73.5% غير راضين عن نظافة الأماكن العامة، و66.8% عن تدهور الحدائق، و69.8% عن الإهمال و93% ضد احتلال الملك العام
كشف استطلاع للرأي أنجزه «المركز المغربي للمواطنة» عن تراجع مقلق في مؤشرات السلوك المدني بالمغرب، وسط انتقادات حادة لغياب الجهود الحكومية في هذا المجال.
فقد أكد 52.9% من المستجوبين أنهم لا يلاحظون أي تدخل ملموس من الدولة لتعزيز قيم المواطنة والانضباط في الفضاء العام، مما يضع السياسات العمومية موضع تساؤل.
الاستطلاع، الذي شمل 1173 مشاركا من مختلف الأعمار والجهات، أظهر تدنيا في احترام قواعد العيش المشترك، خاصة تجاه النساء (52.2%)، والجيران (44.4%)، والفئات الهشة (47.2%)، كما عبر 73.5% عن عدم رضاهم عن نظافة الأماكن العامة، و66.8% عن تدهور الحدائق، و69.8% عن الإهمال في صيانة التجهيزات.
النتائج سلطت الضوء على انتشار ممارسات سلبية باتت شبه مألوفة، الغش التجاري (83.1%)، ابتزاز حراس السيارات (87.7%)، احتلال الملك العمومي (93.2%)، واستغلال الأطفال في التسول (92.2%)، ما يفرض ضرورة مقاربة شاملة تتجاوز الحلول الزجرية إلى التربية والتأطير المجتمعي.
ورغم التفاؤل الذي يرافق استضافة المغرب لجزء من فعاليات كأس العالم 2030، فإن الرهان الحقيقي، كما أبرز المشاركون، لا يكمن في البنيات التحتية فقط، بل في القدرة الجماعية على تحسين السلوك المدني.
وقد شدد 80% على دور الأسرة، تليها المدرسة (59.7%)، والقانون (54.9%)، والوازع الأخلاقي والديني (44.4%. )
التقرير الصادر عن المركز، خلص إلى جملة من التوصيات العملية منها، إدماج المواطنة في المناهج الدراسية، إطلاق حملات وطنية تحسيسية، تفعيل شرطة جماعية للقرب، تحسين جودة الفضاءات العمومية، وتحفيز انخراط المجتمع المدني في الرصد والتأطير.
و دعا الاستطلاع إلى استثمار النجاح الرياضي المغربي، وخاصة في كرة القدم، كوسيلة لترسيخ سلوك حضاري قائم على الاحترام والانضباط.
تعزيز السلوك المدني اليوم، كما خلص التقرير، هو ضرورة لبناء مجتمع مسؤول، يليق بتطلعات الأجيال المقبلة، ويواكب تحديات مغرب يخطو بثقة نحو واجهة العالم.