أدب الدياسبورا المغربي بصيغة المؤنث

 

خصّصت المجلة المغربيّة الأسبوعيّة «تيل كيل» الصّادرة بالفرنسيّة عددها رقم1130، لـ18إلى24 أبريل2025 بمناسبة الدّورة 30 لمَعرض الرّباط الدولي للنشر و الكتاب (18إلى27أبريل2025) لموضوع «الدياسبّورا: أدب بصيغة المؤنث» في 34 صفحة.ونظراً لأهميّة هذا الموضوع من حيث جِدّته وراهنيّته ارتأينا أن نقوم بقراءةٍ في هذا العدد، ومن خلالها ترجمة عربيّة لأهمّ مضامينه بُغية كذلك الوقوق عند مجموعةٍ من الإشكالاتِ والإكراهاتِ والمُعِيقاتِ التي تقِف في وجه تلقي القارئ المغربي له هنا في المغرب، وكذا إشكال ترجمته إلى العربيّة، وبالتّالي إشكال التلقّي النقدي له وهو كما سنرى قد راكم كمّاً هائلاً من النصوص لمّا «صار من الصعب في 2025 جرد لائحة بكتّاب المهجر» كما جاء في الصفحة 12من هذه المجلة. كما نروم في ذات الآن ـ بسبب من هذا ـ طرح تساؤلاتٍ حول مصداقية هذا الأدب. وكلّ هذا من أجل فتح نافذة عليه كأفُق رحب لتفكيرنا في الإسهام في فكّ العزلة عنه، أو بالأحرى استقطابِه ولمِّ شتاتِه.
وهكذا استهلّت المجلة عددها هذا بتفاؤلٍ بالغٍ وهي تستند إلى مقطع من إحدى خُطب الملك محمّد السادس أكّد فيه أنّ «المغرب بحاجة إلى جميع أبنائه وبجميع إنجازاتهم بالخارج… ذلك أنّ «الجاليّة المغربيّة بالخارج معروفة على الصّعيد العالمي بمكانتها العاليّة في مختلف المجالات: العلميّة، الاقتصاديّة، السياسيّة، الثقافيّة، الرياضيّة وغيرها. هذه المكتسبات مبعث ارتيّاح للمغرب ولجميع المغاربة».
تلا هذا المقطع استهلال لإدريس اليزمي، رئيس مجلس الجاليّة المغربيّة بالخارج، بعنوان: «هجرات وثقافات مغربية: تاريخٌ للاسترجاع» ذكّر فيه بالهجرات الثقافية الأولى للمغاربة التي كانت فنّية في البداية مع المرحومين الحاج بلعيد والحسين السلاوي إلى باريس نهاية ثلاثينيّات القرن الماضي، والمرحوم عبد الوهاب أكومي في الخمسينات. وبخصوص الفنون التشكيلية حلّ بباريس منذ 1952 جيلالي فرحاتي، التحق به سنة 1956 أحمد الشرقاوي، في حين أنّ مليحي توجّه إلى إسبانيا سنة 1955 ثمّ سنة 1957إلى روما حيث استقرّ. في ميدان السينما، وبعد أحمد بلهاشمي الذي التحق بمعهد الدّراسات العليا السينمائيّة، سيَدرس كثير من المخرجين المغاربة في المدرسة البارسيّة المشهورة.
