في ليلة تاريخية على أرض ملعب “استاديو ناسيونال” في سانتياغو، تمكن المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة من تحقيق فوز ثمين على نظيره البرازيلي بهدفين مقابل هدف، ليضمن بذلك تأهله إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم للشباب 2025 المقامة في تشيلي. وقد جاء هذا الانتصار بعد فوزهم في المباراة الأولى على منتخب إسبانيا، ليؤكد أشبال الأطلس مكانتهم في صدارة المجموعة الثالثة ويواصلوا مسيرتهم المميزة في البطولة.
دخل المنتخب المغربي المباراة بحماس كبير، معتمدًا على خط وسط قوي يقوده ياسين جاسيم وعثمان معما، اللذين شكلا تهديدًا مستمرًا على مرمى البرازيل. وشهدت الربع ساعة الأولى اندفاعًا هجوميًا واضحًا من طرف أشبال الأطلس، حيث حاولوا كسر صلابة الدفاع البرازيلي من خلال التمريرات القصيرة والحركات الفردية، مع الاعتماد على سرعة التحولات من الدفاع للهجوم. وقد تميز الحارس المغربي أمين بنشاوش بحضور قوي، ورد على كل المحاولات البرازيلية التي اعتمدت غالبًا على الكرات الطويلة لإرباك حسابات الفريق الوطني.
مع بداية الشوط الثاني، ارتفع إيقاع المباراة، وظهر المغرب أكثر تهديدًا لمرمى السيلساو، إذ جاءت أولى الفرص في الدقيقة 50 بعد تمريرة من معما إلى جاسيم الذي سدد كرة مرت بمحاذاة القائم. وفي الدقيقة 59، تمكن عثمان معما من افتتاح التسجيل بطريقة جميلة، وسط دهشة لاعبي البرازيل، قبل أن يضيف ياسر زابيري الهدف الثاني في الدقيقة 75 بعد تمريرة متقنة من جاسيم، ليؤكد المغرب تفوقه في المباراة. ورغم تسجيل البرازيل هدفًا من ضربة جزاء في الدقيقة 90، إلا أن ذلك لم يُغير من نتيجة المباراة، ليحقق المغرب فوزًا مستحقًا.
وفي تصريح صحفي عقب المباراة، أكد الناخب الوطني محمد وهبي أن لاعبيه يمتلكون كل المؤهلات التقنية والبدنية الضرورية للذهاب بعيدًا في البطولة. وقال وهبي: “الفريق يتوفر على كل المؤهلات لتقديم المزيد والذهاب بعيدًا في هذه المنافسة”. وأضاف أن اللاعبين أبانوا عن تماسكهم في مباراة صعبة وصمدوا في اللحظات الحرجة، معربًا عن سعادته بالتأهل وبالأداء الجماعي: “نجحنا في خلق مجموعة متماسكة، وعائلة تؤمن بحظوظها مع مرور الوقت. أشبال الأطلس مستعدون لخوض المباريات المقبلة بقتالية وروح عالية”. وأكد وهبي أنه يهدف إلى إدخال بعض التغييرات على التشكيلة في مواجهة المكسيك المقبلة، لإتاحة الفرصة أمام لاعبين آخرين لإبراز طاقاتهم، مشددًا على رغبته في تقديم فرحة للجماهير المغربية: “أردنا أن نقدم شيئًا كبيرًا ونُدخل الفرحة على الشعب المغربي الذي يتابعنا ويدعمنا”.
من جانب آخر، أبدع اللاعب ياسين جاسيم في المباراة، حيث قدم تمريرات حاسمة وأسهم بشكل كبير في صناعة اللعب، فيما برز عثمان معما كلاعب مؤثر بعد تسجيله الهدف الأول، مما يعكس جاهزية المنتخب المغربي لمواجهة أصعب المنافسين. كما كان حضور الحارس بنشاوش ودفاع الفريق الوطني حاسمًا في الحفاظ على التقدم أمام الهجمات البرازيلية المتكررة، وهو ما يدل على الانضباط التكتيكي الذي فرضه المدرب محمد وهبي على اللاعبين.
وبهذا الفوز، يحتل المنتخب المغربي صدارة المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط، متبوعًا بالمكسيك بنقطتين، ثم البرازيل وإسبانيا بنقطة واحدة لكل منهما، ليصبح أشبال الأطلس في موقع قوي قبل مواجهة الدور الثاني. وتبقى الأنظار متجهة إلى مباراة المكسيك في فالبارايسو يوم السبت المقبل، حيث يسعى المنتخب المغربي لمواصلة عروضه القوية والمضي قدمًا في المنافسة على اللقب.
الفوز على البرازيل لا يمثل مجرد نتيجة إيجابية، بل يعكس مستوى التطور الفني والبدني للمنتخب المغربي، ويؤكد قدرة المدرب محمد وهبي على إدارة المباريات الصعبة وخلق جيل من اللاعبين المتحمسين والمهيئين لخوض البطولات الكبرى. كما يعكس الانسجام بين اللاعبين والطاقم التقني، والقدرة على التحلي بالتركيز والانضباط في اللحظات الحاسمة، وهو ما يمنح المغرب أملًا حقيقيًا في تحقيق إنجاز تاريخي في مونديال الشباب.
أشبال الأطلس يصنعون التاريخ: ثنائية المغرب تقهر البرازيل وتؤهل المنتخب إلى ثمن النهائي

الكاتب : الناسي مصطفى
بتاريخ : 03/10/2025