أحد الأحياء المهمشة ينبعث من جديد! : «درب كاستور» بالمحمدية يحتضن احتفالا شعبيا كبيرا بابنه طه بلغزيل

 

عادت الحياة من جديد ل»درب كاستور» بمدينة المحمدية، أول أمس السبت،وتسلطت كل الأضواء على هذا الحي الذي ظل لعقود من الزمن ولايزال، بعيدا عن أي اهتمام لمختلف الجهات والهيئات المشرفة على تدبير الشأن العام المحلي بالمدينة.
عادت الحياة لهذا الحي بفضل ابنه وأحد ساكنته الذي ولد ونشأ فيه،وتعلم أبجديات رياضة كرة القدم بين أرصفته وحواريه،والأمر يتعلق بطه بلغزيل حارس مرمى المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 17 سنة،والذي تألق بشكل لافت في بطولة إفريقيا للمنتخبات أقل من 17 سنة التي احتضنتها الجزائر،وبلغ فيها رفقة الفريق الوطني المباراة النهائية،كما نال فيها بطاقة المشاركة في كأس العالم المقبلة.
يوم السبت،لم يكن يوما عاديا في منطقة العاليا،المنطقة العليا بمدينة المحمدية، فمنذ الساعات الأولى من اليوم، حج عدد كبير من سكان الأحياء المجاورة صوب درب كاستور حيث بادر أصدقاء طه بلغزيل،اعتمادا على إمكانياتهم الذاتية وبدون أي دعم أو مساعدة من أي جهة، إلى تزيين كل جنبات الحي،وتجهيزه بالأعلام والرايات ولافتات ترحب بابن الدرب الذي ساهم بشكل كبير في تحقيق ما أنجزه المنتخب الوطني في بطولة إفريقيا.
يقول أحد أصدقائه: « لم ننم طيلة الليلة التي سبقت يوم السبت، ساهم كل واحد منا بما تيسر له من قسط من المال،وانطلقنا في تزيين الحي خاصة الممر الذي يؤدي إلى منزل عائلة طه، ورتبنا وجهزنا لافتات وأعلام وصور لجلالة الملك محمد السادس لنقول لجلالته شكرا على كل الدعم الذي قدمته للاعبينا ومنهم صديقنا ولد الدرب طه بلغزيل».
صديق آخر لطه بلغزيل قال بدوره:» نشعر بالفخر لما قدمه ولد دربنا مع المنتخب الوطني، وطه إنسان متخلق وحسن السلوك منذ صغره، ومتواضع جدا، لم يتغير سلوكه معنا في الدرب حتى وهو قد أصبح رسميا في المنتخب.. نستقبله اليوم استقبال الأبطال، ونقول له لقد جلبت لنا الفخر وتستحق كل التقدير».
عادت الحياة لدرب كاستور بفضل ابنه طه بلغزيل.. هذا الحي الذي لايزال يعاني كل مظاهر التهميش بطرقات المحفرة، بين حفرة وأخرى حفرة، والنفايات والأزبال، وضجيج الباعة المتجولين وأصحاب «الكراريس» وهو الحي الذي يعتبر ممر ومدخل إلى السوق المركزي « الجوطية»..
كل تلك المظاهر البئيسة بالرغم من أن المنطقة التي يوجد فيها هذا الحي حظيت في نهاية الثمانينيات بمشروع تنموي كان سيغير كل معالمه بعد أن وضع المجلس البلدي في تلك الحقبة مشروعا كبيرا ببعد ثقافي وفني تجسد في بناء دار الثقافة و مسرح عبدالرحيم بوعبيد.
بين بناء دار الثقافة ومسرح عبدالرحيم بوعبيد، في بداية التسعينيات، وعودة النجم طه بلغزيل بعد تألقه مع المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة بالجزائر، هاهو درب كاستور ينبعث من جديد!
طه بلغزيل شكرا لك ..أعدت الاعتبار لدرب كاستور بالمحمدية حيث تقطن… هذا الحي الذي ظل لعقود من الزمن مهمشا ولايزال…أعدت الاعتبار لولاد الدرب لأطفاله وشبانه…
شكرا طه…أعدت الاعتبار للرياضة وأكيد كثير من «ولاد دربك» سيبدأون في نسج علاقة حب من جديد مع الرياضة…
شكرا سكان درب كاستور على هذا الاستقبال الشعبي العفوي لبطل نبت من حيكم..


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 22/05/2023