آخر ما نشر الفقيد: «أنا كل هذا الشتاء الذي…» 

الشتاء الذي يشعل القشعريرة في الحجر..
الشتاء الذي يشبه لسع النحل الساخن..
الشتاء الذي غيومه في القلب وبروقه
ذكريات دفء جميل..
الشتاء الغامض كخرافة.. الواضح كصورة
«نيكاتيف» للفصول وللفضول..
الشتاء الذي يشبه ثوب الحداد..
الشتاء الذي يغسل وجه الأرض فيزداد اتساخا..
الشتاء الذي عض أسناني..
الشتاء المبلل الجالس قرب المدفئة يسترجع ذكريات
دورة الحياة..
الشتاء الذي يذيب خزائن الدّهون
الشتاء الذي يذكرني برائحة الأرض الأولى
وبكاء السماء علي..
الشتاء النائم كطفل، المستيقظ كالعنفوان..
الشتاء الذي يزدرد نجوم السماء ويمجد السماء..
الشتاء الذي يقضم أصابع النهار ويطيل عمر الليل..
الشتاء الذي يعلي هامة المظلات وهي بلا ظل..
الشتاء الطويل كلَيْله، بلَيْلِه الطويل المظلم..
الشتاء الذي يعري فيلبسون..
ويغرس فينهبون..
الشتاء الذي يدخل النمل إلى مساكنه..
الشتاء الذي يجعل النار جنة عاجلة غير آجلة..
الشتاء الذي يشبه غسل الموتى وكفن الثلج..
الشتاء الذي يشبه ترجمة حرفية لنباح الكلاب..
ويشبه حرفيا حكومة تشبه انتظار قطار قديم
مصنف في الدرجة الرابعة، تحت صقيع الليل المفترس..
الشتاء الذي يشبه الليل، الغضوبُ، القلقُ، الكئيبُ، الطويلُ، النحيلُ، الهزيلُ، المحدودبُ، المرتعشُ، المنكمشُ، الواهن في العقبة..
الشتاء العقبة..
الشتاء الذي يكاد يشبهني
أنا الذي الشتاء..
أنا كل هذا الشتاء الذي…….

08 – 04 – 2017


الكاتب : عبد الحميد بن داوود

  

بتاريخ : 01/06/2019