« أحدب الرباط» بعدسة أحمد المديني مسيرة في القصة القصيرة من 1971 إلى 2024

صدرت للكاتب المغربي أحمد المديني مجموعة قصصية جديدة بعنوان: «أحدَب الرباط» عن المركز الثقافي للكتاب(بيروت/ الدار البيضاء)، وهي تتويجٌ لمسيرة طويلة في مضمار هذا الفن الوعر بدأها منذ مجوعته التجريبية الرائدة:» العنف في الدماغ» (منشورات أطلنط، 1071)، وتواصلت منذئذ بدون انقطاع عن دور نشر مغربية ومشرقية، بتوازٍ مع الرواية والنصوص الرحلية والشعرية، والأبحاث الجامعية والدراسات النقدية، متآزرة برؤية الحديث وتأصيل التجديد في سياق التجارب الأدبية العربية المتحوّلة منذ السبعينات، تجمع بين إعادة الوعي بالواقع الحي، تحضر فيها الذات بؤرةً فاعلةً وموجّهة، وابتكار أساليب وطرائق تتملك الأجناس الأدبية الحديثة وتخترق حدودها وتتميز بمركزية التجربة الخصوصية، وهذا بعض منظور أحمد المديني الذي ما فتئ يتطور ويتجدد من نصّ إلى آخر ليستقر في سردية واقعية تخييلية مبتكرة بدءًا من روايته:» ممر الصفصاف»(2014) وانتقالاً إلى روايتيه الأخيرتين:» رجال الدار البيضاء ـ مرس السلطان»(2022) والأخيرة:» درب الحاجب ـ 36» (2023) .
جاء في تقديم « أحدب الرباط»: « هذه هي المجموعة القصصية الخامسة عشرة لأحمد المديني عبر خمسة عقود ونيف، تمثل رسوخَ فن القصة القصيرة في أدب المغرب وأطوارَ تجديده وتحولاتِه الجمالية ومضامينه ودلالاته في القصة العربية. وإذا كان الكاتب قد عُرف في بداياته بتجريبٍ كاسحٍ فإنه ما لبث أن تملّك ناصية النوع القصير الصعب، وطوّع أدواتِه وسخّرها لالتقاط جزئيات اليومي ولمعات وشذرات ما يثوي في النفوس ينبِض بقلق الإنسان في معيشه وقلق روحه يلُمُّها عنقودُ كلماتٍ دالّةٍ بلغة البيان، وأسلوبٌ مصوغٌ= بصور واصفة موحية، بالتشخيص والمجاز ملتحمين. كما في هذه القصص تحديدًا تسرد وتصف وقائعَ صغيرة في قلبها أزمات تعتمل بمشاعر ذوات بامتدادات إنسانية، في أوقات وفضاءات محددة ومتحايلة في آن. يحرص أحمد المديني في» أحدب الرباط» على سرد الحكاية بروحها وصنع بنائها مجسّدًا وهي متفاعلة ٌمع الزمن الحاضر ومتلاعبةٌ بالمعنى الهارب والعمر الغارب والجمال الخُلّب. في هذه المجموعة تقرأ قصصًا تحترم ذكاء القارئ فتستدعيك لفكّ مغاليقها وإعادة خلقها لتتشكل مراتٍ حسب منظورات، وتتبدل، شأنَ أحدب الرباط، شخصيةً وصورةً وفكرة.»


بتاريخ : 09/02/2024