أكثر من 10 ملايين مغربي ومغربية يعانون من مرض الضغط الدموي الصامت وتبعاته الصحية

 

التحديات الاجتماعية والاقتصادية وضغوط الحياة تزيد من حدّة انتشاره

 

أكد تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2021 أن عدد حالات الإصابة بمرض الضغط الدموي التي تم تشخيصها ما بين 2011 و 2018 قد ارتفع بشكل ملحوظ، مبرزا أن المرضى المتكفّل بهم على المستوى الوطني قد تضاعف بخمس مرات، إلا أنه أشار بالمقابل إلى أن عدد المعنيين الذين تتم متابعة وضعيتهم الصحية بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية يبقى أقل بكثير من التقديرات الخاصة بعدد الحالات المصابة بهذا المرض، بالنظر إلى أن العديد من المرضى لا يتلقّون أي علاج.
وكشف التقرير أن حوالي مليوني مغربي تم تصنيفهم في لائحة المرضى ما بين 2010 و 2020، مشددا على أن هناك نقصا في الموارد البشرية الطبية والأدوية والمعدات الخاصة بعلاج ضغط الدم، إذ وقف المجلس على عدم توفر مؤسسات صحية على الأطر الطبية الأساسية في مسلك العلاجات الخاصة بارتفاع ضغط الدم، فضلا عن أن مقتنيات الوزارة الوصية من مستلزمات طبية لا تشمل كافة الأجهزة والأدوية اللازمة للفحص والتشخيص المتعلق بالمرض. ودعا التقرير وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى العمل على إرساء إطار مؤسساتي للبرنامج الوطني للوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم وضمان حسن سير وعمل الهيئات المرتبطة بحكامته.
مرض ضغط الدم، الذي تم تخليد يومه العالمي في 17 من الشهر الجاري، والذي قررت وزارة الصحة تخصيص لقاء تواصلي للتحسيس به على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يومه الأربعاء 24 ماي، يعتبر مرضا خطيرا، ويواصل تفشّيه بكيفية صامتة، إذ سبق وأن بيّن مسح وطني أنجزته الوزارة بشراكة مع منظمة الصحة العالمية في 2018 أن عدد المصابين به في المغرب يقدّر بحوالي 7 ملايين ونصف المليون، وهو رقم من الممكن جدّا أن يكون قد ارتفع أكثر، ما بعد جائحة كوفيد وفي ظل الصعوبات المختلفة التي يجدها الأشخاص خلال حياتهم اليومية أمام مجموعة من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والصحية.
وتعليقا على الموضوع، حذّر الدكتور مصدق مرابط في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي» من التبعات الصحية التي قد يتعرض لها المريض الذي يعاني من مشاكل على مستوى الضغط الدموي، واصفا إياه بالمرض الصامت، الذي يواصل تفشيه وانتشاره بشكل سريع وخطير. وأكد مصدق وهو طبيب عام ومهتم بالقضايا الصحية، أن ارتفاع الضغط الدموي يعتبر أهم عوامل الاختطار لأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن أهم الأسباب التي تدفع المرضى للبحث عن العلاج في المؤسسات الصحية. وأشار المتحدث إلى أن دراسة استقصائية وطنية أجريت خلال سنة 2000 ، بيّنت على أن 33.6 % من المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 20 سنة فأكثر ، يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وأبرزت كذلك أن نسبة 54 % من المصابين تزيد أعمارهم عن 40 سنة.
وأوضح الدكتور مصدق أن جمعيات عاملة في هذا المجال تشير إلى أن عدد المرضى في المغرب يتجاوز العشرة ملايين شخص، مشددا على أن هناك عوامل تؤدي إلى استمرار تفشي المرض من بينها زيادة وطأة التدخين، وسوء التغذية، وقلة النشاط البدني والتوتر والقلق في حياتنا العصرية، وهو ما يتطلّب الحرص على قياس ضغط الدم لدى الأشخاص بعد تجاوز سن الأربعين من العمر بشكل منتظم، أو في حالات زيادة الوزن، أو وجود عامل وراثي للمرض بين أفراد العائلة الواحدة، أو عند الأشخاص الذين تتوفر فيهم عوامل الإختطار الأخرى، وذلك تفاديا للمضاعفات الصحية الوخيمة التي قد تصل إلى حد السكتة القلبية والدماغية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/05/2023