أداء واجبات الحج قبل ثمانية أشهر على حلول موسمه يثير العديد من التساؤلات من طرف المنتقين

 

يعيش المنتقون لأداء شعيرة الحج لموسم 1446\2025 وضعا استثنائيا هذه السنة، جراء اتخاذ وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية العديد من الإجراءات السريعة من بينها وضع اللائحة النهائية للمنتقين، فمباشرة بعد إجراء القرعة الخاصة بانتقاء حجيج وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أجرت بشكل متزامن قرعة الوكالات السياحية، ولم تمر إلا أيام معدودة حتى أعلنت عن مباشرة إجراءات استخلاص واجبات الحج عن طريق ضخ مبلغ 65000 درهم في بريد بنك، الذي اعتبرته مبلغا مؤقتا في انتظار ما ستسفر عليه خلاصات اللجنة العليا لشؤون الحج التابعة للملكة العربية السعودية لتحديد اسعار خدمات ضيوف الرحمان السنة المقبلة ، فيما تتراوح أسعار الوكالات ما بين 75000 بالنسبة للمنتوج الاقتصادي درهم و140000 درهم بالنسبة للسياحي الممتاز.
إجراءات استخلاص واجبات الحج في الفترة المرتدة من 2 إلى 20 شتنبر على الساعة الرابعة والنصف مساء، صادفت العطلة المدرسية والإجازات الإدارية بالنسبة للموظفين والدخول المدرسي مع ما يتطلب ذلك من مصاريف إضافية،
كما أن الفترة التي حددتها وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية لاستخلاص واجبات الحج في وكالات بريد بنك شابها بعض الغموض، ففي الوقت الذي تؤكد فيه الوزارة أن فترة الاستخلاص تصل إلى عشرين يوما فهي في الحقيقة غير ذلك، لأنها لا تتعدى 14 يوما ، اذا ما حذفنا أربعة أيام لا تشتغل فيها وكالات بريد بنك « السبت والأحد « إضافة إلى يومي الاثنين والثلاثاء كعطلة ذكرى المولد النبوي، وبالتالي فعلى وزارة الاوقاف أن تمدد الفترة المحددة بأسبوع على الاقل لفتح المجال للحجاج من أجل اداء واجبات الحج من الناحية الإنسانية، أما قانونا فيستوجب على الوزارة تمديدها أو فرض ذلك على بريد بنك .
وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية التي تسارع الزمن من أجل استخلاص واجبات الحج أثارت العديد من التساؤلات خاصة وأنه منذ أكثر من عشر سنوات لا تؤدى هاته الواجبات إلا قبل موسم الحج بشهرين أو ثلاثة على أبعد تقدير، فلماذا استعجلت الاستخلاص هذه السنة قبل فترة اداء هذه الشعيرة بعشرة أشهر ، خاصة إذا استحضرنا أن المبلغ الذي سيستخلص يصل إلى أكثر من 400 مليار سنتيم سيحتفظ به في صندوق الإيداع والتدبير، وبالتالي فإن العديد من المنتقين الذين التقتهم الجريدة يتساءلون عن كل هذا الاستعجال ، ولماذا ستحتفظ الدولة بكل هذه المبالغ الكبيرة واذا استحضرنا يضيف أحدهم أنه سيتم استثمار الدولة لهذه المبالغ الكبيرة فكم ستجني منها من أرباح خلال ثمانية أشهر على الاقل قبل تسليم واجبات كل حاج إلى المملكة العربية السعودية ، وبالتالي يضيف أنه كان على الدولة على الأقل أن تخفض من المبلغ المحدد لواجبات الحج .
وتعتبر المملكة المغربية اول دولة أعلنت عن لائحة المنتقين لأداء مناسك الحج ومباشرة استخلاص واجباته في العالم العربي.
وتسأل أيضا البعض من أصحاب الوكالات السياحية المرخص لهم بتنظيم الحج عن كل هذه السرعة في الانتقاء والأداء ، خاصة إذا استحضرنا يؤكد صاحب وكالة سياحية مختصة في اداء الحج أنهم لم يتسلموا أرباحهم من موسم الحج للموسم الفارط إلا قبل شهر عن الإعلان عن قرعة هذا الموسم ، علما أنهم مطالبين بأداء مبالغ مالية مهمة لحجز فنادق موسم الحج المقبل مع التزامهم بالفنادق المعلن عنها في برامجهم خاصة وأنهم ملزمون بوضع هاته البرامج في منصتي وزارة الأوقاف ووزارة السياحة وأن أي إخلال ولو بسيط سيؤدي إلى سحب ترخيص الوزارتين لتنظيم الحج.
حج الموسم الماضي عرف العديد من الاختلالات خاصة أثناء أداء فرائض الحج، حيث تم احتلال خيام الحجاج المغاربة في منى من طرف غرباء، ولم يجد الحجيج المغربي من يدافع عنهم واختفى جميع المسؤولين، فيما تاه العديد منهم، دون الحديث عن الوفيات التي شهدها الحجيج المغربي والتي فاقت الأربعين.
وأمام هذا أصبح لزاما على الجهات المنظمة لموسم الحج اختيار من سيرافق الحجاج خلال كافة المراحل، مع مرافقتهم طيلة فترة الحج بدء من المطارات المغربية وانتهاء بها والاهتمام بالشيوخ والعجزة والمرضى وإرشادهم خلال أداء المناسك وعدم فرض مسؤول الطوافة السعودي المتعاقد معه من طرف وزارة الاوقاف على الوكالات بحكم أن لهذه الأخيرة التزامات بعقد مع زبنائهم، وتحديد المربعات المغربية مع فرض حمايتها من طرف عمالة خدمة الطوافة.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 14/09/2024