«في الأدب، حلّ إدريس الشرايبي بفرنسا سنة 1945 وأصدر «ليبوك» سنة 1955، متبوعاً بسرعةٍ بالفوج الأوّل من الروائيِّين والشعراء (محمّد خير الدين، الطاهر بنجلون، إدموند عمران لمليح، …)… وكتّاب آخرون كُثر من أن نَعُدَّهم هنا، سيلتحقون بهم في العقود المواليّة… بداية الثمانينات، سيدخل الحلبة أبناء الهجرة ليعطوا لهذا التقليد آفاقاً جديدة، وهنا تحضر الروائيّات المتناوَلة هنا.. كلَّ واحدة بطريقتها. هؤلاء الكاتبات سيغنين هذا الموروث برفض أيّة وصاية، كلّ واحدة ترسم طريقها الخاصّ بها المنفرد، متمرّدة وغير قابلة للاختزال. كاتبات بكلّ لغات العالم (العربيّة، الأمازيغيّة، الفرنسيّة، الكاستيان، الكاطالانيّة، الإيطاليّة، الإنجليزيّة، البلجيكيّة، الألمانيّة)، في رفض أن يكنّ مدمجات في مجتمع واحد، خانق لا محالة. ولكن على اختلاف طريقهنّ والترحاب المخصّص لهنّ، فإنهنّ يتّفقن جميعُهنّ على أنّ مستقبل المجتمع كما مستقبل الثقافة لم يعد بإمكانه أن يُكتب فقط بالمذكّر. بإغنائهنّ أدب بلد الإقامة وأدب المغرب، يذكّرننا بأنّ عصرنة المغرب مدينة كذلك للهجرة.» ص.3.
تُستتبَع هذه الجولةُ التاريخيّةُ لإدريس اليزمي في أدب المهجر بملحق إضافيٍّ هامٍّ أعدّته سندس الشرايبي1 وعنونته ب «كاتبات مغربيّات من هنا وهناك»، يحوي نبذةً عن مجموعة كبيرة من الكاتبات المغربيّات بالمهجر مرفوقة بصوّرهنّ وتواريخ ميلادهنّ. وإذ ندرِج هنا مجموع هته الأسماء للتّعريف بها وأكثرُها مغمور، ولإبداء بعض الملاحظاتِ بالوقوف عند بعض النّماذج وطرح أسئلة من قبيل: هل لدينا كلّ هذا خارج الوطن؟ ولا نعلم به؟ هل كلهنّ حقيقة روائيّات بمعناه؟ لتطرح بالتالي الأسئلة العريضة والعويصة.. أسئلة التلقي والنقد و الترجمة. لنتبيّن من كلّ هذا حجم هذه الطاقات الإبداعيّة، وحجم حاجتنا إليها في فرنسا وحدها نتعرّف في هذه اللآّئحة على 14 اسماً نسويّاٌ: 1 سهام بوهلال1966 ـ 2 أبيكايل أسّور1990ـ 3 ثوريا عرب ليبلونديل1979 ـ 4 ليلى بحساين1982 ـ 5 ريم باطال1987 ـ 6 هاجر أزيل1992 ـ 7 رانيا برادة1993 ـ 8 سميرة العياشي1979 ـ 9 سلمى المومني1999 ـ 10 دنيا هَدني1989 ـ 11 كوثر حرشي1987 ـ 12 زينب مكوار1991ـ 13نسرين السلاوي1994 ـ 14 ليلى سليماني1981.
في إسبانيا: ـ 15نجاة الهاشمي1979 ـ 16مريم المهداتي1991 ـ 17ليلى قاروش1979 ـ 18كريمة زيالي1986.
في الأراضي المنخفضة: ـ 19شفينة بندحمان1978 ـ 20حسناء بوعزة1973 ـ 21أحلام غرباوي؟؟؟؟ ـ 22صفية الخنوسي1994
في بلجيكا: ـ 23أمينة بالعورف1990 ـ 24رشيدة لمرابط1970 ـ 25فتيحة سعيدي1961 ـ 26آية صابي1995.
في إيطاليا: ـ 27سهام بولكيداح1988 ـ 28كريمة موال1981.
في ألمانيا: 29ريم نجمي1987.
في المملكة المتحدة: ـ 30 السعدية رواس؟؟؟؟
في الولايات المتحدة الأمريكية: ـ 31 مريم علوي1977 ـ ليلى العلمي1968.
في كندا: ـ 32 رشيدة مفضل1962.
