أقبض الريح بيدَي

 

نادرا ما أمشي على الأرض
أجدني معلقة بخيط  سحاب
رأسي هناك في أعلى غيمة،
قدماي بلا متكأ
أسرح في ملكوت لا يعرف إلا الهذيان

نادرا ما أمشي  على الأرض
كركوزا  تائها في فلوات العتمة
والضياء
أجوب دهاليز الشفق
أفكك  شفرات غروب
يهمي  غرابة على شغاف الوجدان

قليلا ما أستند على صخرة  لا تحركها العاصفة
محلقة أجدني  في كل اتجاه
تجذبني ريح تعوي في سراديب الأعماق
تتجاذبني  اللغات
للغات فصول
للفصول لغات
الأخضر يُلهب الفؤاد
الأصفر  يدس زعاف  الحنين في كل الفجوات
يعلق مناديل الذكرى على حبل غسيل في الشرفات
والمطر  يعبق بالرفات

أحيانا
تخونني جناحاي
أهوي  في مهب  الشرود
تتقاذف أجنحتي اليابسة أوراق   خيالات  ملقاة
أفكاري  تصاب بالغثيان
تتفقد   ظل شجرة عالية… عارية
تقتفي  عطر  زهرة تفوح  نورا
في مزهرية قلب  مرصع بالوفاء

تترصد الخطو عيان  لاتسبر  الغور
لا  تعرف كنه الضياع
على صدر الصمت أتمدد
كالمصلوب  على صقيع جدار
وحدها الغربة
تعانق الشتات
تفهم  سر  نظرات  البدر الساهمة في  سماء  شتاء.
نادرا ما أمشي بينكم على الأرض
كلما مددت يدي…
تقبض على همهمات الريح .
تفقد  عيناي الشطآن.


الكاتب : خديجة بوعلي

  

بتاريخ : 20/01/2022