أدونيس: أحاول أن أقدم عملا مختلفا عن الآخر.. عملا يستشف منه بأنه للفنان أدونيس

أدونيس فنان شاب مغربي في العشرينيات من عمره، ابن محيط ثقافي متشبع بالشعر لدرجة تمت تسميته باسم الشاعر العربي الشهير «أدونيس». هذا المحيط، أيضا، جعله يدخل باب الموسيقى لكن من باب الكتابة، قبل أن يقرر أن يخطو خطواته نحو الغناء ويطرح ثلاثة من الأغاني الشخصية.
راود أدونيس حلم ولوج عالم الفن والإبداع، على اختلاف أشكالهما، منذ كان صغيرا، ففي طفولته كانت له تجربة العزف على الآلات الموسيقية على العموم، و تعلم السولفيج في وقت من الأوقات بالمعهد الموسيقي بعين السبع. فضلا عن كل هذا، يصرح الفنان، بأنه تأثر نوعا ما بوالده الشاعر والكاتب، وعاش في محيط أسري معظمه يهوى الفن والثقافة، إذ لديه أعمام وأخوال يتقنون العزف على الآلات الموسيقية ،كما كان أيضا يحضر ندوات شعرية وثقافية منذ نعومة أظافره.
أدونيس الفنان، بالرغم من كون تكوينه تقني ميكانيك، إلا أنه مهتم بكل ما هو صور وإخراج سمعي بصري. وقد كانت فترة الحجر الصحي وتشجيعات المقربين دافعه القوي لفتح باب المغامرة، متسلحا بفكرة «لن تحصل على شيء ما لم تحاول اقتحامه».
لدى أدونيس العديد من الافكار الموسيقية ولكن لن يكشف عنها كلها، لأن من أهدافه حاليا أن يخرج عملا جيدا بالرغم من محدودية الإمكانيات، وأن ينتشر عمله لدى عدد كبير من الناس.
للتعريف بالفنان الشاب، اهتماماته مساره الفني وعمله الجديد «الخاين»، كان لجريدتنا معه هذا الحوار:

– طرحت أغنيتك الجديدة «الخاين « منذ أيام قلية ويظهر أنها لقيت استحسانا وبدأت تجمع حولك المعجبين، فلتحدثنا قليلا عن هاته التجربة؟
– «الخائن» هي من كتابة وغناء أدونيس وتوزيع موسيقي للصديق «دي اير جي» بتعاون مع الموزع الصوتي الأخ الراوي. و كلنا من شباب حي البرنوصي. اشتغلنا على هذا العمل لما يقارب الثلاثة أشهر وطرحناه باليوتيوب دون كليب، بل فقط بكلمات ترافق الأغنية.
– وماذا عن أغانيك الأخرى؟
– الأغنية الأولى التي تحمل عنوان «غلط»، من كلماتي ومن إخراج الصديق سليمان واللحن الموسيقي للفنان «الرامون» . تم تصويرها ب»الواد المالح» بسيدي موسى بلمجدوب، والمكان كان عبارة عن طاحونة قديمة، وقد سبق واستعمله الفنان حسن الفد لأداء دور «كوبوي» في أحد أعماله.
الأغنية الثانية،أنت وردة، تم تصوير الكليب بالأبيض والأسود، بالمدينة القديمة، على بعد أمتار من حي العنق بالدارالبيضاء.
– يلاحظ في كليباتك أنك لا تميل لما يروج حاليا بين الفنانين الشباب من ألوان وديكورات مزهرة ورقصات مع فتيات، مثلا، فكل كليباتك «جافة» إذا صح التعبير. أهذا مقصود ويدخل في ما تتصوره، أم لقلة الموارد المالية؟
– صراحة، ليس لدي أي مشكل بأن أصور كليبات أغاني مع بنات ورقصات، لكن مع المحافظة بطبيعة الحال على بعض القيم، لأنه أصلا عندما نقدم لوحة فنية نستحضر في أذهاننا المشاهد الذي نتوجه إليه، ونراعي أن تكون الرسالة «نظيفة».
من جهة ثانية، لا أنكر بأن الموارد المالية واحدا من الدوافع، وهي حاليا لا توجد بالشكل المطلوب خاصة انني أنا من ينتج أعمالي. و الموارد كما تعرفين شيء مهم، وهي التي تجعل المبدع يبحث بكل حرية.
– وهل في استراتيجيتك المهنية أن تتبع الموجة التي يسيرعليها الفنانين الشباب هاته الأيام؟
– تقصدين الموجة الشبابية؟ في الحقيقة، أحاول ألا أجعل نفسي حبيس خانة موسيقية معينة.
