أحْرسُ قصَائدَي منَ الانْتحارِ

 

لتذهب الأنهار
للغرق في البحر
أما أنا
فقد حكمت علي
تضاريس هذا الشعر
أن أجري عاريا
بلا ضفتين
كما ولدتني المنابع
أول مرة
وأن أغور قطرة قطرة
في الصحراء
****
انا النهر الذي
أفرط في طاعة الرمل
أنا الماء
الذي يموت الآن من العطش
****
أنا هنا أتكفّل بالمجاز
مُذ أن أصيبَ بداء البَاركِنْسون
أناوِله عكازَه الصقيل
كلما همَّ بالوقوف
أغيّر حفّاظاتِه
وأذكّره بمواقِيت الدواء
****
منْ هذا البُرج
الذي بنيتُهُ بالكلِمات
أطلُّ فيُرْهِبنِي العُلوُّ
هكًذا دوْمًا
من الأعْلى تنْبعُ الهاوية
ومنَ الأسْفل ينمو هذا الدّوار.
****
منْ عُلوِّ هذا البُرج
أحْمِي أوْهامي
من أوهامٍ أشْرَسَ منْها
بِيُمْنايَ أشدُّ السّماء منْ فوْقِي
و باليُسْرَى
أحْرسُ قصَائدَي منَ الانْتحارِ.
****
الشّعر طفْلٌ
يتْركُ المسْبح المحْروس
ويذْهب بعيدا
إلى بِرَكِ الوادي المحْفوفة بالغَرق
يغْطس هنا وهُناك
ويفْتحُ عيْنيْه تحْت المَاء
ليَرى الحَصى الّذي لا يَراه أحدْ
*
الشّعر طفْلٌ
كلّ مرّةٍ
يقْرعُ جرَس البَاب ويهْربْ


الكاتب : سامح درويش

  

بتاريخ : 06/09/2019

أخبار مرتبطة

من الواضح أن العلاقة بين القارئ والكاتب شديدة التعقيد؛ ذلك أن لا أحد منهما يثق في الآخر ثقة سميكة، وما

  وُلِدَت الشخصيةُ الأساسيةُ في روايةِ علي بدر (الزعيم) في العامِ الذي بدأت فيه الحملة البريطانية على العراق، وبعد أكثر

  يقول دوستويفسكي: «الجحيم هو عدم قدرة الإنسان على أن يحبّ». هذا ما يعبّر عنه الشاعر طه عدنان في ديوانه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *