«أغنية صباحيّة»

لويز غلوك: الحائزة على نوبل للآداب2020
ترجمة: الشاعرة السورية رشا صادق

 

كان العالم ضخماً للغاية. ثمّ
كان صغيراً. آه
صغيراً جدّاً. صغيراً لدرجة
أن يسعَه عقلٌ.
عديمَ اللون. كلّه عبارةٌ عن
حيّزٍ داخليٍّ: لا شيء
يدخل أو يخرج. لكنّ الزمن
تسارعَ إليه بأيّ حالٍ،  ذلك كان
البُعدَ التراجيديّ.
أخذتُ الزمن على محمل الجدّ في تلك السنوات
إن كنتُ أتذكّر بدقّة.
غرفةٌ مع كرسيٍّ, نافذة
نافذةٌ صغيرة، تملؤها الأشكال التي يرسمها الضوء
في فراغها العالمُ
كاملٌ دوماً، ليس
كسرةً من شيءٍ ما، مع
الذات في المركز.
وفي مركز الذات،
حزنٌ ظننتُ أنّني لن أتجاوزه.
غرفةٌ مع سريرٍ، طاولة. ومضاتٌ
من الضوء على الأسطح العارية.
كانت عندي رغبتان: رغبة
أن أكون آمنة، ورغبةٌ أن أحسّ. وكأنّ
العالم يتّخذ
قراراً ضدّ الأبيض
لأنّه يكره الاحتمالاتِ
وأراد عوضاً عنها مادّة:
صفائح
من الذهب حيث يضربُ الضوء.
في النافذة، الأوراق المحمرّة
لشجرة الزان النحاسيّة.
بعيداً عن الركود، الأشياءُ، الوقائعُ
مدغمةً أو محاكةً معاً: في مكانٍ ما
الزمنُ يتقلقل، الزمن
يبكي كي يُلمَسَ، كي
يُجَسَّ
الخشبُ المصقول
يلمع بعلاماته الفارقة
من ثمّ كنتُ مجدّداً
طفلة في حضرة الثراء
دون أن أعرف مم صنع ذلك الثراء.


الكاتب : لويز غلوك / ترجمة: رشا صادق

  

بتاريخ : 10/10/2020