– أ لأنك لازلت تبحث عن نفسك؟
– هذا أكيد، ولكن أحاول أن أقدم عملا مختلفا عن ألأخر عملا تستطيع أن تستشف منه بأنه للفنان أدونيس، و فضلا عن ذلك فقد أقدم عملا مستقبلا يستلهم نوعا موسيقيا مختلفا مثلا موسيقى كناوة..أي في كل مرة لون غنائي معين.
-في رصيدك لحدود الساعة ثلاث أغاني شخصية، ويبرز جليا التطور التدريجي ما بين كل أغنية و أخرى وفي فترات زمنية قصيرة، فهل اشتغلت فنيا على نفسك ولك فريق عمل يرافقك بالملاحظات؟ قربنا أكثر من طريقة اشتغالك.
– أول شيء أود ان أوضحه، هو كوني جديد العهد بالاشتغال في الأستوديوهات و في التعامل مع الميكرو، ولكن زاد تعاملي معها منذ أن اقتنيت الآليات التكنولوجية لكي أتمرن أكثر بالمنزل قبل أن اسجل أغاني في الأوستوديو. فضلا عن هذا، ولو أن هناك محدودية الموارد المالية كما سبقت وصرحت، فأنا أسمع النصائح والانتقادات ولا أتردد في تصحيح الاشياء، ولهذا السبب ظهر ذلك الاختلاف ما بين كليب وآخر بالرغم من كون الفترة الزمنية التي تم فيها طرح اغاني الثلاثة متقاربة لحد ما.
– وكيف كانت ردود افعال المقربين من الفنان أدونيس؟
– الحمد لله لاحظت ردود أفعال إيجابية من طرف المحيطين بي خاصة لكوني بموارد جد محدودة، استطعت ان اقدم منتوجا جديدا ببصمتي الشخصية قد يضاهي ما يروج حاليا في السوق.
– هذا من الناحية التقنية، فماذا عن الناحية الفنية؟ وكيف بدأ الإهتمام بالموسيقى؟
– البداية كانت سنة 2013، وولجت هذا العالم لأول مرة وأنا مراهق من خلال الكتابة، فلم أكن أتصور في بادئ الامر بأنني سأغني، بل كان تخطيطي أن أمنح كلماتي لمطرب ما لكي يؤديها.
– وما هو النوع الغنائي الذي تقدمه أصلا الان؟
– هو مزيج ما بين «اير إين بي» و»البوب» وقليل من»الراب» ، والسبب الذي لا يجعلني أصنف أعمالي بشكل تام مع الراب، هو كون هذا الأخير لا يغنى بل يؤدى.
والغرض من هذا المزيج هو أن يتذوق الجمهور هذا اللون.. يحس به ويرقص عليه..
– هل يمكن تصنيفها في إطار أغاني رومانسية؟
– بالفعل، هي موسيقى رومانسية، لكن لا يمنع أن أقدم مستقبلا موسيقى الراب وحدها، أو أغاني بنكهات أخرى.
– ربما في ألبوم؟
– حاليا وبكل صراحة لا أستطيع أن أقدم ألبومات نظرا لقيامي بالإنتاج الشخصي، وأسعى أن أشتغل على عمل واحد وأخرج منتوجا جيدا، فالالبوم يتطلب كذلك التوزيع وغير ذلك ..
– وهل هذا المشكل عام في الصناعة الموسيقية بالمغرب؟
– نحن في سنة 2022 ولازال موضوع الإنتاج والصناعة الموسيقية مطروحا بالمغرب. ومع ذلك أقول بأنه يمكن اقتناء الآلات التكنولوجية اللازمة، وتسجيل الأغاني وطرحها، لكن في نظري ما يعترض الفنان المبتدئ حاليا هو أن يتم التعرف عليه لدى الجمهور بشكل واسع وهذا هو دور القنوات والإذاعات ..
– في إحدى أغانيك أشرت لحي البرنوصي، هل هذا تكريم لأبناء حيك؟
– بالفعل، فهناك شباب كثر في هاته المنطقة، يتوفرون على مواهب متعددة ومبدعون وينتجون بالرغم من الموارد القليلة. وأتمنى أن يتم التسليط الضوء عليهم لأنهم يستحقون ذلك.
– من هو الفنان الشاب الذي تعتبره قدوتك؟
– النامبر وان بالنسبة لي هو سعد المجرد، لأن له ذكاء موسيقيا جد واضح، بالإضافة إلى أشياء أخرى بالطبع.
– وماذا عن الكلمات؟ أهي ضرورية في العمل الفني؟ الناجح؟
-بالنسبة لي يجب أن يكون تناسق ووحدة للموضوع في كلمات الاغنية. أحب أن أسمع قصة في عمل فني ما، لكن اكتشفت أن الجمهور حاليا لا يهمه ذلك بل يستهويه ال «روفران» فقط.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 25/02/2022