أصوات أدبية جديدة تتحدث عن رحلتها مع الكتابة

سلط المشاركون في ندوة بعنوان « أصوات أدبية جديدة» ، نظمت اليوم الأحد بالرباط في إطار المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته ال27 ، الضوء على كتابات مبدعين شباب في مختلف الأجناس الأدبية، وعلى القضايا التي تطرقوا إليها في أعمالهم والتي تتميز بمضامين ثرية وأفكار جديدة تعبر عن حالة إبداعية متميزة.
وأكد المشاركون في هذا اللقاء على أهمية تشجيع الشباب على الإبداع وتنمية طاقاتهم ، خاصة وأنهم أثبتوا أنهم يتمتعون بموهبة فذة في الكتابة، وأن أعمالهم تعكس التطورات التي يعرفها المجتمع وتتميز بالتنوع والاختلاف على مستوى التجارب، فلكل مبدع وجهة نظره ورؤيته الخاصة حول مختلف القضايا التي يشهدها العالم اليوم.
وفي هذا الصدد، تحدثت الكاتبة الشابة قطر الندى ديار عن تجربتها مع الكتابة التي تعتبرها شغفا منذ الطفولة، وتطرقت على الخصوص إلى عملها الروائي الأول « شفرة « الذي تبحث فيه عن الذات وتطرح من خلاله قضايا الشباب في عالم يشهد الكثير من التحولات ، كمسألة الهوية والهجرة والتنمية من وجهات نظر شباب من جنسيات مختلفة.
وقالت إنها ككثير من المبدعين الشباب حاولت في روايتها أن تطرح مجموعة من الأسئلة الجوهرية في محاولة للبحث عن أجوبة لمواضيع تهم الشباب على الخصوص ، مشيرة إلى أنها استلهمت أفكارها من سفر قامت به إلى كل من باريس وألمانيا التقت فيه أشخاص من جنسيات مختلفة.
أما الشاعر عبد الإله مهداد، فتحدث خلال هذا اللقاء عن ديوانه « سيرة ناقصة» الذي يلمس فيه القارئ هيمنة مشاعر الحزن. وبهذا الخصوص، اعتبر أن الإبداع هو أحيانا وليد الألم والاغتراب والتناقضات التي يعيشها الإنسان.
وقال إن رحلته مع كتابة الشعر بدأت للتعبير عن مشاعر انتابته بعد حادث عائلي محزن، لذلك سيلاحظ القارئ لديوانه وجود تيمات كالموت، كما سيجد في بعض القصائد الأخرى هيمنة الشعور بالغربة والوحدة ومشاعر الحيرة والقلق شعر بها بعد انتقاله للدراسة من مدينة وجدة إلى مدينة الرباط.
وتميزت هذه الندوة بالتطرق أيضا للتجربة الإبداعية للتلميذة لينا عامل التي لا يتعدى عمرها 14 سنة ، حيث تحدثت عن كتابها الأول وعن تجربتها مع عالم الكتاب وعن شغفها بالقراءة.
وقالت إن الكتابة بالنسبة إليها أفضل وسيلة للتعبير عن ذاتها وعن أفكارها ولاستنطاق الأشياء من حولها وتحويلها إلى شخصيات تنبض بالحياة، مستحضرة اليوم الذي أخبرها فيه أحد أساتذتها أن «الشجر مثل الإنسان كائن حي ويتنفس هو أيضا»، الشيئ الذي جعلها تتخيل لو أن للكائنات والأشياء التي من حولها صوتا لتعبر به ماذا كانت ستقول، وانطلاقا من هذه الفكرة قررت أن تمنح الورق فرصة للتعبير عن ذاته ليكون الكتاب هو بطل عملها الأول حيث يتحدث عن نفسه مع القارئ ، ثم يعبر عن رأيه حول العالم الذي نعيش فيه. وشكل اللقاء كذلك مناسبة للحديث عن تجربة الشاعرة مريم كرودي، الشغوفة بالكتابة نثرا وشعرا ، حيث نشأت علاقتها بالكتابة منذ الطفولة ومع مرور السنوات تحول الأمر إلى شغف فقررت بعد تردد كبير إصدار ديوانها الأول « تراتيل التاء» للتعبير عن مكنوناتها وأفكارها ومشاعرها، وعن ولادتها الإبداعية ، تقول مريم إنها ازدادت يوم اكتملت صورة القصيدة في قلبها. وأضافت أنه تجمع حاليا بين اشتغالها في مجال الإعلام والإبداع الأدبي ، مشيرة إلى أنها أيضا تطرح في عملها مجموعة من الأسئلة التي تعبر عن قلق وحيرة بخصوص مجموعة من القضايا الراهنة.


بتاريخ : 15/06/2022