أكثر من نصف المغاربة غير راضين عن التعليم خلال الجائحة

شاركت شبكة “الباروميتر العربي”، المتخصصة في البحوث الإقليمية الميدانية في استطلاع أصدرته بمناسبة اليوم الدولي للتعليم، نتائج رئيسية حول رأي مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التعليم ببلدانهم ، التقرير المعنون “ماذا يفكر العرب في التعليم خلال وباء COVID-19عكس رأي العرب بشأن حالة نظمهم التعليمية في خضم الوباء، وركز التقرير على سبعة بلدان هي المغرب والجزائر وتونس وليبيا ولبنان والأردن والعراق.
وكشفت بيانات التقرير التي تستند إلى الدورة السادسة من الاستطلاعات التي أجرتها الشبكة في سبع دول عربية خلال جائحة كورونا بين يوليوز2020 وأبريل 2021 أن 76 بالمائة من المواطنين المغاربة صرحوا بكون “كوفيد-19” أثر بشكل كبير أو متوسط على تعليم الأطفال، بينما بلغت هذه النسبة 92 بالمائة في الأردن، وانخفضت إلى 74 بالمائة في تونس.
ووفقا لذات التقرير فقد صرح 45 في المئة من المغاربة أن نظام التعليم خلال الجائحة جيد أو جيد جدا مما يكشف أن أزيد من نصف المغاربة غير راضين عن نظام التعليم خلال فترة الجائحة.
وبالنسبة لما ميز فترة الجائحة من تعطيل للتعليم أقر 24 بالمائة من المواطنين المغاربة، في ذات التقرير، أن هذا التعطيل كان أكبر تحد تسببت فيه الجائحة الوبائية، وبلغت هذه النسبة 36 بالمائة في ليبيا، و30 بالمائة في الأردن، و25 بالمائة في العراق، و25 بالمائة في الجزائر، ووفق ذات التقرير الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للتعليم تحت شعار”تغيير المسار، إحداث تحول في التعليم” فقد قال 70 في المئة من المغاربة المستجوبين إن الوباء كان له تأثير على التعليم الابتدائي.
غير أن كوفيد19 ليس السبب الوحيد لعدم رضا المستجوبين عن نظام التعليم، فقد كشف التقرير أن 20 في المائة من المغاربة الراغبين في الهجرة تحفزهم فكرة البحث عن فرص تعليمية أفضل لأنفسهم أو لأفراد أسرهم مما يجعل المغرب على قمة دول المنطقة التي تعطي الأولوية للدراسة أثناء الهجرة، وعلى سبيل المثال يصل عدد المغاربة الذين يتابعون دراستهم بفرنسا 45000 طالب في مختلف المؤسسات الفرنسية للتعليم العالي.
ورغم احتلاله المرتبة الثانية في قائمة أولويات النفقات الحكومية خلال الجائحة إلا أن التعليم مازال يعاني من مشكل كثيرة من أهمها الهدر المدرسي وضعف مستوى التلاميذ، وفي هذا الإطار دعا المغاربة المستجوبون إلى تخصيص 37 في المئة من ميزانية الدولة للتعليم مما يجعلها الأولوية الثانية في الإنفاق الحكومي بعد الصحة( 50في المئة)، كما صرّحت نسبة قليلة منهم في ذات التقرير(20 بالمائة) بأن إصلاح النظام التعليمي يعد البوابة الرئيسية للإصلاح الشامل لتحسين الظروف الاقتصادية للمواطنين.
وبخصوص التعليم الجامعي صرح 26 بالمائة من المغاربة أن التعليم الجامعي أهم للرجال بالمقارنة مع النساء، وصرح ربع المواطنين أو أقل في جميع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأن التعليم الجامعي للذكور أهم من التعليم الجامعي للإناث.
وخلص التقرير إلى أن في جميع البلدان لتي شملها الاستطلاع، انخفض الرضا عن التعليم خلال جائحة كوفيد-19، حيث كان أقل من نصف المواطنين راضين عن هذا التعليم ببلدانهم.
يذكر أن “باروميتر العربي” هي شبكة بحثية مستقلة، تقوم بتنفيذ استطلاعات رأي عام عالية الجودة وموثوقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ 2006. وتقول الشبكة على موقعها بالأنترنيت إنها تقدم نظرة ثاقبة عن الاتجاهات والقيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمواطنين العاديين في العالم العربي مشيرة إلى أنها أقدم وأكبر مستودع للبيانات المتاحة في متناول العامة حول آراء الرجال والنساء في المنطقة، وتمنح نتائج استطلاعاتها فسحة للمواطنين العرب للتعبير عن احتياجاتهم واهتماماتهم.


الكاتب : مشتري خديجة

  

بتاريخ : 27/01/2022