«أسترازينيكا» تؤكد سلامة لقاحها و«أدباء بلا حدود» تسعى إلى إلغاء براءات اختراع اللقاح

أخصائيون يقولون إن العالم بحاجة إلى 5 سنوات للخروج من الجائحة

 

شددت شركة «أسترازينيكا» على سلامة لقاحها ضد فيروس كورونا المستجد، الذي طورته بالتعاون مع جامعة «أوكسفورد» البريطانية؛ بعد تعليق استخدامه في عدد من الدول جراء تسجيل جلطات دموية لدى عدد من متلقيه في النرويج وإيرلندا.
وقالت شركة الأدوية العملاقة إن مراجعة بيانات السلامة المتاحة لأكثر من 17 مليون شخص تم تطعيمهم في جميع أنحاء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لم تظهر أي دليل على زيادة المخاطر.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن «آن تايلور»، كبيرة المسؤولين الطبيين في أسترازينيكا، قولها إن عدد حالات جلطات الدم المبلغ عنها أقل من المعدل الطبيعي لاحتمالات وقوعها لدى السكان.
وفي حين علقت دول أوروبية التطعيم باللقاح، فقد قالت كندا إن اللقاح آمن، وشجعت على تعاطيه.
لكن المخاوف الأوروبية دفعت تايلاند إلى إرجاء بدء حملة التلقيح باستخدام أسترازينيكا، التي كانت مقررة الجمعة.
والخميس، أعلنت الهيئة الناظمة للأدوية في أوروبا، أن مخاطر تجلط الدم ليست على ما يبدو أعلى لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ضد فيروس كورونا، وذلك بعدما علّقت كل من الدنمارك والنرويج وآيسلندا استخدام لقاح أسترازينيكا.
وكانت السلطات النرويجية قد كشفت، السبت، عن دخول ثلاثة من العاملين بالقطاع الصحي المستشفى، لعلاجهم من حالات نزيف وتجلطات، وانخفاض في عدد الصفائح الدموية، وذلك بعد تلقيهم لقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس كورونا المستجد.
وقال كبير الأطباء في وكالة الأدوية النرويجية، سيغورد هورتيمو، إننا «لا ندري إن كانت الحالات مرتبطة باللقاح»، مشيرا إلى أن وكالة الأدوية الأوروبية ستباشر تحقيقا خاصا بشأن الحوادث الثلاثة الأخيرة.
وبحسب ما قال المدير الطبي لدى وكالة الأدوية النرويجية، شتينار مادسين، في مقابلة مع قناة «NRK»، فإن المرضى الثلاثة «لديهم أعراض غير معتادة: نزيف، وتجلطات دم وعدد منخفض من الصفائح الدموية»، مضيفا أنهم «مرضى جدا (..) نأخذ هذا على محمل الجد بشدة».
والخميس، أعلنت الهيئة الناظمة للأدوية في أوروبا، أنّ مخاطر تجلّط الدم ليست على ما يبدو أعلى لدى الأشخاص الذين تلقّوا اللّقاح ضد فيروس كورونا، وذلك بعدما علّقت كلّ من الدنمارك والنرويج وأيسلندا استخدام لقاح أسترازينيكا.
وكانت النمسا أعلنت الاثنين تعليق استخدام مجموعة جرعات محدّدة من أسترازينيكا، بعد وفاة ممرضة عمرها 49 عاما، من جراء «مشكلات تخثر دم حادة» بعد أيام على تلقيها اللّقاح.
وعلقت أربع دول أوروبية أخرى، هي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ، استخدام اللقاحات من تلك المجموعة، التي أرسلت إلى 17 دولة أوروبية وتضمّ مليون جرعة.
لكن الدنمارك علّقت استخدام لقاح أسترازينيكا بالكامل وليس مجموعة من جرعاته، وحذت آيسلندا والنرويج حذوها في وقت لاحق الخميس، مشيرتين إلى مخاوف مشابهة.
في المقابل، قالت كندا الخميس؛ إن اللقاح آمن، حيث صرحت إدارة الصحة في بيان أنها «على دراية بالتقارير عن عوارض جانبية في أوروبا عقب التطعيم بلقاح أسترا زينيكا للوقاية من كوفيد-19، وتود أن تطمئن الكنديين بأن فوائد اللقاح ما زالت تفوق مخاطره».
وأضافت: «لا يوجد في الوقت الحالي ما يشير إلى أن اللقاح تسبب في تلك العوارض».
وتسلمت كندا الأسبوع الماضي 500 ألف جرعة من لقاح أسترا زينيكا، وتتوقع تسلم 1.5 مليون أخرى بحلول ماي.
وطلبت الحكومة شراء 20 مليون جرعة إجمالا من لقاح أسترازينيكا.
من جهتها، أصرت أسترازينيكا على أن تحليل بيانات السلامة للقاحها، والتي تشمل الحالات المبلغ عنها من أكثر من 17 مليون جرعة تم توزيعها، لم تظهر أي دليل على ارتفاع خطر الإصابة بالجلطات الرئوية، أو تجلط الأوردة العميقة، أو انخفاض صفائح الدم.
ووفقا للمتحدثة باسم أسترازينيكا، فإنه «بالواقع، الأرقام المُبلغ عنها لهذه الأنواع من الحالات بالنسبة للقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19 ليست أكبر من الرقم الذي قد يرصد بشكل طبيعي لدى السكان غير الملقحين»، مؤكدة أن حالات بهذا النمط لم تتم ملاحظتها خلال التجارب السريرية التي أُجريت على اللقاح.