1- ما سيشُدّ انتباهَنا في هذا الكتيّب ـ الذي هو أكبَر من أن يَكون كاطالوغاً ـ وفي لائحة هؤلاء الكاتبات بالخصوص.. السنّ الذي ستَشرع فيه بعضهنّ في كتابة ونشر أوّل عملٍ روائيٍّ لهُنّ! وهي سِنٌّ مبكّرةٌ جدّاً كما عند نعيمة البزّاز(نيدرلند) التي كان إصدرها الأوّل في سنّها21، وكوثر حرشي (فرنسا) في 22سنة، وسلمى المومني (فرنسا) في سنّها 24 ونالت به جائزة. ومن شأن هذا ـ بنظرناـ أن يثيربعض الشكوك حول قيمة هذه الأعمال لِما تتطلبه الكتابةُ الروائيّةُ من تجارب عميقة في الحياة، ومَعرفة دقيقة بفضاءات الرّواية، وخاصّةً أنّ الكتابة هنا لدى هؤلاء في كثير منها عن المغرب، الذي إمّا أنهنّ لم يلدن فيه على الإطلاق (نسرين السلاوي) فتكون كتابتهنّ في أحسن الأحوال بالتغذيّة على تجارب عائلاتهنّ، وإلاّ فمُوضة وتكريسٌ لروايات الأجانب النمطيّة عن المغرب كبلد عجائبي وغرائبي، أو لم يعشن به سوى سنواتهنّ الأولى فتَكون كتاباتهنّ سِيريّة أكثر منها روائيّة.
2-هي رواياتٌ على كلِّ حالٍ يستعصي على القارىءِ المغربيِّ الوصول إليها بله تقييمها، كما هي تستعصي الوصول إليه، ذلك أنّها كُتبت بلغات بعيدة عنه (الإيطاليّة والكاطالانيّة والفلاميّة… واللاّئحة لا تزال تَطول)، ولعلّ هذا ما يفسّر ـ من بين ما يفسّرـ غيّابها في المكتبة المغربيّة وهي التي تَصدر باطّراد.
3-بالتّفكير في التّرجمة كحلٍّ لهذه المعضِلة، سنجد أنّ ما تُرجِم من أدب الدياسبورا إلى اللّغة العربيّة لا يكاد يُعتبر، ونحن لا نزال نسأل «كيف يمكن تفسير أنّ رواية مثل لي بوك ظهرت في سنة 1955 والتي يفترض أن تكون أحد النّصوص القويّة المكتوبة عن الهجرة، لم تترجَم إلى العربيّة إلاّ سنة 2021؟».
4-هذا إذا ما علِمنا أيضاً أنّ المغاربة الفرنكوفونيين يُترجَم لهم باستمرار إلى غير اللغة العربيّة، مِثل الطّاهر بنجلون الذي تترجم أعماله إلى الإيطاليّة الذي يَحتفي النّقدُ الإيطاليُّ بمُنجزه قبل العديد من السّنوات، وزينب مكوار(فرنسا) التي تُرجِمت روايتاها إلى اللّغة الإيطاليّة، كان ظهرت إحداهما في لائحة غونكورلأوّل رواية، وهي في المغرب روايات لا يكاد يَعرفها أحد؟! سوى في المراكز الثقافيّة الفرنسيّة وفي شعب الدراسات الفرنسيّة بالجامعات المغربيّة، وهذا شرط ضروريٌّ ولكن غيرُ كاف.
وحتّى إذا ما تمّت الدّعوةُ إلى تعريب ما تُرجِم إلى الفرنسيّة من أدب الشتات وتوفيره لمجموع المغاربة، فإنّ القرائن كلّها تسِير في شبه استحالة ذلك على أبعَد مدى، ذلك أنّ شتاتاً آخر داخل البلاد في أمور التّرجمة، بالمؤسّسات وبالجامعات وبالجمعيّات يَحول دون ذلك، وأنّ تعاقب الترجمات على النّصوص سيُفضي إلى إفراغها من محتواها، وأنّ بطئا فظيعاً حاصلٌ في الفعل الترجمي.. إذ كان لابدّ على سبيل المثال من الانتظار قرابة عقد من الزّمن لتتوفر الترجمةُ الفرنسيّةُ لجزءٍ من القرّاء المغاربة لكتاب عبد القادر بنعلي (نيدرلند)، وهو الفائز بجائزة معادِلة للغونكور ..
