أساتذة جامعيون وخبراء دوليون يسائلون .. «تراث الأديان الكتابية في المغرب والأندلس: الأعلام والقضايا والخصائص»

انكب المشاركون(ات)، على مدى يومي 30 29 ماي 2024 بمقر مؤسسة دار الحديث الحسنية على دراسة موضوع الندوة: :»تراث الأديان الكتابية في المغرب والأندلس: الأعلام والقضايا والخصائص» من طرف أساتذة(ات) ينتمون إلى الجامعات المغربية:مراكش،وجدة ، أكادير ، الراشيدية ، الرباط ، الناظور، تطوان، ومن جامعات مصرية(القاهرة، عين شمس) وهولاندية، والمركز الوطني للبحث العلمي بباريس، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة الشرق.
تناول هؤلاء المشاركون موضوع الندوة وفق المحاور التالية:
1 ـ  «القضايا المنهجية والنظرية الكبرى في دراسة الأديان الكتابية بالمغرب والأندلس».
2 ـ «الإسهامات الفكرية والدينية لعلماء اليهودية والمسيحية في بلاد المغرب والأندلس».
3 ـ»الإسهامات التأسيسية لعلماء الإسلام في الجدل والمناظرات الدينية».
4ـ «خصائص التراث الكتابي في المغرب والأندلس وإسهامات المسلمين في نهضة الحضارة الغربية».
عرفت المداخلات والمشاركات(14 )في أربع جلسات علمية، طبعت في مجملها بالتكامل والتقاطع بين تحقيقات علمية مختلفة، ودراسات لغوية ولسانية، وعلوم شرعية، وعلوم الأديان، وعلم الاجتماع، ومما ميز تلك البحوث الأكاديمية التكامل العضوي في ما بينها سواء تعلق الأمر بمنهجية دراسة الأديان في التراث الإنساني وفق الدراسات الحديثة، أو من خلال النصوص المختلفة من لغوية ودينية أو من خلال إبراز النصوص الجدلية أو المناظرات الدينية، والتي ألفها علماء الإسلام في الأندلس من فقهاء ومتكلمين ومدجنين، باللغة العربية وبحروف عبرية، وبلغة الموريسكيين وبالحرف العربي.
ومن توصيات الندوة الدولية:
• ـ التركيز على دور اللغات القديمة والأجنبية باعتبارها مفتاحا أساسيا للدراسات العلمية.
• مد الجسور بين مختلف المؤسسات العلمية، والمراكز البحثية المهتمة بدراسة الأديان، والحرص على تنظيم برامج تداريب للطلبة والأساتذة، ووضع برامج بحثية مشتركة.
• العمل على استيعاب المناهج التراثية في التعامل مع الأديان الكتابية، ورفدها للمناهج العلمية الحديثة والمعاصرة في دراسة تراث الأديان الكتابية.
• تأسيس فريق بحثي أكاديمي داخل مؤسسة دار الحديث الحسنية تستحث الأديان الكتابية في الغرب الإسلامي.
• إنشاء مركز لعلم الأديان الكتابية بالمغرب والأندلس من فتحها إلى نهاية مملكة غرناطة يعنى بتدقيق البحث في هاته الفترة المبكرة من التبادل العلمي والثقافي والحوار الديني.
• العمل على جمع المخطوطات المتعلقة بتراث الغرب الإسلامي: المخطوطات العربية اليهودية، مخطوطات المورسكيين والمدجنين، والنهوض بفهرستها ورقمنتها.
• تمكين الطلبة من استيعاب المناهج اللاهوتية المعاصرة واللغات التراثية لدراسة المخطوطات القديمة.
هاته الندوة الدولية شكلت قيمة علمية مما أبرزته ووقفت عنده من أعلام ينتمون إلى مختلف الديانات الكتابية والذين كان لهم دور كبير في بناء المغرب والأندلس، والمتمثل في ما تركوه من نصوص وكتب متنوعة تبين المستوى الفعلي والعام للنقاش السائد وقتها في الدين وفي المجتمع وفي اللغة كما في الأدب، تعبر بقوة عن التلاقح الفكري والثقافي بين الديانات، حتى تأثر بعضهم ببعض في الاقتباس أو التضمين، يوحدهم العمل والتعريف بالأديان عقديا وتشريعيا وأخلاقيا، وهي التي برز فيها مدى الالتزام بالموضوعية العلمية، وقيم احترام مشاعر المخالف، وتلك فضيلة تقوم على احترام أدب الاختلاف بل تولي الدفاع عن كل ما هو صحيح وسليم، بعيدا عن كل تحقير أو استخفاف أو استهانة، فما أحوج الزمن إلى مثل تلك الآداب التي عاشت في العدوتين المغرب والأندلس وقتها، فمتى سيعود وسيجود الزمن بها، مرة أخرى، أو على الأقل نفض الغبار عنها لتصل إلى العموم، بدل مدرجات الجامعات والمراكز وأقسامها.


الكاتب : محمد طمطم

  

بتاريخ : 15/06/2024