أحكام بلغت 40 سنة في مجموعها : المحكمة تطوي صفحة قضية إطلاق الرصاص بشاطئ المضيق سنة 2018

 

قضت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بتطوان، الأربعاء 10 فبراير الجاري، بتأييد القرار المستأنف وبإعادة التكييف مع تعديله برفع العقوبة السجنية للبعض وتخفيضها للبعض الآخر، وذلك بإدانة المتهمين في قضية إطلاق الرصاص في عرض شاطئ المضيق من طرف البحرية الملكية، الذي أدى إلى مقتل الطالبة «حياة بلقاسم»، بأحكام بلغت في مجموعها 40 سنة.
وهكذا رفعت هيئة الحكم العقوبة السجنية في حق ربان الزورق المطاطي « غوفاست» الإسباني المدعو «خوسي ماريا دومينغيز» إلى 12 سنوات سجنا نافذا، كما رفعت ذات الهيئة في حق اثنين من مساعديه «مواطن إسباني من أصول مغربية مقيم بسبتة المحتلة وآخر مغربي يحمل الجنسية الإسبانية الى 10 سنوات سجنا نافذا لكل واحد منهما، بالإضافة إلى تخفيف الأحكام على ستة من أفراد الشبكة، فيما قضت بتأييد براءة الشركة المالكة للمركبة «غوفاست».
وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بتطوان، قد أدانت المتهمين التسعة في قضية ما بات يعرف إعلاميا «قضية حياة بلقاسم» يوم 17 دجنبر 2019، بأحكام بلغت في مجموعها 54 سنة، حيث أدانت هيئة الحكم الإبتدائي بإستئنافية تطوان، ربان الزورق المطاطي « غوفاست» الإسباني المدعو «خوسي ماريا دومينغيز» ب10 سنوات سجنا نافذا، كما قضت ذات الهيئة في حق اثنين من مساعديه ب 10 سنوات سجنا نافذا لكل واحد منهما، بالإضافة إلى إدانة ستة من أفراد الشبكة ب4 سنوات سجنا نافذا.
وتعود فصول الحادث إلى سنة 2018، بعدما كانت وحدة من البحرية الملكية المغربية، قد اضطرت يوم 25 شتنبر 2018 إلى إطلاق النار على زورق “غوفاست” كان يقوده الإسباني “خوسي ماريا دومينغيز” في عرض بحر المضيق، وذلك بعد أن رفض الامتثال لأوامرها، داخل المياه المغربية، مما خلف إصابة ثلاثة جرحى وقتيلة واحدة هي الطالبة الجامعية التطوانية حياة بلقاسم.
وبحسب التحريات التي قادتها مصالح القيادة الجهوية للدرك الملكي في حينها، فقد كشفت عن أن القارب المطاطي، نوع «Go Fast» انطلق من الميناء الترفيهي «مارينا هيركوليس» بمدينة سبتة المحتلة وكان على متنه 15 مرشحا للهجرة السرية كلهم يحملون الجنسية المغربية، وكان يقوده مواطن اسباني مقيم بمدينة لالينيا يدعى « J. D. Q» بمرافقه شخصين آخرين «مواطن إسباني مقيم بسبتة المحتلة وآخر مغربي يحمل الجنسية الإسبانية»، إذ كشفت التحريات أن له سوابق قضائية بالجارة الإيبيرية، ومعروف لدى السلطات الأمنية، بحيث أنه سجله القضائي يتضمن 25 جريمة أدين في 16 منها، كما أن سجله يتضمن نزوحه نحو العنف، وهو ما يفسر استعماله الضحايا والمصابين، في حادث إطلاق النار، كدروع بشرية للتصدي لطلقات رصاص البحرية الملكية، خاصة وأن شهادات وتصريحات الموقوفين، في حينه، أكدت مطالبتهم السائق بالتوقف والانصياع لأوامر السلطات الأمنية المغربية، والتي تجاهلها وأصر على مواصلة الرحلة.
وبحسب تصريحات الموقوفين لدى الضابطة القضائية أو خلال أطوار المحاكمة، فإن « Go Fast « انطلق من ميناء سبتة، إذ بلغت عمولة كل مرشح للهرجة السرية 5 آلاف يورو، بحيث كان ينوي الاتجاه نحو السواحل الجنوبية لشبه الجزيرة الإيبيرية وتحديدا منطقة صوطوغراندي، غير أن وحدة من الحرس المدني الإسباني اعترضت طريقه، ليضطر إلى الهروب نحو المياه الإقليمية المغربية، لتتم ملاحقته من طرف البحرية الملكية المغربية، التي أنذرته عبر إطلاق رصاصات تحذيرية في الهواء، غير أن السائق الإسباني أصر على الهروب، لتضطر معه البحرية الملكية إلى استعمال الرصاص، في محاولة منها استهداف السائق الإسباني، غير أن هذا الأخير استعمل المهاجرين المغاربة كدروع بشرية في مواجهة إطلاق الرصاص، الذي أصاب الضحايا، على الرغم من نداءات الاستجداء وطلب الانصياع للأوامر التي أطلقها المهاجرون المغاربة، نجم عنه إصابة 4 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم للمستشفى الإقليمي محمد السادس بالمضيق لتلقي العلاجات الضرورية، فيما فارقت الطالبة الجامعية حياة بلقاسم الحياة.


الكاتب : مكتب تطوان

  

بتاريخ : 13/02/2021