«آيا غولد آند سيلفر» تضخ 108 ملايين دولار لتوسعة منجم الزكندر وتحويله لواحد من أكبر مناجم الفضة في إفريقيا

 

أعلنت شركة “آيا غولد آند سيلفر” الكندية، المدرجة في بورصة تورونتو، عن حصولها على تمويل إضافي بقيمة ثمانية ملايين دولار أمريكي عبر ضمانات بنكية مقدمة من المقاول الصناعي Duro Felguera، في إطار تعويضات مرتبطة بمشروع تطوير منجم الفضة الزكندر بإقليم تارودانت. ويأتي هذا المبلغ لتعزيز وتيرة الأشغال الجارية في إطار برنامج توسعة المنجم، الذي يعد أحد أهم أصول الشركة في القارة الإفريقية، وركيزة أساسية لاستراتيجيتها الإنتاجية خلال السنوات المقبلة.
ويقع منجم الزكندر الغني بالفضة في جبل سيروا بإقليم تارودانت، ويعتبر ثاني أهم منجم للفضة في المغرب. تديره شركة “آيا غولد آند سيلفر” الكندية كأحد مشاريعها الرئيسية في المملكة، ويقع على بعد حوالي 140 كيلومترا شمال شرق تارودانت، في منطقة أسكاون. ويتميز باحتياطيات عالية من الفضة، ويخضع حاليا لبرنامج توسعة شامل يهدف إلى رفع طاقته الإنتاجية من 1.6 مليون أوقية سنوياً إلى 6.8 ملايين أوقية بعد اكتمال المشروع. ويأتي هذا ضمن محفظة استثمارات واسعة للشركة في المغرب، حيث تمتلك مشروعين لإنتاج الفضة وأربعة مشاريع أخرى موجهة لإنتاج الذهب.
هذا التمويل الجديد ينضاف إلى تعبئة مالية ضخمة بلغت مئة مليون دولار أمريكي حصلت عليها الشركة مؤخرا من الأسواق المالية الدولية، ليرتفع بذلك إجمالي الاستثمارات الموجهة لمشروع الزكندر إلى مئة وثمانية ملايين دولار. استثمارات تسعى الشركة من خلالها إلى إحداث نقلة نوعية في قدرات المعالجة والاستخراج، وتحويل المنجم إلى واحد من أكثر مواقع إنتاج الفضة كفاءة وتنافسية على مستوى القارة.
وقد رافقت هذه التطورات المالية نتائج تشغيلية ومالية قوية في الربع الثاني من عام 2025، حيث سجلت الشركة إيرادات بلغت 38.6 ملايين دولار، بزيادة لافتة بلغت 182% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. هذا الأداء يعكس الأثر المباشر لبدء التشغيل التجاري للمصنع الجديد أواخر عام 2024، إلى جانب استفادتها من ارتفاع سعر الفضة الذي بلغ في المتوسط 33.86 دولار للأونصة خلال الفترة. على مستوى الإنتاج، حقق منجم الزكندر 1.042 مليون أونصة من الفضة، ما يمثل زيادة سنوية تقارب 141%، فيما بلغ التدفق النقدي التشغيلي ثمانية ملايين دولار، وهو ما يعزز قدرة الشركة على تمويل توسعاتها دون ضغوط تمويلية حادة.
وتشير البيانات التشغيلية الصادرة عن الشركة إلى تسجيل أرقام قياسية في المنجم خلال هذا الفصل، إذ تمت معالجة 273,471 طنا من الخام بمعدل يومي بلغ 3,005 أطنان، فيما وصل حجم الخام المستخرج من باطن الأرض إلى 241,288 طنا بمعدل يومي قدره 2,652 طنا. كما بلغ معدل استرجاع الفضة 87%، وهي نسبة تتماشى مع الخطة التشغيلية المستهدفة، بينما وصلت جاهزية المطحنة إلى مستوى قياسي بلغ 98%، ما يعكس كفاءة عالية في استغلال القدرات الإنتاجية المتاحة.
منجم الزكندر، الذي يعود اكتشافه إلى تسعينيات القرن الماضي قبل أن تستحوذ عليه “آيا غولد آند سيلفر” في عام 2012، يصنف اليوم كأحد أهم رواسب الفضة عالميا من حيث الجودة والاحتياطي، مع إمكانيات إنتاجية تقدر بملايين الأونصات سنويا. وتعمل الشركة حاليا على تطوير بنية تحتية صناعية أكثر تقدما، واعتماد تقنيات معالجة حديثة، وتحسين منظومة اللوجستيك لتسهيل الوصول إلى المنجم وخفض تكاليف التشغيل، فضلا عن إطلاق مشاريع بيئية تستهدف تحسين إدارة الموارد المائية والنفايات والحد من الانبعاثات.
هذا الزخم المالي والتشغيلي يعزز موقع المغرب كلاعب محوري في صناعة المعادن النفيسة، ويؤكد جاذبيته للمستثمرين الدوليين بفضل استقراره السياسي، وإطاره القانوني الملائم للاستثمار، وتطور بنياته التحتية، إضافة إلى موقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يتيح الوصول السريع إلى أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا. ومن المنتظر أن تشهد السنوات الخمس المقبلة مضاعفة إنتاج منجم الزكندر تقريبا، ما سيضعه في مصاف المشاريع المرجعية إقليميا ودوليا، ويجعل من المغرب منصة رئيسية لتطوير صناعة الفضة على أسس توازن بين العائد الاقتصادي والالتزام البيئي.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 16/08/2025