أكدت أن عدد المسجلين في سجل المتبرعين لا يجيب عن الاحتياجات … البروفيسور أمال بورقية تدعو إلى انخراط أكبر للمحاكم وإلى حوار وطني لتشجيع التبرع بالأعضاء

 

دعت البروفيسور أمال بورقية رئيسة جمعية كلي، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»،  إلى توفير الوسائل المساعدة على الرفع من أعداد المتبرعين بالمحاكم الابتدائية، وتبسيط المساطر والإجراءات من خلال حسن التوجيه والإرشاد، وتكليف موظفين لتحقيق هذه الغاية، مشيرة إلى أن عددا من المواطنين والمواطنات الذين تكون لهم رغبة في التبرع يعدلون عن ذلك حين يجدون أنفسهم بدون مخاطب.
وشددت الاختصاصية في أمراض الكلي في تصريحها للجريدة، بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، الذي يصادف السابع عشر من شهر أكتوبر من كل سنة، على أن عدد المتبرعين في السجّلات الذي أكدوا رغبتهم في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة لا يشرف المغرب ويبقى ضئيلا، مؤكدة أن هذا الرقم الذي لا يتجاوز 1200 متبرع ومتبرعة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يجيب عن الاحتياجات في هذا الباب. وأوضحت رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلي، أن مجموعة من المواطنين من مختلف الأعمار، إناثا وذكورا، مرضى وضحايا حوادث مختلفة، يفارقون الحياة يوميا لأنهم يكونون في حاجة إلى عضو من الأعضاء في حين كان من الممكن إنقاذهم لو توفر لهم ذلك، كما هو الحال بالنسبة لمن يصلون لمرحلة متقدمة من الفشل العضوي للكبد أوالقلب أو الرئة أو الكلي، مبرزة أن الزراعة تعدّ لحد الآن أفضل طريقة علاجية لإنقاذ حياة المرضى.
وأوضحت بورقية التي أغنت الخزانة الطبية بالعديد من المؤلفات، أن أول عملية لزرع الكلي أُجريت في 1986 ومنذ ذلك الحين تم القيام بحوالي 600 زراعة، أغلبها من متبرعين أحياء، في حين أن حوالي 60 عملية تمت بفضل متبرعين حديثي الوفاة، في الوقت الذي يتابع فيه حوالي 32 ألف مريض حصص التصفية بالمراكز المختصة على الصعيد الوطني. وأكدت الخبيرة الصحية أن عملية التبرع مؤطرة قانونيا بشكل صارم ولا مجال للتلاعب في مسطرتها خلافا لبعض الشائعات التي يتم ترويجها بين الفينة والأخرى، مبرزة أن الإنسان الحي يمكنه التبرع للمستفيدين الذين يحدد لائحتهم القانون، بكلية أو قطعة من الكبد أو بالنخاع، في حين يمكن التبرع بالأعضاء والخلايا والأنسجة حين يتعلق الأمر بإنسان حديث الوفاة.
ودعت بورقية إلى إيلاء موضوع التبرع بالأعضاء وزراعتها أهمية أكبر وعدم الاقتصار على إثارته مرة في السنة، موجهة نداء لتنظيم حوار وطني بين كافة مكونات المجتمع المغربي يشارك فيه صناع القرار، لتجاوز التأخر الكبير الذي يعرفه، مشددة على أن الجمعية تواصل عملها التحسيسي والتواصلي في هذا الباب خاصة في أوساط الشباب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، لتقديم معلومات صحيحة لهم وترسيخ ثقافة التبرع عندهم، متمنية أن يحملوا مشعلها في المستقبل.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/10/2021