمية خاصة الإفريقية.
من جانبه، أشار الدكتور إبراهيم الزوبير إلى أن السيكلوترونات تسهم أيضًا في تقليل الفجوة الزمنية بين إنتاج النظائر واستخدامها السريري، مما يضمن جودة أفضل لفحوصات التصوير والعلاجات. من خلال تعزيز هذا القطاع الاستراتيجي، يتموضع المغرب كفاعل أساسي في الطب النووي في أفريقيا وخارجها.
نحو مستقبل واعد
يبرز الجمع بين العلاج التشخيصي والسيكلوترونات الإمكانات الهائلة للتطبيقات النووية في تحويل المشهد الطبي في العالم وفي المغرب. هذه الابتكارات، التي يقودها خبراء مغاربة مرموقون، تؤكد قدرة المملكة على دمج وتكييف التقنيات المتقدمة لتلبية احتياجات الصحة العامة.
مع رؤية واضحة واستثمار مستمر، يقترب المغرب من تحقيق طموحه في أن يصبح مركزًا إقليميًا للعلوم النووية التطبيقية في الطب، في مواجهة التحديات الصحية العالمية.


الكاتب : الدكتور أنور الشرقاوي

  

بتاريخ : 24/12/2024