أسود الأطلس تمتع وجماهيرها تبدع

مدفوعا بجمهور يعشق الكرة حتى النخاع، وتربى على طريقة تشجيع فريدة تميزه عن غيره من الجماهير العالمية، حقق الأسود المبتغى وتجاوبوا مع هذا الدعم اللا منقط،ع الذي قدمته هذه الجماهير طيلة المقابلة التي جمعت الأسود بمنتخب بلجيكا على ملعب الثمامة، برسم الجولة الثانية من المجموعة السادسة، والتي انتهت بنتيجة هدفين لصفر. ففي جو احتفالي وأجواء يسودها الانضباط، بدأ أنصار الأسود شيبا وشبابا، رجالا ونساء وأطفالا، ساعات قبل ضربة البداية في التقاطر على ملعب الثمامة الجميل، مرتدين أقمصة الأسود ومزينين بالعلم الوطني، وبعضهم حاملا للطبول والمزامير، السلاح الفتاك الذي أحدث أثرا في نفوس اللاعبين وحفزهم على بذل الغالي والنفيس، وبالتالي تقديم مباراة من المستوى الرفيع نتيجة وأداء.
وسواء في الطريق أو داخل الملعب لا شعار يعلو على شعارات «ديما مغرب» و « فيفا مغرب» و»جيبوها يا الاولاد « و «الليلة نجيبوها» وأناشيد أخرى رددها الجمهور المغربي ومعهم الأخوة من جل الأقطار العربية، الذين طاوعوا ألسنتهم ودربوها على الدارجة المغربية لمساندة الأسود ودفعهم إلى هزم الشياطين الحمر.
نصف ساعة قبل ضربة البداية، امتلأ المعلب عن آخره بجماهير الأسود، ومعها الجماهير العربية التي انخرطت في مبادرة لدعم المنتخبات العربية المشاركة في المونديال، تعبيرا عن التضامن والوحدة العربية.
لحظة دخول اللاعبين للتسخينات انفجر الجمهور رافعا شعارات محفوظة عن ظهر قلب لدى عشاق الأسود. وبدت الأجواء شبيهة بما تتم مشاهدته في ملعب «دونور» بالدار البيضاء ،أو ما يسمى بجحيم الفرق المنافسة أو بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ما جعل اللاعبين يردون التحية بأحسن منها، وبحركات تدل على أنهم سيكونون في الموعد.
قمة احتفالية جماهير الأسود، سواء القاطنة بقطر أو تلك التي حجت من كل المدن المغربية ومن باقي دول العالم، تجسدت لحظة عرف النشيد الوطني. الكل يردد وبحماسة كبيرة وبروح وطنية عالية وباحترام كبير أيضا، اتضح عندما قابلت الجماهير عزف النشيد الوطني البلجيكي بما يليق باللحظة من احترام وتقدير. أعطيت ضربة البداية وجاء دور اللاعبين لعزف أحسن سمفونية. وبالفعل بدا «الاولاد» على أتم الاستعداد وأداروا الشوط الأول بحنكة الكبار وبـ»تكتيك» الدهاة من قبل المدرب وليد الركراكي، وكادوا أن ينهوا هذا الشوط بهدف التقدم لولا «الفار» الذي احتسب تسللا بدل الهدف، وأجهض ولو مؤقتا فرحة الجماهير.
مع العودة من مستودع الملابس بدت عزيمة الأسود أكثر وضوحا، فيما المنتخب البلجيكي كان يداري الجرة عله يظفر بنقطة توصله إلى الأربعة وتقربه من الدور الثاني.
وفي «كوتشينغ» مضبوط أدخل وليد بداية كلا من أبوخلال والصابيري، هذا الأخير لم يقو على الصبر ورد الهدية بأحسن منها، مسجلا على عملاق الريال تيبو كورتوا من ضربة حرة ولا أروع، لتكتمل الفرحة بمجهود خرافي من قبل رجل المقابلة حكيم زياش، الذي راوغ ومرر على طريقة الكبار في اتجاه البديل الثاني زكريا بوخلال الذي أسكنها في الشباك ليشعل الفرحة في المدرجات وفي كل المدن المغربية، وأينما كان المغاربة عبر العالم.
إبداع الجماهير المغربية تجسد أيضا في السلوك الحضاري الذي أبانوا عنه عندما بادروا، ولثاني مرة على التوالي، إلى تنظيف مدرجات ملعب الثمامة، في مبادرة تنم عن وعي وتجسد حس المسؤولية لدى المغاربة.


بتاريخ : 29/11/2022