أزيد من 5 آلاف و300 مغربي غادروا أوكرانيا بسبب الحرب

 وصول طائرتين تقلان 320 مواطنا مغربيا إلى مطار محمد الخامس

«مجلس السفراء العرب» مسؤولين يبحث مع مسؤولين أوكرانيين سبل تسهيل عبور المواطنين العرب

حطت طائرتان تابعتان للخطوط الملكية المغربية، مساء أول أمس الأربعاء، بمطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء، وعلى متنهما 320 مواطنا مغربيا يعيشون بأوكرانيا.
وكانت الطائرة الأولى قد أقلعت بعد ظهر الأربعاء، من العاصمة البولندية وارسو، بينما حلقت الثانية مباشرة من مطار بوخارست، وكلاهما في اتجاه مدينة الدار البيضاء.
وعند وصولهم إلى مطار محمد الخامس الدولي، أجرى ركاب الطائرتين اختبارات الكشف عن كوفيد-19، وفقا للبروتوكول الصحي المعمول به.
وفي تصريحات لـ (إم 24)، القناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب العديد من الطلبة عن ارتياحهم وسعادتهم لتمكنهم من الالتحاق بوطنهم وعائلاتهم، ومغادرة أوكرانيا، بسبب الأوضاع جراء النزاع الروسي الأوكراني. كما أشاد هؤلاء الطلبة المغاربة، بالجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وكافة السلطات المختصة، من أجل ضمان عودة المغاربة بأمان، مؤكدين أن الإجراءات الإدارية مرت بشكل سلس.
وأشاروا إلى أن غالبية الطلبة، اختاروا، حاليا، التعليم عن بعد، بسبب الأوضاع في أوكرانيا، جراء العملية العسكرية الروسية في هذا البلد، بينما أشاد ركاب آخرون بالظروف» الجيدة جدا « التي مرت فيها الرحلة، معربين عن امتنانهم للسلطات التي تواصل بذل قصارى جهدها لضمان عودة المغاربة العالقين في أوكرانيا.
وكانت شركة الخطوط الملكية المغربية، قد أعلنت الأربعاء، عن تعزيز عرضها لفائدة المغاربة المقيمين بأوكرانيا، من خلال إضافة رحلتين جديدتين يوم السبت القادم انطلاقا من مدينتي كوشيتسه (سلوفاكيا) ووارسو (بولندا) باتجاه الدار البيضاء.
وأوضحت الخطوط الملكية المغربية في تغريدة عبر حسابها على تويتر، أن الرحلتين الجديدتين ستكونان بنفس السعر الثابت المحدد في 750 درهما شاملة للرسوم.
وتنضاف الرحلتان الجديدتان إلى ثلاث رحلات أخرى أعلنت عنها الشركة، ليومي 3 و4 مارس انطلاقا من براتيسلافا وبوخارست وبودابست في اتجاه الدار البيضاء.
وخصصت هذه الرحلات حصريا للمغاربة المقيمين في أوكرانيا وأفراد أسرهم.
من جهة أخرى ارتفع عدد المغاربة الذين غادروا أوكرانيا عبر المراكز الحدودية، إلى حدود الساعة الخامسة و46 دقيقة، مساء الأربعاء، إلى 5 آلاف و303 أشخاص، حسب ما علم لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وأوضح المصدر ذاته، أن هذا الرقم، الذي يبقى مرشحا للارتفاع، يتوزع بين سلوفاكيا ( 2123 شخصا) وبولونيا ( 1500 شخص) وهنغاريا (1100 شخص) ورومانيا ( 580 شخصا).
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قد أوفدت نحو عشرين موظفا قنصليا، من بينهم أربعة قناصل عامين سابقين، لدعم ومساعدة أطقم السفارات المغربية المتواجدة ميدانيا، لاستقبال وتقديم المساعدة اللازمة للمغاربة في البلدان الأربعة المجاورة لأوكرانيا.

اتفاق مغربي روماني

إلى ذلك اتفق المغرب ورومانيا، اليوم الأربعاء، على مواصلة التنسيق العملياتي للاستقبال الآمن فوق التراب الروماني للمواطنين المغاربة الوافدين من أوكرانيا، من أجل تأمين عودتهم إلى المملكة في أقرب وقت ممكن.
وجاء هذا الإعلان خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروماني، بوغدان أوريسكو، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وذلك وفقا لبلاغ لوزارة الشؤون الخارجية الرومانية.
وقدم أوريسكو تقييم الجانب الروماني للتطورات الأمنية المقلقة في المنطقة، مؤكدا أن بلاده ستواصل تضامنها مع جميع شركائها، لا سيما من خلال توفير الحماية والمساعدة القنصلية للمواطنين الأجانب. كما استعرض الوزير الروماني الإجراءات التي اتخذتها بلاده من أجل التدبير السليم لتدفق الأشخاص عبر الحدود، علاوة على الدينامية المسجلة خلال الأيام الأخيرة.
من جانبه، أعرب بوريطة عن تقديره الخاص للطريقة العملية والفعالة التي دبرت وتدبر من خلالها السلطات الرومانية جميع المشاكل الناتجة عن تدفق الأشخاص عبر الحدود الرومانية، في سياق الأزمة في أوكرانيا. كما عبر عن شكره للجانب الروماني على الدعم الذي يقدمه لتسهيل الإجلاء الآمن للمواطنين المغاربة من أوكرانيا، والذين يقدرون، بشكل خاص، الطريقة التي عوملوا بها، وكذا المساعدة التي تلقوها من قبل السلطات الرومانية.

سفراء المغرب وفلسطين ومصر سياسية

من جهة أخرى، عقد سفراء كل من المغرب وفلسطين ومصر بأوكرانيا، باسم مجلس السفراء العرب، أول أمس الأربعاء، بمدينة «لفيف»، لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأوكرانية وممثلي الأمن والحدود لبحث سبل تسهيل عبور المواطنين العرب بصفة عامة، المغادرين إلى الدول الحدودية المجاورة بسبب الأزمة الأوكرانية وبالأخص بولندا.
بحسب ما علم لدى سفارة المملكة المغربية بكييف، فقد توخت هذه المباحثات «ضمان سلامة المواطنين وتوفير المتطلبات الأساسية من مأكل ومشرب، خاصة وأنهم يعيشون ظروفا صعبة لانتظارهم في العراء لعدة أيام».
وأشار المصدر ذاته إلى أن السفراء طالبوا بتسريع وتسهيل إجراءات عمليات العبور عبر المنافذ المتاحة نظرا للضغط الكبير الذي تعرفه في ضوء الأعداد الكبيرة القادمة من العاصمة كييف.
كما تطرق السفراء العرب إلى وضع الطلاب والجاليات العربية المقيمة في مدن خاركوف وخرسون، وبالأخص سومي، مطالبين بتخصيص ممرات آمنة لإجلائهم بأسرع وقت ممكن حفاظا على سلامتهم.
من جانبهم، وعد المسؤولون الأوكرانيون بالتفاعل السريع مع طلبات السفراء العرب وذلك بإشراك كافة الدوائر المعنية وخاصة الأمنية منها وموافاة السفراء بالإمكانيات المتاحة لتوفير طريق آمن لإجلاء الطلبة بأسرع وقت ممكن، مؤكدين على أن الأوضاع معقدة واستثنائية».


بتاريخ : 04/03/2022