أستراليا تدق مسمارا آخرا في نعش ألعاب القوى الوطنية

خيبة جديدة لألعاب القوى الوطنية، تلك التي عشناها في نهاية الأسبوع الماضي، بعدما فشل العداؤون المغاربة في ترك صداهم ببطولة العالم للعدو الريفي، التي جرت نهاية يوم السبت الأخير بأستراليا.
هذا الحضور الباهت خلف الكثير من التفاعلات، لأنه يعكس بالواضح حالة التراجع التي باتت تلازم أم الألعاب في الكثير من المحطات العالمية.
فباستثناء البطل سفيان البقالي الذي تمكن بمجهود شخصي أن يرفض ذاته عالميا وأولمبيا، فإن واقع الحال يسائل المكتب الحالي للجامعة، ويدعوه إلى الخروج إلى الرأي العام الرياضي الوطني من أجل تفسير ما يقع داخل حلبات هذه الرياضة.
لقد كانت مشاركة ألعاب القوى الوطنية في بطولة العالم لاختراق الضاحية في سباقين اثنين فقط (الشباب والتناوب)، بعدما كان العداؤون المغاربة في السابق يصولون ويجولون في كل السباقات، وفرضوا أنفسهم بقوة في مواجهة عمالقة العدو الريفي، ولاسيما الكينيين والإثيوبيين، حيث يحتفظ التاريخ بإنجازات خالد السكاح وصلاح حيسو وزهرة واعزيز وغيرهم.
لقد فشل العداؤون المغاربة يوم السبت الماضي وخرجوا بخفي حنين، علما بأن الإدارة التقنية الوطنية، ومعها الجامعة، فشلتا قبل الذهاب إلى أستراليا، بعدما أعلنتا غياب المغرب عن سباقات الكبار والكبيرات، في وقت شاهد الجميع كيف أن دولا كانت إلى عهد قريب خارج التصنيف، أصبحت تنافس على المراتب الأولى.
ففي سباق التناوب المختلط، جاء الفريق الوطني، المشكل من حفيظ رزقي، سكينة حجي، عبد اللطيف الصديقي وإكرام واعزيز، في المركز السابع، بينما عاد اللقب – كما كان متوقعا – للمنتخب الكيني، متقدما على إثيوبيا، وأستراليا وجنوب إفريقيا، فيما جاء المنتخب الأمريكي رابعا وإنجلترا خامسة، وأغلب هذه المنتخبات كانت تأتي في التصنيف خلف المنتخب الوطني.
وفي فئة الشبان، كانت النتائج مخجلة للغاية، حيث أنهى
جواد اخنيشة السباق في الرتبة 23، وهنا قد يقول البعض إنه ما زال ينتمي لفئة الفتيان، لكن رفاقه جاءوا في «الدرك الأسفل»، إذ احتل رضوان زهير المركز 30 ومحي الدين بنشهيد (46) والحسين حيتران (52).
وتؤكد هذه النتائج بالملموس أن الخلف غير موجود، وأن المستقبل غامض وقاتم، وأن العمل الذي تم القيام به السابق قد انمحى بسبب السياسة التقنية – إن وجدت أصلا – وطريقة التدبير الحالي، ما يفرض على الجامعة ضرورة التدخل العاجل، على كافة المستويات، قصد إعادة ضبط الأمور، وتدارك الخطاء القاتلة التي تم ارتكابها، وإعادة الرموز والأبطال السابقين إلى الميدان، ومنحهم صلاحية الاشتغال، بدل الشك في كل شيء.
فهل يتحلى الساهرون على أم الألعاب بالشجاعة والجرأة ليفتحوا الباب لمن في نفسه القدرة على إعادة الحياة لألعاب القوى الوطنية؟


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 21/02/2023