أعلى نسبة سجّلت في طنجة التساقطات المطرية تحيي الآمال وتنشر الفرح في أوساط المغاربة

 

استقبل المغاربة في مختلف ربوع المملكة التساقطات المطرية الأخيرة بكثير من الاستبشار والفرح أملا في أن تبدد بعضا من ملامح الجفاف التي أرخت بظلالها القاتمة على الفلاحة والفلاحين بشكل خاص وعلى مختلف مناحي الحياة اليومية بشكل عام.
وعبّر العديد من المواطنين في تعليقاتهم على صور تساقط الثلوج وتهاطل الأمطار التي تم تقاسمها على مواقع التواصل الاجتماعي عن سعادتهم البالغة جراء هذا المستجد المناخي الذي تعرفه بلادنا، وعن رغبتهم في عودة هذه المشاهد بنفس القوة التي كانت عليها في سنوات الثمانينات وبدايات التسعينات وما قبلها، حين كانت الأمطار تواصل تساقطها ليلا ونهارا لأيام، مما كان يساهم في ملء حقينات السدود وينعش الفرشة المائية.
وإذا كانت التساقطات الأخيرة قد ترتب عنها ظهور بعض الإشكالات المرتبطة بالبنية التحتية، والتي لم تعد بالمشهد الاستثنائي بكل أسف، كما هو الحال بالنسبة لما عرفته مدينة طنجة التي شهدت بعض الفيضانات بفعل انسداد مجاري مياه الصرف، مما أوقف حركة السير في عدد من الشوارع والمحاور الطرقية، وتسبب في ارتباك واضح المعالم في عدد من أحياء المدينة، فإن المشاهد الأخرى للأمطار وهي تتساقط على تراب المملكة في عدد من المدن شرق غرب ووسط وجنوب البلاد، أحيت الآمال وطبعت البسمة على وجوه الجميع.
وتعليقا على هذه الوضعية الجوية التي تعرفها بلادنا، أكد الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، بأن بلادنا تشهد اضطرابا جويا ملحوظا، يتمثل في تساقط الأمطار والثلوج وانخفاض ملموس في درجات الحرارة، خاصة بالمناطق الجبلية والشرقية، مبرزا بأن هذا الوضع يعود إلى تأثير منخفض جوي غرب أوروبا، مصحوب بكتل هوائية باردة، مما يوجه نحو شمال وشرق بلادنا سحبا كثيفة محملة بالأمطار وثلوج بالمرتفعات. وأوضح المتحدث في تصريحه للجريدة بأنه تم تسجيل تساقطات مطرية أمس الخميس على الأطلس الكبير والمتوسط، سهولهما الغربية المجاورة، الشاوية، جنوب منطقة الغرب، هضاب الفوسفاط وأولماس والجهة الشرقية، إضافة إلى تساقطات ثلجية ابتداء من 1200 متر، خاصة في الأطلس الكبير والمتوسط والريف والهضاب العليا الشرقية، فضلا عن رياح قوية إلى محليا قوية جدا على السواحل، المرتفعات، الجنوب الشرقي، والجهة الشرقية، مع زوابع رملية في الجنوب والجنوب الشرقي، فضلا عن درجات حرارة باردة، تراوحت القصوى ما بين 4 و12 درجة في المرتفعات، وبين 18 و31 درجة في الجنوب.
أما بخصوص الوضعية الجوية ليومه الجمعة، فقد أبرز مسؤول التواصل بأنه سيتم تسجيل أمطار وبعض الثلوج على الشرق، وبقايا تساقطات مطرية متفرقة على شمال الجهة الشرقية وشرق الواجهة المتوسطية، إضافة إلى ثلوج على الأطلس الكبير والمتوسط والهضاب العليا الشرقية، مع رياح قوية وزوابع رملية مستمرة على السواحل الوسطى، الجنوب الشرقي، والجهة الشرقية، فضلا عن استمرار انخفاض في درجات الحرارة، حيث ستتراوح الدنيا بين -6 و0 درجات في الأطلس، وبين 5 و10 درجات في السهول الأطلسية والجنوب الشرقي، وبين 10 و15 درجة قرب السواحل وفي الأقاليم الجنوبية.
وعلاقة بالتساقطات المطرية أوضح المتحدث بأن أعلى كمية من الأمطار التي جرى تسجيلها ما بين 29 يناير في الساعة 06:00 و 30 يناير في نفس التوقيت، كانت في طنجة والتي بلغت 27 ميلمترا، متبوعة بالرباط – سلا بـ 16.0 ملم، فإفران وفاس – سايس بـ 13.0 ملم، ثم المحمدية، العرائش، سيدي سليمان والدار البيضاء بـ 12.0 ملم، إلى جانب كل من تطوان، تازة وشفشاون بـ 10.0 ملم، ومكناس والحاجب بـ 9.0 ملم على جانب عدد من المناطق الأخرى التي تباينت فيها كميات الأمطار المتهاطلة، والتي تم تسجيل أدناها في كل من بنجرير ووجدة بميلمتر واحد. أما التساقطات الثلجية فقد سجل أعلاها في بويبلان بتازة والتي بلغت 20 سم على السفح و 30 سم على القمة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 31/01/2025