أغلق الباب في وجه الوسطاء ..وليدالركراكي: أفضل اللاعب المزاجي والمشاكس ولن يهمني إلا أداؤه داخل الملعب

قطع الناخب الوطني الجديد، وليد  الركراكي، مع  طريقة تعامل سلفه وحيد خاليلوزيتش، والذي  كان يبحث عن السيطرة من خلال فرض شروط انضباط عسكرية  صارمة، والتي كانت تستهدف ضرب نجوم المنتخب بداعي عدم الانضباط، ليصبح باقي اللاعبين طيعين راضخين فقط، وكان ذلك يكفي ليجد بعض اللاعبين مكانا ولو فوق كرسي الاحتياط ،في حين يجد من رفض شرب الماء  نفسه مغضوبا عليه.
وقدم وليد الركراكي إشارات قوية بأنه يتحمل كامل المسؤولية في اختياراته، ولذلك جلس، خلال ندورته الصحفية، التي احتضنها صباح الاثنين مركز محمد السادس، في المنصة لوحده، وأجلس مساعديه أمامه وكأنهم معنيون أيضا، برسائله وبأن الجدية وتبليل القميص الوطني هما معيار ضمان التواجد داخل المجموعة.
وحتى يزيل كل مناطق الضباب داخل المنتخب الوطني، والتي كانت سببا في توثر العلاقة بين الجماهير المغربية والناخب الوطني السابق، أعلن الركراكي عن عودة حكيم زياش وفتح الباب أمام عبد الرزاق حمد الله ، رغم ما يقال عن مزاجهما، وحتى لا يترك أي مجال للتاويلات، قال الركراكي: «أحب اللاعب المزاجي والمشاكس، لأنني لن أحكم عليه إلا من خلال أدائه داخل الملعب. أنا لا أفضل اللاعب الذي ينضبط للوقت ولا يقدم أي إضافة، أنا أحب أن يكون بجانبي الأسود والذئاب وليس الأغنام.»
وأكد وليد الركراكي على أنه لن يتأثر بما يروج في وسائل التواصل الاجتماعي وما ينشره بعض وكلاء اللاعبين، وبذلك يكون قد حصن محيط المنتخب من اختراق السماسرة، والذين تسبب بعضهم في التشويش على المنتخب، حيث قال»شوفو… أنا لن أتأثر بما ينشر عن بعض اللاعبين سواء داخل البطولة الوطنية أو البطولات الأوروبية والعربية عبر» الإنستغرام» أو» تويتر» بغرض التأثير علي، أو على الطاقم المساعد لي، لأننا وبكل بساطة  نتوفر على كل الوسائل اللوجستيكية والمادية للتنقل لمتابعتهم عن قرب.»
وتجلت شجاعة الركراكي في التواصل والرد على الصحافيين، حيث كان ينظر في أعينهم بملامح وجه منشرحة، وحركات يدين تؤكد بأنه غير منزعج من الأسئلة التي كانت تجد أجوبة سريعة، ومن دون تردد، أو البحث عن الكلمات، وهو ما يؤكد بأنه يتكلم بصدق وبعفوية.
ونجح الركراكي أيضا في إبعاد البوليميك عن لائحة المنتخب الوطني، لأنه عرف كيف يختار اللاعبين بشكل دقيق، وهو ما لقي استحسانا كبيرا من طرف غالبية المغاربة، محبين ومحللين وصحافيين، حيث قال بخصوص الرسمية وعودة عبد الرزاق حمد الله: «هذه اللائحة غير نهائية ويمكن أن يغادرها البعض كما يمكن أن ينضم إليها آخرون، وذلك بمعيار واحد فقط، وهو الأداء والدفاع عن القميص الوطني.» وأضاف»لقد تواصلت مع حمد الله وعودته للمنتخب يتحكم فيها مدى استعادة لياقته البدنية، خاصة وأنه كان موقوفا عن اللعب لمدة أربعة أشهر والآن تم تعليق هذه العقوبة. «
وأكد اللاعب حمد الله في تدوينة له على أنه يحس بالراحة يوما بعد يوم، وهذا عكس ما كان يحصل في الماضي عندما كان يعبر عن تذمره بنشر صور تكذب كل ما يقوله الناخب الوطني السابق، أوأحد مساعديه.
وأظهرت كل المؤشرات التي التقطت خلال الندوة الصحافية، والتي اختيرت مدتها بعناية حتى تكون قصيرة (25د) بأنها كانت ناجحة، وأن الناخب الوطني استطاع أن يبلغ رسائله بسلاسة وبطريقة واضحة جدا، وذلك عكس ندوات وحيد حاليلوزيتش، التي كانت تسبح في المسائل الشخصية، وتصفية الحسابات مع الآخرين، ولتطول مدتها وكأنك أمام حكواتي يسرد الأزلية.
وهنا نطرح تساؤلا مشروعا هل ستستمر ندوات الناخب الوطني «وليد الركراكي بهذه الإيجابية، خاصة وأنها الندوة الأولى له بهذه الصفة، أم أن حمأة المباريات ستغير من مزاجه، وقد تابعنا ذلك خلال فترة تدريبه لفريقي الفتح والوداد، إذ كان ينجر بسهولة، ويسقط في فخ بعض الأسئلة المستفزة، التي كانت تجعله يخرج عن النص ليصبح مستفزا بدوره أيضا، خاصة وأنه لا يتقن إلا التحدث بالدارجة ويخونه التعبير في بعض الأحيان.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 14/09/2022