أشادت به كبريات صحف القارة العجوز : كل أوروبا تتغنى «بفتوحات» يوسف النصيري بأرض الأندلس

خطف يوسف النصيري، هداف إشبيلية الاسباني، الأنظار بفضل أدائه الكبير في المباريات الأخيرة، ليس على مستوى الليغا، وإنما على مستوى العديد من البلدان الأوروبية، حيث بدأت العروض تنهال عليه، وأبرزها من وست هام يونايتد الإنكليزي الذي ذكرت تقارير صحافية أنه عرض 30 مليون يورو لضم المهاجم المغربي الشاب، لكن الفريق الأندلسي رفضه، بعدما وجد مدربه لوبيتيغي ضالته التهديفية في النصيري خصوصا وأنه يتوقع منه المزيد من التألق في الفترة المقبلة.
وعلق النصيري على الاهتمام بالتعاقد مع قائلا «الآن سأبقى مع إشبيلية وأود أن أنهي هذا الموسم معه. إشبيلية ناد كبير وأنا أحب أن أكون هنا».
وضرب خريج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تعني بالمواهب الصغيرة، بقوة في مباراتيه الأخيرتين على ملعب «رامون سانشيس بيسخوان» في إشبيلية بتسجيله ثلاثيتين، الأولى ضد ريال سوسيداد في المرحلة الثامنة عشرة في التاسع من يناير الحالي، ثم قادش يوم السبت الأخير في المرحلة العشرين.
وهي الثلاثية الثالثة للنصيري (23 عاما) في مسيرته الاحترافية، بعد الأولى في مرمى ريال بيتيس في فبراير 2019 عندما كان يدافع عن ألوان ليغانيس.
وأصبح ابن مدينة فاس أول لاعب في تاريخ النادي الاندلسي يسجل «هاتريك» في مباراتين متتاليتين على ملعب الفريق بالليغا منذ غييرمو كامبانال في شتنبر وأكتوبر 1940.
وعلق النصيري الذي اقتنص صدارة لائحة الهدافين في الليغا برصيد 12 هدفا مشاركة مع مهاجم أتلتيكو مدريد الدولي الأوروغوياني لويس سواريس، على ثلاثيته عقب المباراة قائلا «أنا سعيد جدا بهذه الثلاثية وسعيد أيضا بالعمل الذي قدمه اللاعبون وسأواصل في هذا الطريق لاحتراز الأهداف، وسنحاول كسب أكثر عدد من النقاط حتى النهاية ولن نستسلم».
وأضاف «أعتقد أن الأمور لم تتغير بالنسبة لي منذ بدأت مسيرتي الاحترافية، فكل ما أحققه الآن هو نتيجة للعمل الجاد والتركيز، هما المفتاح عندما يتعلق الأمر بتسجيل الأهداف».
ولم يمر إنجاز النصيري مرور الكرام على الناخب الوطني، وحيد خليلودزيتش، ومساعده حجي.
وهنأ البوسني خليلودزيتش قلب هجوم فريقه، المقبل بعد أكثر من شهر على مواجهة جمهورية إفريقيا الوسطى وموريتانيا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية المقررة في الكاميرون مطلع العام المقبل، في رسالة «مرحبا يوسف، أهنئك على الثلاثية، لقد قدمت مباراة جيدة جدا، تستحق المزيد. حظا سعيدا في المباريات المقبلة».و
من جهته، أشاد حجي بالأداء الذي قدمه مهاجم إشبيلية، وقال «هاتريك رائع، سعيد من أجلك يوسف، أنت على الطريق الصحيح، استمر، نحن سعداء لك في الطاقم التقني للمنتخب المغربي».
كما حظي النصيري بإشادات واسعة في وسائل الإعلام بالقارة العجوز. ففي إسبانيا، عنونت «موندو ديبورتيفو» مقالها بـ»النصيري الناري»، فيما كتبت صحيفة «آس» أن «(ملعب) سانشيس بيسخوان أصبح حديقة النصيري» في إشارة إلى ملعب إشبيلية.
وأكدت صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية أن «أسد الأطلس لا يتوقف أبدا عن الإبداع في إشبيلية»، فيما اعتبر موقع «سو فوت» الفرنسي أن «يوسف النصيري قرر عدم إضاعة الوقت في عام 2021»، حتى أنها لقبته بـ «الزناد المغربي لنادي إشبيلية».
وفي بلجيكا أيضا، أوضحت صحيفة «والفوت» أن «الأندلسيين سلموا مفاتيح الشاحنة ليوسف النصيري»، فيما منحته صحيفة «أبولا» البرتغالية جائزة «بيتشيتشي» التي تمنح لأفضل هداف في الليغا.
وفي هولندا، تعاملت وسائل الإعلام مع الموضوع من زاوية أخرى. وكتبت صحيفة «ألخمين داخبلاد» أن «منافس دي يونغ يسجل ثلاثيته الثانية هذا الشهر في إشبيلية»، في إشارة إلى مواطنها لوك الذي كان النصيري بديلا له عندما انضم إلى صفوف إشبيلية.
ومنذ وطأت قدماه إسبانيا و»أسد الأطلس» المهاجم الدولي المغربي يوسف النصيري يتسلق المراتب بتأن، متسلحا بالتركيز والعمل الجاد حتى بات، بفضل أهدافه وجهده في الملاعب، عنصرا أساسيا في تشكيلة فريقه إشبيلية ومحط اهتمام العديد من الأندية في القارة العجوز.
وجاء تسلق النصيري للمراتب في الليغا في صمت، فبعد بداية مشواره موسم 2016 -2017 مع الفريق الرديف لمالقة، حجز لنفسه مركزا أساسيا في تشكيلة الفريق الأول وخاض معه 39 مباراة، سجل خلالها 5 أهداف حتى صيف 2018، عندما شارك مع منتخب بلاده في سن 21 في مونديال روسيا، وتألق بشكل لافت في المباراة الأخيرة في الدور الأول ضد إسبانيا عندما منح المغرب التقدم 2 – 1  بضربة رأسية رائعة (81) قبل أن تدرك الأخيرة التعادل في الوقت بدل الضائع عبر ياغو أسباس.
وانتقل النصيري إلى ليغانيس عقب العرس العالمي وسجل له 15 هدفا في 53 مباراة، قبل أن يتعاقد معه إشبيلية في يناير الماضي، ولعب أغلب المباريات احتياطيا للدولي الهولندي لوك دي يونغ.
لكن النصيري فرض نفسه بقوة هذا الموسم ما دفع مدربه جولن لوبيتيغي إلى الدفع به أساسيا، وكان عند حسن ظنه بتسجيله 12 هدفا حتى الآن في الليغا و16 هدفا في مختلف المسابقات بعد ثنائيتيه في مرمى كراسنودار الروسي ورين الفرنسي في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
ورفع النصيري غلته التهديفية في الليغا إلى 34 هدفا، كرابع أفضل هداف مغربي في تاريخ الدوري الاسباني، وهو يمني النفس بالسير على خطى مواطنيه السابقين الذين تركوا بصمة في الليغا، في مقدمتهم الراحل العربي بن مبارك (58 هدفا) الذي قاد أتلتيكو مدريد للتتويج بلقبين متتاليين في الدوري (1949- 1950 و1950- 1951)، والهداف التاريخي لغرناطة يوسف العربي (43 هدفا)، والنجم السابق لديبورتيفو كورونيا مساعد مدرب المنتخب المغرب حاليا مصطفى حجي (40 هدفا).


الكاتب :  الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 27/01/2021