دراسة: المتعافون أكثر عرضة

كشفت بيانات نشرت حديثا، أن الأشخاص الذين سبق أن تعرضوا للإصابة بفيروس كورونا هم الأكثر عرضة للآثار الجانبية للقاح.
وفي هذا السياق، أشارت دراسة لجامعة كينغز كوليدج في لندن، أن احتمال التعرض لأعراض أو آثار جانبية بعد تلقي اللقاح ترتفع بمعدل ثلاث مرات بالنسبة للأشخاص المتعافين من الفيروس، وخصوصا لقاح فايزر/ بايونتك، بحسب الدراسة التي نشرت نتائجها صحيفة ديلي تلغراف وصحف أخرى.
والبيانات تم جمعها عبر تطبيق «دراسة أعراض كوفيد» (COVID Symptom Study) الذي يرصد تطورات اللقاح بناء على ردود المستخدمين في بريطانيا. والتطبيق أطلقه أطباء وعلماء للمساعدة في دراسة كورونا، بقيادة علماء من جامعة كينغز كوليدج.
وبحسب البيانات أيضا، فإن احتمالية الآثار الجانبية ترتفع مع الجرعة الثانية. وتشير البيانات إلى أن واحدا من كل خمسة ممن تلقوا الجرعة الثانية من لقاح فايزر عانوا من واحد على الأقل من الأعراض، في حين أن واحدا من سبعة ممن تلقوا الجرعة الأولى ظهرت لديهم الأعراض خلال سبعة أيام من تلقيهم اللقاح. وفي المقابل، فإن نصف متلقي اللقاح تقريبا أشاروا إلى ألم أو ورم في موضع الإبرة.
لكن الكشف الأبرز، هو أن المصابين سابقا بالفيروس واجهوا أعراضا أكثر شدة بعد تلقيهم اللقاح، حيث أشار ثلث الأشخاص ممن أصيبوا سابقا إلى ظهور أعراض لديهم خلال سبعة أيام، بينما قال واحد من عشرين، إن أعراضا ظهرت عليهم لمدة ثلاثة أيام خلال أسبوع من تلقيهم اللقاح، وواحد من خمسين استمرت لديهم الأعراض لستة أيام أو أكثر بعد اللقاح.
وتشمل الآثار الجانبية للقاح أعراضا شديدة مشابهة لأعراض الإصابة بالفيروس (مثل الحرارة والتعب في الجسم) ولعدة أيام، بعد تلقيهما لقاح أسترازينيكا/ أكسفورد. كما تشمل الصداع، والحراراة، والرجفة، والتعب في الجسم، وآلام المفاصل والعضلات، والإسهال، والشعور بالغثيان. وكذلك الألم أو التورم أو الاحمرار أو الحكة في موضع الإبرة، أو التهاب الغدة تحت الإبط.
وبحسب فريق البحث، فإن الأعراض تعني أن الجهاز المناعي للجسم يتعامل مع اللقاح، ومن ثم الوقاية من كورونا لاحقا، لكن عدم ظهور الأعراض لا يعني عدم فاعلية اللقاح ولا يفترض أن يثير القلق.
وتشير المعطيات إلى انخفاض أعداد الذي يرقدون في المستشفيات أو الوفيات بسبب الإصابة بكورونا، مع تسارع عملية إعطاء اللقاح.

