أخصائيون في الجهاز التنفسي يحذرون من خطورة الأنفلونزا الموسمية

حذّر عدد من الأطباء والمختصين في أمراض الجهاز التنفسي وفي مجال التخدير والإنعاش وعلى مستوى تخصص طب الأطفال في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي»، من مخاطر التساهل مع حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية خلال الموسم الجاري، مشددين على أن الفيروس في صيغته الحالية يتّسم بشراسة أكبر بشكل بات ملحوظا ويختلف عن المواسم السابقة، التي عرفت تقيدا بعدد من الإجراءات الوقائية بفعل الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، التي ساهمت في التخفيف من وقع وحدة الأنفلونزا الموسمية.
ونبّه عدد من الخبراء في تصريحات للجريدة أنه تمت معاينة أشخاص من مختلف الأعمار، من فئة الشباب والمسنين، المصابين بأمراض مزمنة الذين تعرضوا للإصابة بعدوى فيروس الأنفلونزا الموسمية خلال الأيام الفارطة، والذين عانوا من تبعات صحية جد صعبة كان لها أثرها على يومياتهم. وشدد الخبراء على أن بعض المرضى تأخروا في عرض أنفسهم على الطبيب وبدء العلاج، وانصرفوا إلى حلول أخرى تقليدية وغيرها، مما جعل بعضهم يلج مصالح الإنعاش والعناية المركزة، بل أن منهم من فارق الحياة بسبب المضاعفات ووجود أرضية مرضية ساعدت الفيروس على الفتك بحياتهم.
وأوضح عدد من المختصين أن أعراض الإصابة بالأنفلونزا الموسمية تتشابه وأعراض الإصابة بالكوفيد مما يؤدي إلى وقوع خلط في التعامل مع الوضع المرضي للشخص، فيعتبر البعض أن الأمر الذي طالهم هو مجرد نزلة برد ستكون خفيفة، على غرار ما عاشه عدد من المقربين منهم، متناسين أن الوضع الصحي لكل شخص يختلف عن الآخر وأن الكثيرين يحملون أمراضا أخرى صامتة قد يكون لها وقعها حين الإصابة بأحد الفيروسات. وأبرز أطباء للجريدة أن الإصابة بالحمى وبآلام شديدة في الرأس شكّلت أبرز الأعراض التي عانى منها عدد من المرضى الذين زاروا المؤسسات الصحية المختلفة والعيادات خلال الأيام الأخيرة، مؤكدين أنه فور ظهور أعراض «نزلة البرد» كما يراها أغلبية المواطنين، يجب عليهم زيارة الطبيب من أجل التأكد من طبيعة العارض الصحي الذي أصابهم ومباشرة العلاج بشكل مستعجل.
ودعا عدد من الأطباء الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة والحوامل إلى تلقيح أنفسهم ضد الأنفلونزا الموسمية، مع التشديد على ضرورة تطبيق التدابير الوقائية بشكل جماعي للحدّ من دائرة انتشار العدوى وتفشي الفيروسات المختلفة، والتي تتمثل في وضع الكمامات وغسل الأيادي وتعقيمها، وتوفير التهوية المناسبة في فضاءات العمل والتعليم وكل التجمعات الأخرى. وتشير الأرقام المرتبطة بالأنفلونزا الموسمية إلى أنها تتسبب في تسجيل أكثر من 600 ألف حالة وفاة في السنة بمختلف دول العالم إضافة إلى إصابة ما بين 3 و 5 ملايين شخص بالفيروس.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 29/11/2022