أزيلال .. مواقع سياحية مغرية شاهدة على التاريخ وجمالية المنطقة

 

زوار الإقليم قد يقتصرون على بعضها فقط لجهلهم بتواجد الأخرى

 

يزخر إقليم أزيلال التابع إداريا لجهة بني ملال خنيفرة بالعديد من المناطق السياحية، التي تجلب السياح من كل بقاع العالم، خصوصا عشاق الطبيعة والهدوء، لعل أبرز هذه المواقع السياحية «شلالات أوزود»، و»بحيرة بين الوديان»، و «مغارة إمي نيفري» بدمنات، ومنطقة «أيت بوكماز» التي أطلق عليها الزوار الأوائل» الهضبة السعيدة»، ومنطقة «إوارضين» التي عثر فيها على آثار الديناصورات، بالإضافة إلى جبل «تاغية» بزاوية أحنصال.
البداية مع شلالات «أوزود» التي تعني باللغة الأمازيغية المطحنة التقليدية، التي تدور بقوة دفع الماء، ويبلغ طول الشلالات حوالي 110 أمتار، وتعد من أكبر الشلالات في أفريقيا. ويوفر هذا الموقع السياحي العديد من الخدمات السياحية للزائرين القادمين من داخل الوطن وخارجه، بحيث تصطف مواقع التخييم على مقربة من الشلالات، بالإضافة إلى الوحدات الفندقية، فضلا عن العديد من المطاعم التي تقدم أطباق أمازيغية متنوعة ذات طابع محلي تميز المنطقة.
وغير بعيد عن الشلالات تنتصب بنايات أثرية، توثق للتاريخ العريق للمنطقة، وهكذا يتظافر جمال الطبيعة مع جمالية المعمار، على سبيل المثال زاوية «تناغملت» التي لا يفصلها عن الشلال سوى حوالي 4 كيلومترات، التي تتيح للزائر اكتشاف جزء مهم من تاريخ المكان، وهي زاوية يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الـ 17 على يد الشيخ أبو عمران موسى بن يعقوب البوكمازي.
ثاني المواقع السياحية التي تستقطب الزائرين خصوصا في فصل الصيف، نجد»سد بين الوديان»، الذي يجتمع فيه نهرا «أحنصال» و «واد العبيد»، اللذان ينبعان من أعالي جبال أزيلال. وأنشئ هذا السد في نهاية الأربعينيات وتحديدا سنة 1948، ودخل الخدمة في سنة 1953. وبالإضافة إلى وظيفته التي شيّد من أجلها، والتي تتمثل في السقي وإنتاج الطاقة الكهربائية، أصبح يضطلع بدور سياحي بارز في جهة بني ملال خنيفرة، ويوفر فرصا للشغل بالنسبة لشباب المنطقة، بالرغم من تراجع حقينته في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف.
أما عند التوغل في أعالي جبال أزيلال، على علو يتراوح ما بين 1800 و 2000 متر فوق سطح البحر، فتقع منطقة «أيت بوكماز» أو «الهضبة السعيدة»، وهي جماعة تبعد عن مدينة أزيلال بما يقارب 80 كلم. وظهرت «آيت بوكماز» كمنطقة سياحية خلال سبعينيات القرن الماضي بداية مع السياح الأجانب، عشاق السياحة الجبلية، وهي تتميز بجبالها الشامخة التي تسر أنظار الزائرين، بالإضافة إلى معمار عتيق، كما هو الحال بالنسبة لـ «مخزن الحبوب الجماعي» الذي يجرّ وراءه عبق التاريخ، دون أن ننسى قصبة «مكون» التاريخية، وهي عبارة عن معلمة تاريخية شاهدة على أحداث بصمت ذاكرة المنطقة.
ومن الهضبة السعيدة يمكن التوجّه إلى مغارة «إمي نفري»، وهي كلمة أمازيغية تعني «فم المغارة» التي تقع على بعد 6 كلم من مدينة «دمنات»، حيث تشكّلت قنطرة طبيعية بفعل العوامل الجيولوجية في أزمنة غابرة، فاستطاعت الصمود في وجه متغيرات الزمن فوق نهر «تسليت» الذي ينبض بالحياة، مما جعل منها لوحة فنية طبيعية تستقطب الزوار من داخل وخارج المملكة.
وغير بعيد من «إمي نفري»، يمكن التوجه صوب منطقة تضم آثار خطوات الديناصور، ويتعلق الأمر بقرية «إواريضن «، وهي عبارة عن موقع جيولوجي وسياحي يعتبر جزء من المنتزه الجيولوجي «جيو بارك»، الذي يتكون من عدد من المواقع السياحية، ويبعد عن مدينة أزيلال بحوالي 70 كلم، الذي أضحى بدوره محجا للزوار والباحثين المغاربة والأجانب.
إن الطريق لاكتشاف جمالية منطقة أزيلال تقود إلى منطقة «تاغية» التي تقع بجماعة «زاوية أحنصال»، التي لا تقل أهمية عن المناطق المذكورة، بحيث تعد من ضمن أفضل الوجهات السياحية لدى عشاق رياضة تسلق الجبال، وتتوفر المنطقة على ثالث أخطر ممر جبلي يطلق عليه اسم «ممر تاغية»، ويقع هذا الممر على علو 300 متر، ويبلغ عرضه مترا واحدا، وبطول 80 مترا، ورغم خطورة الممر فإنه يظل وجهة مميزة لهواة المغامرة.
مواقع جديرة بالزيارة، تختزن إرثا تاريخيا، ثقافيا، سياحيا، وتمكّن زوارها من الوقوف على تفاصيل بيئية مغرية، وعلى تقاليد ضاربة في عمق تاريخ المنطقة، قد لا ينتبه إليها الكثير من زوار الإقليم، الذين قد تقتصر زيارتهم على أماكن بعينها، باتت معروفة عند الجميع وقد لا ينتبهون لأخرى لجهلهم بتواجدها، من شأنها أن تزيد من متعة زيارتهم وأن تمنحها جمالية أكبر.

(*) صحفي متدرب


الكاتب : (*) عبد الصمد إسرى

  

بتاريخ : 23/05/2023