أطباء بلا حدود وتفاصيل المعركة

صعيد آخر، كشفت منظمة أطباء بلا حدود الدولية (غير الحكومية)، تفاصيل عن المعركة الدائرة بين الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية بشأن مقترح قدمته الهند وجنوب أفريقيا يطالب بإلغاء براءات الاختراع المتعلقة بلقاحات كورونا.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الدولية غير الحكومية العاملة في المجال الطبي والإنساني، في بيان، إن المناقشات في منظمة التجارة العالمية، حول اللقاحات مخيبة للآمال، بسبب استمرار بعض الدول في تعطيل العملية، ورفضها التحرك نحو مفاوضات رسمية لتمكين الدول النامية من الحصول بإنصاف على لقاحات وعلاجات وأدوات مواجهة فيروس كورونا.
وقدمت الهند وجنوب أفريقيا في 2 أكتوبر خطتهما المتعلقة بالملكية الفكرية، وحازت دعم عدد كبير من الدول الناشئة التي توقعت عن حق أن تجد نفسها في موقع متأخر من السباق للحصول على اللقاحات.
ويقترح النص منح إعفاء مؤقت من بعض الالتزامات بموجب الاتفاق حول الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية المعروف باسم «اتفاق تريبس»، بما يمكن أي بلد من إنتاج اللقاحات دون الاكتراث لبراءات الاختراع.
ويغطي الإعفاء أيضا «التصاميم الصناعية وحقوق التأليف والنشر وحماية المعلومات غير المكشوف عنها»، على أن يسري «حتى تنفيذ التلقيح على نطاق واسع عالميا، واكتساب غالبية سكان العالم مناعة» ضد الفيروس.
وحث بيان منظمة أطباء بلا حدود الدول الأعضاء بمنظمة التجارة العالمية، والتي تعطل المفاوضات الرسمية حول المقترح، بألّا تضيع الوقت وألا تعطل هذه المفاوضات، خاصة أن الأسئلة التي تقدمت بها حول ذلك تمت الإجابة عنها بشكل مناسب.
ووفقا للبيان، أرسل الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود، كريستوس كريستو، خطابا مفتوحا لمنظمة التجارة العالمية، يحث فيه الحكومات التي تواصل منع التنازل عن الاحتكارات أثناء الوباء، والتراجع عن المماطلة، والسماح ببدء مفاوضات رسمية بمنظمة التجارة العالمية حول الموضوع.
وأكد البيان أن أمريكا ودولا أوروبية تعطل مقترح إلغاء براءات اختراع لقاحات كورونا، رغم وجود نحو 100 دولة تؤيد هذا المقترح، مشددا على ضرورة الحاجة إلى المضي قدما بشكل عاجل في هذا التنازل التاريخي عن الملكية الفكرية أثناء الوباء، واتخاذ إجراءات ملموسة، وليس المزيد من المشاورات والمناقشات.
وأضاف: «برغم مرور 5 أشهر على تقديم هذا الاقتراح التاريخي، فإن الدول المعارضة، وهي مجموعة صغيرة منها (الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وسويسرا والمملكة المتحدة والنرويج وأستراليا وكندا)، ما زالت تواصل تعطيل وتأخير المفاوضات الرسمية في الوقت ذاته الذي تستمر الشركات متعددة الجنسيات الكبرى في الحفاظ على السيطرة النهائية على الإنتاج، ومن يمكنه الوصول أولا وبأي أسعار باتفاقات سرية ومحدودة».
