أزمة هولوغرام عبد الحليم .. دعوى قضائية ضد مهرجان موازين بتهمة «السطو الفني»

 

اندلع نزاع قانوني محتدم بين شركة XtendVision، الرائدة في تكنولوجيا الهولوغرام، وجمعية مغرب الثقافات، الجهة المنظمة لمهرجان موازين، على خلفية ما وصفته الشركة بـ»الاستغلال غير القانوني» لصورة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، بعد إدراج عرض هولوغرامي بديل لم يكن موضوع اتفاق، ولم يحصل وفق روايتها على موافقة أصحاب الحقوق.
وكان من المنتظر أن يحتضن المهرجان عرضا بعنوان «حليم: تجربة الحفل الهولوغرامي التفاعلي»، يجمع لأول مرة بين ظهور تفاعلي مباشر للهولوغرام الخاص بعبد الحليم حافظ، وأداء أوركسترالي حي، إلى جانب مؤتمر صحفي ثلاثي الأبعاد، باستخدام تقنية HoloVision Elite Holobox المسجلة ببراءة اختراع باسم الشركة.
لكن المشروع سرعان ما تعثر بعد انسحاب XtendVision من المشاركة، مبررة ذلك بـ»اختلالات تنظيمية وتقنية جسيمة»، شملت نقل العرض إلى قاعة غير مناسبة دون استشارة مسبقة، وتقليص مدة التحضير إلى يوم واحد فقط، وهو ما اعتبرته تهديدا مباشرا لسلامة التجهيزات التقنية، وتشويها لتجربة العرض.
المفاجأة وفق بلاغ الشركة الذي توصلت به جريدة الاتحاد الاشتراكي، جاءت بعد ذلك، حين فوجئت بإدراج عرض بديل لهولوغرام عبد الحليم حافظ، من إنتاج شركة إماراتية تدعى New Dimension Productions (NDP)، سبق أن أُسقط عنها الترخيص سنة 2021 بسبب تقديمها للفنان الراحل بصورة «كاريكاتورية مشوهة»، أثارت حينها غضب عائلته، وعلى رأسهم ابن شقيقه محمد شبانة.
في 9 يونيو، وجهت XtendVision وفق بلاغها إنذارا قانونيا إلى كل من جمعية مغرب الثقافات وشركة NDP، تطالب فيه بوقف العرض فورا، مستندة إلى تفويض رسمي من ورثة عبد الحليم حافظ، يمنحها وحدها الحق الحصري في استخدام اسمه وصورته وصوته في العروض الهولوغرامية، غير أن الجمعية، رغم محاولات التفاوض، قررت المضي قدما في تنظيم العرض يوم 23 يونيو، ما فسر من طرف الشركة كمناورة لتجاوز المسطرة القضائية.
الشركة أعلنت، في بلاغ رسمي، مباشرتها لإجراءات قضائية متزامنة في المغرب، ومصر، والإمارات، ضد كل الأطراف المعنية، مطالبة بتعويض قد يصل إلى مليون دولار، ستتقدم به أيضا عائلة عبد الحليم حافظ بصفتها الطرف المتضرر.
وأشارت XtendVision إلى أنها اختارت إطلاق المشروع من المغرب، رغم عروض مغرية تلقتها من الخليج، بغرض تكريم إرث «العندليب الأسمر» على أرض عربية، معتبرة أن ما وقع لا يسيء فقط إلى حقوقها التجارية، بل يمس أيضا «بكرامة الفنان وبمشاعر محبيه».
وكا ن محبو العندليب الأسمر، قد عاشوا مساء الاثنين بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، لحظات استثنائية عبر رحلة موسيقية تخطت حدود الزمن وتموقعت في قلب العالم الفني لعبد الحليم حافظ، الذي لا يزال صوته متغلغلا في أعماق الوطن العربي وفي كل بقاع العالم، حتى بعد وفاته.
وهكذا، أطل العندليب الأسمر على جمهوره الذي استقبله بالتصفيقات الحارة والمتوالية، وقد امتلأت قاعة المسرح عن آخرها، لا بالجماهير فحسب، بل بالأحاسيس الفنية الصادقة أيضا.
لقد عاد الزمن إلى الوراء وأعاد إلى الجماهير الأسطورة عبد الحليم حافظ بكل تفاصيله، بما في ذلك الحركات التي كان يقوم بها على الخشبة، وحركات رأسه وكذا طريقة تفاعله مع الفرقة الموسيقية ومع الجمهور، حيث تم الاشتغال على إطلالته في هذا الحفل بواقعية متفردة عكست من جديد شموخ وجاذبية هذا الفنان العربي، الذي ما انفك يلامس القلوب بنفس الإيقاع.
وافتتحت وقائع هذا الحفل الاستثنائي بالأغنية الخالدة والمهداة إلى المغرب، «الماء والخضرة والوجه الحسن»، قبل الانتقال إلى تقديم باقة من الروائع الغنائية للعندليب الأسمر، من قبيل «بحبك»، و»أول مرة تحب يا قلبي»، و»جانا الهوى»، و»جبار» وكذلك «أسمر يا اسمراني»، في أجواء مميزة أعادت إلى الذاكرة أجواء الحفلات الموسيقية الشرقية الخالدة.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 26/06/2025