هذه الفظاعةُ هنا، يقابلها هناك ـ حيث الإنتاج الأدبي متأصّل ـ ، الانفتاح المتزايد لكبريات دُور النّشر على نشر وإعادة نشر وترجمة هاته الأعمال، علاوة على ما تضطلع به الملتقيات الأدبيّة من الرّفع من قيمتها.
غير أنّه أمام هذا التردّي لا يمكن نُكران بعض المبادرات الجادّة التي تظهر وتختفي، منها أنّ «مجلس الجالية المغربية بالخارج ومنشورات «الفنك» اشتروا مؤخّراً حقوق أعمال ثلاثة كتّاب من مغاربة المهجر من عوالم مختلفة.. محمّد خير الدين، رشيد بن الزين ومصطفى كبيرعمي بقصد اقتراح نشرٍ مغربيٍّ لأعمالهم. كما بالنّسبة للكتّاب الذين يقبلون ذلك، فسيتفاوض المجلس و» الفنك» مع ناشريهم الفرنسيِّين حول «ثمن مغربي» لكتبهم بشكل يجعل القارئ المغربي يستفيد من ثمن معقولٍ وملائمٍ لحقيقة السّوق.» ص.13.
كما شارك هذا المجلس هذه السّنة في ترجمة ونشر كُتب من الإيرلنديّة إلى الفرنسيّة بتعاوُنٍ مع ناشرين مغاربة، وضمنها رواية رشيدة لمرابط المترجمة هذه السنة إلى الفرنسيّة6 ، ودعم رواياتٍ أخرى نُشِرت هذه السّنة كذلك من قبيل رواية فتيحة سعيدي الرسائليّة7.
ويبقى الأملُ إلى جانب مبادرات مجلس الجاليّة المغربيّة بالخارح في ما نقرأه كذلك في هذا العدد الخاصّ ل «تيل كيل» تحت عنوان «خطوة أخرى نحو الترجمة» ص.15، كشف فيه وزير الثقافة التوجيهات الأساس لمشروعه لدعم قطاع النشر. كما شملت تصريحاتُه انطلاق دعوة إلى مشروع يُعطي مكانة متميّزة لترجمة الأعمال الأدبيّة لمغاربة العالم. هذا المشروع يهدف كذلك إلى تشجيع نشر هذه الأعمال على شكل كُتب الجيب المُيسَّرة البيع، وبالتّالي تنميّة ترجمة أعمال مغاربة العالم اعترافاً لهم بانخراطهم في تقويَة التبادل الثقافي من خلال خَلقهم الأدبي.
والحقيقة أنّ الخاسر الأكبر فى بقاء الوضع على هذا الجمود هو الكتّاب ـ الكاتبات هنا ـ قبل المتلقِّين والنقّاد والمترجمين ودور النشر، ذلك أنّه «إذا كانت لغات كتابتهنّ تختلف، فإنّ نقطة مشتركة تجمعُمنّ: كلهنّ، أو تقريباً، مواصلتهنّ الكتابة عن المغرب» ص.12. رغم كلّ شيء.
