فنانون من 130 دولة شاركوا في مسابقة الدورة السادسة
تم إسدال الستار على الدورة السادسة للمهرجان الدولي بإفريقيا، يوم الأحد 17 دجنبر بمدينة أكادير، وهو المهرجان الذي تسهر على تنظيمه سنويا الجمعية المغربية للكاريكاتير بشراكة مع الأسبوعية الساخرة باللغة الفرنسية Le Canard Libéré، حيث اختارت له هذه الدورة شعار “الذكاء الاصطناعي صديق أم عدو للإنسان”
وقد حرصت إدارة المهرجان برئاسة الفنان والإعلامي الناجي بناجي، على أن تتميز الدورة السادسة ببرنامج غني بالأنشطة الثقافية والفنية، تحتوي على العديد من الفقرات الشيقة والمفيدة، كالندوات والأوراش والمعارض، وكذلك التكريمات لبعض الأسماء المعروفة في الوسط الإعلامي والشعبي.
وخلال هذه الدورة تم تكريم اسما من العيار الثقيل في فن الكاريكاتير، والذي تعرف عليه الأجيال السابقة، خاصة في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات من خلال أعمال وإبداعات اكتست طابعا حقوقيا وسياسيا.
ويتعلق الأمر هنا بالفنان حميد البوهالي، أحد أعمدة فن الكاريكاتير بالمغرب، وأحد الوجوه التي كرست عملها الفني للدفاع عن حقوق الطبقة الشغيلة والفقيرة في تجربة إعلامية رائدة وناجحة، لامست الظروف الصعبة للمواطن وعكست بأسلوب فني بديع، معاناته الاقتصادية والحقوقية وكذلك الاجتماعية، بل تفوق في رسم واقع بئيس للإدارة المغربية خلال سنوات الرصاص، حيث جسدها في شخصية “شاوش بوشناق” .
هذا الفن الملتزم مكن حميد البوهالي من كسب شعبية واسعة من قبل جميع الفئات والطبقات الاجتماعية المغربية، والتي كانت آنذاك، تتابعه على صفحات “أخبار السوق” “أسبوع الضحك” و”التقشاب”.
في يوم الافتتاح، تم كذلك توزيع العديد من الجوائز على الفائزين بالمسابقة التي نظمها المهرجان، وشاركت فيها أكثر من 130 دولة تمثل القارات الخمس، ومن بين الحاضرين الذين تسلموا الجوائز من أيدي المنظمين، نذكر السينغالي عمرو دياكيتي الذي نوه بالتنظيم المحكم وحسن الاستقبال من قبل المهرجان، مبديا عن دهشته أمام البنية التحتية للمغرب خاصة وأنها أول زيارة له بالمملكة، والبرتغالي بيدرو ريبيرو فريرا الذي كشف عن عشقه للمغرب، وعن إلغاء زوجته تذكرة سفر إلى إيطاليا كي ترافقه إلى أكادير، أما الفنان والإعلامي بجريدة أكتوبر المصرية مرسي فوزي، فقد عبر عن سعادته للمشاركة بالمهرجان الدولي لفن الكاريكاتير بإفريقيا، والذي مكنه من اكتشاف جمال المغرب عموما ومدينة أكادير بشكل خاص، واعتزازه بالمشاركة في هذا الصرح الفني والثقافي إلى جانب فنانين مغاربة وأجانب.
وفي سياق متصل، تسلم العديد من الضيوف والمشاركين في مسابقة المهرجان الدولي لفن الكاريكاتير بإفريقيا جوائز شرفية، كما تلقى المنسق العام بإدارة المهرجان وأستاذ في التعليم العالي هشام خليفي، هدية من الفنانة الشابة فاطمة الزهراء، تجسد فيه بورتريه لوالدته مرسومة بألوان البن، وهي تقنية تعتمدها هذه الفنانة القادمة من عاصمة شرق المملكة وجدة.
وفي اليوم الثاني من عمر المهرجان، قام المشاركون والضيوف بزيارة المركز الثقافي محمد أبزيكا بآيت ملول، ونظموا فيها ورشات للطفل، حيث قام بتأطيرهم فنانون مغاربة وأجانب حضرها عائلات الفائزين، كما تم توزيع الجوائز على المتفوقين في المسابقة التي نظمها المهرجان في فئة الأطفال، ثلاث منها منحت للفائزين وجائزتين شرفيتين سلمت لمشاركين آخرين، بالإضافة إلى أدوات وكتب وزعت على المتبارين كهدايا في جو احتفالي اعتلت فيه صوت الموسيقى والغناء.
وموازاة مع ذلك، عرف يوم السبت 16 دجنبر، لقاء مع طلبة جامعة بن زهر وذلك في إطار تنظيم المهرجان الجامعي التربوي للثقافة والفنون في دورته الثالثة، تحت شعار “تدريس الفن وعبر الفن بعصر التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي”، حضره رئيس المهرجان الطلابي الأستاذ هشام خليفي، الذي ألقى عرضا إلى جانب بعض أساتذة التعليم العالي.
وفي يوم الاختتام، أقام منظمو المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا والمهرجان الجامعي التربوي للثقافة والفنون، معرضا فنيا داخل “فيلا للفنون” الواقع بالدشيرة ضواحي اكادير، ضم أعمالا كاريكاتورية لفنانين محليين دوليين، لتكون أخر فقرة تسدل الستار بنجاح على دورة هذه السنة.