وأكد البيان أن تبني مقترح الهند وجنوب أفريقيا سيغير من قواعد اللعبة، وسيعيد الحكومات إلى مقعد القيادة عندما يتعلق الأمر بضمان حصول جميع الأشخاص حول العالم على الأدوية والتشخيصات واللقاحات والأدوات الطبية الأخرى لمواجهة فيروس كورونا، خاصة بعد أن فقد العالم حتى الآن ما يصل إلى 2.5 مليون شخص بسبب الإصابة بالفيروس.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، تدعم أكثر من 80 دولة المقترح، من بينها الأرجنتين وبنغلادش وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وإندونيسيا وكينيا ونيجيريا باكستان وفنزويلا. كما تدعمه منظمات غير حكومية من بينها أطباء بلا حدود.
وتعتقد هذه الجهات الداعمة أنّ المقترح سيسهل الحصول سريعا على منتجات طبية بأسعار مقبولة لكل البلدان التي تحتاج إليها.
وقالت سيدني وونغ، المديرة التنفيذية المشاركة لحملة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية، إنّ «كافة الأدوات الصحية والتكنولوجيا المرتبطة بكوفيد-19 يجب أن تكون منفعة عامة عالمية غير خاضعة للعوائق التي تفرضها براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية».
كما تحظى الفكرة أيضا بدعم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الذي أبدى تأييده للمقترح، قائلا: «إذا لم نفعل الآن، فمتى؟»، منددا «بالمقاومة الشديدة ضده».
ويعارض الاتحاد الدولي لصناعات وجمعيات الأدوية المقترح بشدة. وقال رئيس الاتحاد توماس كويني، في تصريحات صحفية، إن «سحب براءات الاختراع أو فرض تنازل عنها لن يمنحكم جرعة واحدة إضافية».
وتابع: «لن يجعلكم ذلك قادرين على الحصول على اللقاح؛ لأنكم لن تعرفوا رغم ذلك كيف توزعونه على نطاق واسع».
وتعارض الفكرة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسويسرا، البلدان التي تؤوي مقرات كبرى شركات الأدوية، بالإضافة إلى أستراليا وبريطانيا واليابان والنروج وسنغافورة.
ويشير المعارضون إلى الاستثمار المالي الكبير الذي أقدمت عليه المختبرات لتطوير اللقاحات في وقت قياسي، وهم يعتقدون أنها في أفضل موقع لإنتاج اللقاحات على النطاق العالمي المطلوب.
ويلفتون إلى أن قواعد الملكية الفكرية السارية في منظمة التجارة تتضمن أحكاما تنص على منح «تراخيص إلزامية»، وضعت تحديدا للحالات الطارئة.
وتمنح التراخيص الإلزامية شركات غير تلك التي تحمل براءة الاختراع ترخيصا لتصنيع منتج، ضمن إجراءات وشروط معينة يجب احترامها.
لكن الدول الداعمة للمقترح تقول إن الحصول على هذه التراخيص الإلزامية تدبير بيروقراطي استثنائي، يخضع للكثير من العقبات، أبرزها وجوب النظر في كل حالة على حدة.
ودعت المديرة الجديدة لمنظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو-إيويلا، للمرونة وتشجع عوضا عن ذلك على التوصل لاتفاقيات ترخيص طوعية، كالاتفاق الذي تم التوصل له بين شركة أسترازينيكا و»سيروم اينستيتيوت أوف إنديا» الهندي لتصنيع لقاحات شركة الأدوية العملاقة.

