أعادت الدفء إلى منصة السويسي بالرباط واستقطبت لوحدها أكثر من 200 ألف شخص : الديفا سميرة سعيد «للاتحاد الاشتراكي»: لن أنسى هذا الشعور وأنا محاطة بمحبة الناس في مدينتي وحومتي

ليس المهم ماقالته الديفا سميرة سعيد، في الندوة الصحفية التي عقدتها بالرباط في حفل تكريمها بمعية كبار فناني القارة السمراء بمناسبة الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، لكن الأهم هو ماقاله الجمهور، لقد كان موقفه عمليا من خلال الحضور المكثف إلى منصة OLM السويسي، ليسمع ويستمتع بلحظات جميلة، أضفت عليها الديفا سميرة سعيد بهجة الحضور القوي فوق المنصة، ومشاركة جمهورها أغانيها المتعددة والمتنوعة، التي أدتها كعادتها بإحساس وحب كبيرين.
لقد كان رد فعل الجمهور ومحبي الديفا عمليا، من خلال الحضور المكثف، الذي تجاوز 200 ألف شخص كما جاء على لسان الجهة المنظمة.
عشرات الآلاف من المغاربة ومن أفراد الجاليات العربية، رددوا مع سميرة سعيد ما قدمته لهم من أطباق فنية غنية بالكلمة الشفيفة واللحن الرصين .
جمهور غفير وذواق متعطش للفرح من كل الأجيال، شبابا وكهولا، نساء ورجالا، حتى الأطفال، جاؤوا في ليلة الوفاء، وتفاعلوا بشكل تلقائي ورددوا أغاني سميرة سعيد، بل حرصت عائلات وأسر بأكملها على الحضور في هذا الحفل البهيح، ليقضوا لحظات ممتعة مع اسم صنع هويته الفنية بالمثابرة والاجتهاد طيلة مسيرة فنية مليئة بالنجاحات .
في تصريح خاص لجريدة الاتحاد الاشتراكي بعد هذا الحفل،وصفت الديفا سميرة سعيد، النجاح الباهر الذي شهده حفلها الذي أحيته مساء السبت الماضي بالرباط، بأنه حفل استثنائي، ويعبر عن هذا الحب المتبادل دوما بينها وبين الجمهور، وهو الحب الذي لايقاس بالمال أو بأي شيء، إنها كيمياء القلوب. وعبرت الديفا في ذات التصريح، عن عجز لسانها في وصف هذا التجاوب التلقائي الممزوج بالمحبة المتبادلة. وعبرت الديفا سميرة سعيد عن إحساسها بالدفء والجمهور يتفاعل معها بهذا الحب الكبير، معلنة أنه في هذه المواقف لايمكن للإنسان إلا أن يعبر عن كونة أنه إنسان محظوظ، ويزداد هذا الشعور الجميل، حينما يكون الاحتفاء في العاصمة المغربية، حيث ترعرعرت وبالضبط في «حومتي» ،إنها عوامل كثيرة اجتمعت كلها في ليلة الحلم والوفاء هاته، وأنت تجد نفسك محاطا بنظرات الحب والتقدير، لن أنسى هذا الشعور أبدا طيلة حياتي تقولسميرةسعيد.
الديفا سميرة سعيد، اسم استفاد من احتكاكه بعباقرة الفن العربي، الذين عايشتهم الديفا، منذ طفولتها، كما هو الشأن مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي أعجب بصوتها وأراد اصطحابها إلى مصر لدراسة الموسيقى، لكن الراحل الملك الحسن الثاني فضل أن تستكمل سميرة سعيد دراستها، والموسيقار عبد الوهاب الدكالي، الذي اقتسمت معه المنصة في تونس وعمرها لا يتجاوز 11 ربيعا، قبل أن تتعامل مع كبار الفنانين .
حضور جماهيري غفير، ما ميز هذه المحطة الفنية، أعاد الحياة الثقافية والفنية لسابق عهدها كما كانت عليه قبل الجائحة، وساهم في إنعاش الصناعة الثقافية وتدوير عجلة الاقتصاد ، على مدى ثلاثة أيام متتالية، هناك أكثر من 520 ألف شخص حضروا السهرات الكبرى لمدينة الرباط ، وتميز الحفل الختامي الذي كانت نجمته الديفا سميرة سعيد، بتحطيم الرقم القياسي من حيث عدد الحضور الجماهيري، حيث تجاوز 200 ألف شخص.
سميرة سعيدة كشفت سر نجاحها المتجدد والمتواصل، بالتأكيد أن الموهبة والتميز وعدم التقليد، هو ما يجعل الفنان يحقق نجاحا في مجال عمله، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية، خاصة وأنها تنظم في مدينة الرباط التي نشأت بها وتحتضن أجمل ذكرياتها، مشيرة إلى أنها كلما زارت مدينة الرباط تكتشف أنها تزيد جمالا يوما بعد يوم.
وقدمت الديفا خلال هذا الحفل الناجح بكل المقاييس باقة منوعة من أغانيها القديمة والجديدة، لأن الأغاني القديمة كما قالت تعتبر جزءا من تاريخها الفني وتسعد عندما يتفاعل معها الجمهور من جديد، مشيرة إلى أن الجمهور المغربي لديه دائما نوستالجيا لأغانيها القديمة، كما قدمت أغاني مغربية وأغاني بطعم الراي لأن موسيقى الراي جزء من ريبيرتوارها الفني أيضا، معبرة عن اعتزازها وافتخارها بكون المغرب يستقبل فنانين من جميع أنحاء العالم في تظاهرات فنية كبرى، ليتواصلوا مع الجمهور المغربي حيث يعتبرونه بلدا للإبداع والثقافة.
سميرة سعيد فنانة استطاعت بحسها الإبداعي وثقافتها الموسيقية الواسعة وتجربتها الفنية الثرية وذكائها الفني، أن تجعل من النجاح عملتها التي لا تبور، وأن تجعل النجاحات طيعة أمامها، لذلك عملت على تغيير أنماطها واختياراتها المتجددة، فوجدت لها بذلك، في زمن النجوم الكبار، مكانا في الصف الأول.
تعاملت مع كبار الملحنين، مع الملحن محمد سلطان، الموسيقار بليغ حمدي، محمد الموجي وحلمي بكر وطلال مداح وغيرهم من عباقرة الفن، اجتهدت وثابرت، فأثمر ذلك أعمالا فنية مازالت حية ومطلوبة وحاضرة، وتتغنى بها المواهب العربية في البرامج المعنية باكتشاف المواهب مثل «جاني بعد يومين» و»احكي يا شهرزاد» و»مش حتنازل عنك أبدا»، لذلك تعتبر امتدادا شرعيا لزمن العمالقة، دون أن تغفل النزعة التجديدية الدائمة، حيث حرصت من خلال التعاون مع ملحنين شباب على تنويع ألوانها والتجديد شكلا وموضوعا، لتنتزع بالتالي لقبا صار يلازمها، وهو «الديفا» كما يرى النقاد.
حصيلة الديفا الفنية والإبداعية متنوعة، تعكس ثراء مسار فني حافل بالنجاحات، مما جعل أغانيها تتخطى حدود العالم العربي إلى العالم كله، وقدمت هذه الأغاني بأكثر من عشرين لغة ولسان، دون أن يتسلل الغرور إليها، وهذا سر نجاحها وامتداد إبداعاتها في الزمن والقلوب.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 28/09/2022