يبلغ عدد الأطفال الذين يعانون من إعاقات مختلفة حركية وذهنية وغيرها، المدمجين خلال الموسم الدراسي الحالي في أقسام عادية بمختلف المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية الفداء مرس السلطان لوزارة التربية الوطنية، حوالي 110 تلاميذ، في حين يصل عدد الأطفال غير المدمجين داخل الأقسام العادية لكنهم يستفيدون من خدمات جمعيات المجتمع المدني المختصة التي تشتغل داخل المؤسسات التعليمية التابعة لنفس المديرية، وفقا لتصريح المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، عبد العالي اسعيدي لـ «الاتحاد الاشتراكي»، إلى أكثر من 200 طفل يفدون عليها حتى من خارج تراب منطقة درب السلطان، والذين يتم التكفل بهم وتأهيلهم من طرف الجمعيات الشريكة من أجل ضمان الدمج والنجاح معا وليس واحدا دونا عن الآخر.
وأكد اسعيدي في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، أن المديرية قررت جريا على عادتها تخليد اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة الذي يصادف الثالث من دجنبر من كل سنة، من أجل تمكين هذه الفئة لتكون مساهمة ونشيطة في المجتمع، وذلك من خلال برنامج تم إعداده بتنسيق مع الجمعيات الشريكة تحت شعار «لن نترك أي طفل خلفنا» على امتداد أسبوع للتربية الدامجة. وأوضح المتحدث أنه تم تسطير مجموعة من التكوينات الموجّهة للأساتذة من خلال ورشات يؤطرها خبراء في الطب النفسي إلى جانب مقومين للنطق وفي الجانب الحسي حركي، عرفت تجاوبا كبيرا وتم الوقوف خلالها على عدد من الوضعيات التي يعيشها هؤلاء الأطر في ممارساتهم اليومية كما تلقوا أجوبة عن العديد من الأسئلة في هذا الصدد.
وأوضح المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالفداء مرس السلطان أن المديرية انخرطت في خلق شراكات من الجيل الجديد منذ سنة 2017 مع جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في المجال، القادرة على تعبئة موارد بشرية كفؤة ومالية لدمج الأطفال داخل الوسط المدرسي وتوفير قاعات للموارد للتأهيل والدعم داخل فضاءات المؤسسة، التي من خلالها يتم ضمان تتبع طبي وشبه طبي ونفسي لهؤلاء الأطفال، إلى جانب برمجة اتفاقيات وشراكات أخرى مقررة كما هو الحال بالنسبة لواحدة مع شبكة الخبراء للتربية الدامجة للمواكبة في إنجاز تقارير طبية وشبه طبية للأطفال المراد إدماجهم وغيرها من الخطوات الأخرى ذات الأهمية والتي من شأنها أن تشكل قيمة مضافة، إلى جانب اتفاقية شراكة مع جامعة محمد السادس لعلوم الصحة وجمعية شريكة تشتغل في مدرسة سعد بن أب وقاص، بموجبها تتكفل الجامعة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمؤسسة في حين يستفيد طلبة الجامعة من استكمال تكوينهم الميداني.
واختتم اسعيدي تصريحه بالتأكيد على أن ما تم تحقيقه من نتائج تعتبر مرضية وإيجابية ما كان ليتحقق لولا تظافر الجهود وتكتلها، سواء من طرف الجمعيات الشريكة الجادة والهادفة أو الأساتذة والأطر التعليمية ومدراء المؤسسات المعنية، إذ ينكب الجميع على بذل مجهودات جبارة موجّهة لهذه الفئة من الأطفال للاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة للتكفل بها وتأطيرها وتأهيلها.