العالم بحاجة إلى 5 سنوات

قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، إنه في حال استمر إعطاء لقاح مطعوم كورونا، بالمعدلات الحالية حول العالم، فسنكون بحاجة إلى 5 سنوات للانتهاء من تطعيم 75 في المئة فقط من سكان الكرة الأرضية البالغ عددهم حوالى 7.8 مليار نسمة.
ومع استمرار الجهود العالمية لمكافحة الوباء، تتواصل الأخبار الإيجابية بشأن فعالية وسلامة اللقاحات المختلفة التي تستخدم في عشرات الدول.
وبحسب موقع «بزنس إنسايدر»، فإن العلماء الذين يتتبعون نتائج حملات التطعيم، اكتشفوا أن لقاحات فايزر-بيونتيك، وموديرنا، وأسترازينيكا-أكسفورد، يحققون فعالية جيدة لحماية الناس من الفيروس.
في غضون ذلك، لم تظهر أي مشاكل غير متوقعة تتعلق بالسلامة بعد حصول الملايين من الناس على هذه اللقاحات.
وأظهرت بيانات للاحتلال الإسرائيلي أن جرعتين من لقاح فايزر تحقق نسبة فعالية للوقاية من الأعراض المرضية الخاصة بالفيروس بنسبة 94 في المئة، و92 في المئة في الوقاية من العدوى بشكل عام.
وخفضت جرعة واحدة من تطعيم فايزر أو أسترازينيكا دخول المستشفى بنسبة تصل إلى 85 في المئة أو 94 في المئة على التوالي، وفقا لبيانات من أسكتلندا.
أما ردود الفعل التحسسية والآثار الجانبية الجادة تجاه لقاحي فايزر وموديرنا فهي نادرة للغاية في الولايات المتحدة.
ونظرا لحالة الطوارئ العالمية الناجمة عن الوباء، فإنه غالبا ما يتم مشاركة النتائج أولا كمسودات، حيث لم يتم نشرها بعد في مجلات علمية.
كما أن المعركة ضد فيروس كورونا لم تنته بعد، حيث يعمل الفيروس على التحور والتغير باستمرار، في وقت لا يزال فيه العلماء لا يعرفون إلى متى ستستمر اللقاحات فعالة ضد المتغيرات الجديدة، وهذا ما يعطي احتمالا بإمكانية الحصول على التطعيم بشكل روتيني.
من جهة أخرى، أفاد مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، أن لقاحات فيروس كورونا الثلاثة «فعالة وآمنة بشكل عال»، مؤكدا أن «الانتظار والمفاضلة بين اللقاحات أمر غير مجد».
وأضاف فاوتشي في لقاء مع شبكة ABC، بث، الأحد، أن «علينا التخلص من طريقة التفكير التي تقول إن على الشخص الانتظار لتلقي لقاح شركتي موديرنا وفايزر؛ لأن أرقامها تظهر فاعلية أكبر من لقاح شركة جونسون آند جونسون»، وفق قناة «الحرة» الأمريكية.
وأعلنت «إدارة الغذاء والدواء» الأمريكية (أف دي إيه)، الأحد، أنها صرحت بـ»الاستخدام الطارئ» للقاح «جونسون آند جونسون» ضد فيروس كورونا المستجد، وهو إجراء رحب به الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووصفه بأنه «خبر سار».
وقال فاوتشي؛ إن لقاح «جونسون أند جونسون» حقق نتائج ممتازة في الاختبارات، وأنه لم تسجل «وفيات أو إصابات شديدة نتيجة بفيروس كورونا في جميع الدول التي اختبر فيها اللقاح».
وأوصت لجنة الخبراء، الجمعة، بإجماع أعضائها، باستخدام الولايات المتحدة اللقاح المكون من جرعة واحدة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما، واعتبرت خلال عملية تصويت أن فوائد استخدامه تفوق المخاطر.
ويتميز اللقاح بأنه يمكن تخزينه في درجات حرارة الثلاجة، ما يسهل عملية توزيعه إلى حد كبير.
وقال فاوتشي في اللقاء التلفزيوني؛ إنه «من المهم بالنسبة لجهات الصحة في أمريكا أن تقوم بتلقيح الجميع الآن»، مضيفا: «أنا أخذت اللقاح، لكن لو لم آخذه وكان لقاح جونسون آند جونسون موجودا مقابل الانتظار أسبوعا للحصول على لقاح آخر، فسآخذ لقاح جونسون؛ لأن المهم هو التلقيح بسرعة».
وأضاف الخبير الأمريكي أن «القيود المفروضة لمنع انتشار كورونا، يمكن أن ترفع تدريجيا إذا أثبتت الدراسات أن من تلقوا التلقيح، لديهم حمل فيروس منخفض أو معدوم في قنواتهم التنفسية».
ويعني الحمل الفيروسي المنخفض إمكانية أقل لنقل العدوى إلى الآخرين. ويقول فاوتشي؛ إن من تلقوا اللقاح يجب أن يبقوا محافظين على ارتداء الكمامات، فمن الممكن أن يكونوا حاملين للفيروس، حتى وإن لم يصابوا بالمرض.
وأشار فاوتشي إلى أن الجهات الصحية في الولايات المتحدة تقوم بإعداد دراسات بشأن حجم الحمل الفيروسي لدى من تلقوا اللقاح، من أجل إعداد تدابير وتعليمات صحية جديدة.
وقال فاوتشي؛ إن هناك تحضيرات لإنشاء 400 مركز لقاح سيخصص عدد منها لتلقيح المناطق ذات الأقليات الديموغرافية، بالإضافة إلى فرق محمولة لتقليل الفجوة بين الأقليات والأمريكيين البيض في تلقي اللقاح.


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 17/03/2021