دفع ارتفاع عدد حالات الوفيات المسجلة على مستوى المستشفى الجهوي بأكادير، والتي يتداول الرأي العام المحلي بأن عددها يقدر بستة في صفوف نساء حوامل، في حين أوضحت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن هناك حديثا عن تسع حالات، إلى فتح تحقيق تحت إشراف الوزرة الوصية على القطاع، في الوقت الذي حجّ فيه عدد كبير من المواطنين للأسبوع الثاني على التوالي لتنظيم وقفة احتجاجية، أول أمس الأحد، أمام هذه المؤسسة الصحية، والتي تعرضت للمنع وتدخل السلطات العمومية من أجل تفريقها، بالرغم من سلميتها وطبيعة الرسالة التي حملها المحتجون التي تنادي بالحق في الصحة وفي الحياة، وفقا لتعبير مصادر الجريدة.
وأوضحت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» بأن «الأنظار» اتجهت في البداية إلى «البنج» على اعتبار أنه يمكن أن يكون السبب في تسجيل حالات للوفاة في صفوف مرتفقين ولجوا المستشفى لتلقي العلاج أو للولادة لكنهم فارقوا الحياة داخل مصالحه، وتم الانتقال على إثر هذا الشكّ للقيام بالتخدير على مستوى «العمود الفقري»، لكن ومع ذلك ظل الوضع هو نفسه، حيث تم تسجيل مجموعة من الأعراض المتمثلة في ارتفاع دقات خفقات القلب، ونفس الأمر بالنسبة للضغط الدموي، قبل أن يتمحور الشكّ هذه المرّة حول إمكانية وجود «عدوى ميكروبية» تتنقل على مستوى أجهزة التنفس، وهو الأمر الذي يبقى مجرد احتمال إلى حين البت النهائي في هذا الموضوع من قبل المصالح المختصة، بالنظر إلى أن الأبحاث التي تتم مباشرتها لم تصل لحدّ الساعة، وفقا لمصادر الجريدة، إلى تحديد السبب الحقيقي للمشكل الذي أدى إلى تسجيل الوفيات الأخيرة التي أجّجت الغضب.
وعلاقة بهذا الموضوع، أوضحت مصادر الجريدة بأن الوضع الذي يعرفه المستشفى الجهوي ليس وليد اليوم، نظرا لأنه كانت هناك العديد من الاختلالات التي تم التنبيه إليها مرات عديدة، مشددة على أن هذا المرفق الصحي يستقبل مرضى المستشفيات الإقليمية الذين تحيلهم عليه، إلى جانب مواطنين من الجهة ومن مدن أخرى، في ظل إكراهات مادية ومعنوية، تتعلق بالخصاص في الموارد البشرية وضعف البنية التحتية.
وأكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن المؤسسات الصحية برمتها من المفروض أن تقوم بدور تكاملي في ما بينها للإجابة عن الاحتياجات الصحية للمرضى، على حسب المستويات، مع تشغيل الأطباء المتخصصين في تخصصات طبية مختلفة فيها، إضافة إلى ضرورة فتح المستشفى الجامعي لأبوابه من أجل التكفل بالمرضى عوض أن يظل الوضع فيه على ما هو عليه، بالرغم من انتهاء الأشغال به وجاهزيته كل هذه المدة.