أرجوحتان

طامة كبرى

للضرورة الشعرية
أضع سجادة على البحر،
وأجلس متخيلا أنه الشط،
لغتي ماء،
لا رمل،
فيها الأسماك،
لا البشر،
فيها السنونو يراقب المراكب،
وعلى أجنحته ثقل الملح،
ها أنا أعيد أشعار بودلير،
وأتخيل موجات تبتسم لزنجية البر،
جسدي بني أو قمح ميراث،
سألته الرحى عن مسقط الرأس،
لم يجبها ، بل أشار إلى بيدر غطاه الطين،
لست صوفيا ،لأمسكِ، فينبتَ القرّاص
أنا عود كبريت
تحت خد الحكايات ، وشذرات لاو تسو ،
لأسندَ العالي والمنخفض ،
فقط أتأمل خيوط النسيج قبل وبعد زرع الروح في ثنايا الصوف .
يداك تمسكان الخيط ، وقدماك تمرينات على القدوم والرجوع،
لتكتملَ الملاءة أو العباءة
وأنا مثلك أمشي وأجيء
لكن في بحيرة الأوراق
لأمدّ نسيجي صوب اللانهاية
كل الخطوط استعارات من دكان أرسطو
أما الكنايات فمن عرق الأشقياء
لي رغبة أن أمسح العرق بمنديل الحرية،
وأواصل السير .

كأنها هي

تحت الوسادة ،أو فوقها،
في الحلم،أو في أوله،
نهر من الذكريات،
يفيض أو يجف حتى يبدو الحصى،
من الشارع الذي تعبر
أو خلفه ،
من الكتب التي تقرأ
أو عناوين الأغلفه،
من الحذاء الذي يحدث الإيقاع
أومن أثر قدميها على الرمل
هي أو لاهي يا بن عربي
رأيت ظلها ، بلا ظل
رؤيا في الليل أم في خيوط الشمس
حقيقة أم كذب ،
منطق أم خيال
سؤال أم أسئلة خرجت من ضلع آدم حينما
انشغلت حواء بالمرآة
في تلك الآونة زُرع غصن التفاح ملقما بظل أنثى
كأنها هي أو ظل استعارة ولدت للتو،
ألنا الجفنات للإغتسال بنقع الورد حتى نكون الأبهى،
نتساوى، نتعانق، نستحم في نهر اللغة إلى العمق
يجرفنا التيار مرة مرة لكننا نقاوم صدأ التراث لا رفعة،
بل استكمالا بثوب آخر يصلح للمشي كما للرقص ،
هذا
رجوع لمؤانسة التوحيدي ،
وبحثا عن الرماد ،
لا تندم يا
أبا حيان كلنا في الأرجوحة نأكل العشب
ونعشق جرأة كانط ،
لا نحب تفسير الواضحات بل الغامضات وقطعا
في العشق المخفور بوفاء الذئب
لا ترويضا ولا سيرا
كسير الأفاعي ، بل إكسيرا ونهلا من قناني حب أفلاطوني
ووسادة يضمخ وضعهَا سرّ الآمال.


الكاتب : محمد عرش

  

بتاريخ : 18/11/2022