تقول رشيدة المرابط في حوار لها بهذه المجلة بعد ترجمة روايتها من النيديرلانديّة إلى الفرنسيّة بدعم من مجلس الجالية: «إنّها هديّة كبيرة مُنحت لي بهذه الترجمة» (ص17 ) . وأضافت وهي تتحدّث عن الكاتبات المغربيّات ببلجيكا النيديرلانديّة و الفلاميّة: «لقد صارت لهنّ اليوم قيمة كجزء مدمج في الآداب النيديرلانديّة والفلاميّة، ولكن، في المغرب، تبقى أسماؤهنّ وأعمالهُنّ بعيدة من أن تُعرَف.» ص.17. لتخلص إلى أنّه «بالنسبة لكاتبٍ يكتب بلغة أجنبيّة، تبقى الترجمة الطريقة الوحيدة للارتباط مع قرّاء مسقط رأسه.» ص.17.
ورشيدة المرابط هنا، ليست سوى مثال لعشرات الكاتبات المغربيّات بالعالم لا يحقّ بأيِّ حالٍ إقصاء صوت أيّ منهنّ وهنّ يناضلن من أجل قضايا وطنهنّ الأمّ وقضايا مواطنهنّ بالمهجر، وقد حققن خلال ذلك إنجازات و ريّادات نذكر منها على سبيل النمذجة كذلك:
ـ رشيدة مفضل (كندا) 1962. تخترق مجموع رواياتِها مواضيع الهجرة والاندماج. كتبت رواية جميلة..»قدَر آسيا»8.
ـ حسناء بوعزة (الأراضي المنخفضة) 1973. نشأت في العائلة المغربية الوحيدة بالبلدة النيديرلانديّة الصغيرة «أركيل».
ـ ليلى قاروش (إسبانيا) 1979. أوّل امرأة من أصل عربي تنشر بالكاطالانيّة.
ـ صفية الخنوسي (الأراضي المنخفضة) 1994. روايتها الأولى (2024) ـ بالنيديرلانديّة ـ لقيّت استقبالا حارّاً وتحصّلت على أفخم جائزة ببلجيكا النيرلاندوفونيّة.
ـ سعدية رواس (المملكة المتحدة)؟؟؟؟ لقيّت روايتها التي تحكي التاريخ الحقيقيّ للقاتل المتسلسل المرّاكشي الحاج محمّد المسفيوي نجاجاّ باهراً ما حدا بمنتج هوليوديّ إلى شراء حقوقها.
ليتبيّن لنا في الختام مدى ضياعنا في هذه الطاقات الإبداعيّة كلّها من غير استثناء، ومدى حاجتنا إليها كما في المقطع من خطاب ملك المغرب في افتتاحيّة المجلة لهذا العدد:
«المغرب بحاجة إلى جميع أبنائه وبجميع إنجازاتهم بالخارج».

هوامش:

1ـ صحفيّة بهذه المجلة (تيل كيل)، مختصّة في شؤون الثقافة و المجتمع.
2ـ ليلى قاروش، الكاتبة المغربيّة/الكاطالانيّة، التي هاجرت في سنتها الثامنة، لم يكن ما يسمّى روايتها الأولى عن المغرب»من الناضور إلى فيك» سوى سرد أوطوبيوغرافيي.
(فيك: مدينة كاطالانيّة صغيرة جوار برشلونة)
3ـ في هذه السنة (2025) صدرت روايات ل ـ ريم باطال (فرنسا) روايتها الأولى ـ دنيا هدني (فرنسا) روايتها الأولى ـ فتيحة سعيدي (بلجيكا) .
4ـ إدريس اليزمي، ص. 15 من المجلة. وهو المثال البليغ الذي يستحضره دائماً للتدليل على العراقيل التي لا تزال تصطدم بترجمة الأعمال المغربية.
5- La poule et son cumin, éditions J.C Lattès, 2022.
– Souviens- toi des abeilles, édition Gallimard, 2024.
6- Raconte-le à quelqu’un, éditions La Croisée des chemins, 2025.
7- Reviens me dire je t’aime, éditions La Croisée des chemins, 2025.
8- Le destin d’Assia, Editions Nouvelles Montréal, 2005. réédité en 2019 chez l’harmattan.


الكاتب : رشيد أبو الصّبر

  

بتاريخ : 16/10/2025