«أبو الفنون» يحتضن قضايا المرأة ويدافع عن حقوقها على خشبة مركب سيدي بليوط

« ألف هاينة .. وهاينة» في ضيافة نساء الاتحاد الاشتراكي لتخليد اليوم العالمي للمرأة

 

شهد المركب الثقافي سيدي بليوط بالدارالبيضاء تنظيم أمسية فنية بطعم نضالي، حين استضافت منظمة النساء الاتحاديات جمعية محترف شمس للمسرح لتقديم عرضها « ألف هاينة .. وهاينة»، أول أمس السبت 4 مارس 2023، بعد عرض «طير الليل» الذي احتضنه مسرح محمد الخامس بمدينة الرباط، للتأكيد على أن الفن بشكل عام لا يمكن أن ينسلخ عن واقع الإنسان وعن معالجة قضايا الحياة اليومية المختلفة وعن الدفاع عن الحقوق الفردية والجماعية دون استثناء بلغة الإبداع وبعيدا عن كل القيود.
أمسية ربطت الماضي بالحاضر، وأكدت أن نساء الاتحاد الاشتراكي لهن رؤية خاصة بهن في نضالهن لأجل قضية المرأة، الطفلة واليافعة والشابة والمسنّة، التلميذة والطالبة والعاملة والموظفة ورّبة البيت، المتزوجة والمطلٌّقة والأرملة، فمنظمة النساء الاتحاديات ترى بأن القضية النسائية هي أكبر من أن تختزل في بضع تفاصيل أو أن ينظر إليها بمنظور تجزيئي فئوي فيه الكثير من القصور، وتشدد على أنها قضية كل يوم، وهو ما جعلها تسطّر برنامجا تواصليا يحضر فيه النقاش السياسي والمجتمعي حول المرأة المغربية ومشاكلها على امتداد تراب المملكة، ودفعها كذلك إلى تسطير برنامج فني تمت العودة فيه إلى «أبي الفنون» للاحتفاء بالثامن من مارس، باعتباره حدثا عالميا له دلالاته المتعددة، للتعبير باللغة والجسد، عن واقع وحقوق المرأة، أي بكل التعابير.
احتفاء «فني» بعيد المرأة، يذكّر الجميع كيف أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ظل محتضنا للفعل الثقافي والفني في المغرب، بل ومؤسسا لهما، وكيف ساهمت نخبه المثقفة في معالجة قضايا حقوق الإنسان في بلادنا باعتماد الأدب والفن بمختلف صيغهما إلى جانب النضال السياسي بأوجهه المختلفة كذلك، دفاعا عن مغرب الديمقراطية. تخليد اليوم العالمي للمرأة بعرض «ألف هاينة وهاينة» أكدت الكاتبة الجهوية لمنظمة النساء الاتحاديات بجهة الدارالبيضاء سطات، سعاد شاغل، على أن الأمر يتعلق بوقفة تتأمل خلالها المرأة، حقوقها المنتهكة التي رافقتها طيلة السنة، وإنجازاتها المحققة وإحباطاتها، لكن أيضا أحلامها وتطلعاتها. وشددت الفاعلة السياسية على أن منظمة النساء الاتحاديات اختارت أن تحتفل بهذا اليوم العالمي بنفس الرسائل والمطالب والحقوق، لكن بصيغة أخرى، عنوانها الإبداع وهذه المرة بلغة المسرح، الذي ظل على مرّ التاريخ آلية للتعبير الحر وللنقاش الصريح معالجا مختلف القضايا بكافة الأصناف المسرحية تراجيدية كانت أو كوميدية.
وأبرزت شاغل أن الرسائل والقيم الكونية والإبداعية تصل الجميع، مبرزة أن اختيار هذا الشكل الاحتفائي يأتي تقديرا من منظمة النساء الاتحاديات لدور الفن في خدمة القضايا الإنسانية العادلة وخصوصا القضية النسائية. وجدير بالذكر أن مسرحية «ألف هاينة .. وهاينة» هي من تأليف وإخراج حسن لهبابطة، وتشخيص مروة شوقي، فاطمة الزهراء هدالي وحسن لهبابطة، أما الإضاءة فهي من اختصاص زكرياء ناجيم، ويتكلف بالملابس والمكياج ليلى تومي، وعلى مستوى المؤثرات الصوتية الحسين طلماني، في حين أن الموسيقى هي لحسن برماجي، وسينوغرافيا رشيد شكري، أما أداء الأغاني فقد كان لإخلاص بوني، في حين يتولى المحافظة العامة والإدارة كل من سليمان امجاهدي وإسماعيل شاهي.
وتعتبر « ألف هاينة وهاينة»، حكاية تجمع بين الأسطورة من خلال شخصية النحات الأسطوري بيجماليون الذي قضى خمسة عشر عاما لنحت أجمل وأروع منحوتة لامرأة يحلم بها التي سكنت دواخله، ويمثّل حضور الحكاية الشعبية في شخصية هاينة مخزونا ثقافيا شعبيا على مستوى الذاكرة الجمعية، ويشكل الحضور القوي للمرأة بكل دلالات القهر والتهميش نقطة التلاقي بين المتنين.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 06/03/2023