أكدت على أهميتها أشغال مائدة مستديرة من أجل إنشاء مراكز بحثية في الجامعة ومتحف خاص بالتراث المادي واللامادي لمنطقة أولاد سعيد

أجمع عدد من المتدخلين خلال أشغال مائدة مستديرة، نظمت يوم الأحد 6 نونبر، على غياب دراسة وافية للتاريخ المحلي لمنطقة أولاد سعيد، ونفس الأمر بالنسبة لبعض المصادر العلمية المكتوبة مما يحتم، في نظر مهتمين بتراث المنطقة من أساتذة وباحثين ومعهم فعاليات المجتمع المدني، «الاهتمام بتراثها المادي واللامادي وتوثيقه وإبرازه عبر مختلف القنوات الممكنة، لما يحمله من قيمة».
وشددت مداخلات تفاعلت مع النقاش الذي طرحته المائدة المستديرة «التراث المادي واللامادي لمنطقة أولاد سعيد» المنظمة من طرف جمعية أولاد سعيد الشاوية ورديغة للتنمية، على «ضرورة إنشاء مراكز بحثية على مستوى الجامعة (جامعة الحسن الأول بسطات نموذجا) للنظر في الموضوع وتناوله بشكل علمي». كما تمت الدعوة إلى «تنظيم مهرجان للقبائل لتقديم تراثها المحلي وتوظيفه في تنمية المنطقة وتطويرها وخلق فرص للشغل عبر برامج الدولة كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، انطلاقا مما باتت تلعبه بعض التظاهرات الفنية والثقافية من قبيل المهرجانات في التعريف بالتراث المحلي للمنطقة».
وعرفت المائدة المستديرة التي تم تنظيمها بمقر الجماعة، وبتنسيق معها، مشاركة الأساتذة نورالدين فردي، المصطفى السعدوني ومحمد الراجي وتابعها جمهور من الأساتذة والباحثين والمهتمين بالمجال. ووقف نورالدين فردي في مداخلته التي همّت التحولات العامة لمنطقة أولاد سعيد في التاريخ الحديث والمعاصر، «عند جزء كبير من تاريخ المنطقة ورموزها»، مقدما جملة من المعلومات والمعطيات التاريخية، خاصة تلك التي تهم قبيلة أولاد سعيد. أما مداخلة المصطفى السعدوني المعنونة ب « التراث اللامادي للمنطقة بين التكريس والتهميش»، فقد كشفت عن مجموعة من المكونات الثقافية بالمنطقة التي باتت تتطلب حمايتها وتجميعها عبر التوثيق والتدوين، مما سيمكن المنطقة، وفقا للمتحدث، من «احتواء إرث كبير يتعرض للتهميش». وفي السياق ذاته، سعى محمد الراجي الذي ركز على التراث المادي واللامادي للمنطقة وعلاقته بالتنمية، إلى محاولة الربط بين ضرورة التوجه نحو الفكر المقاولاتي في النهوض بهذا التراث وتثمينه.
ودعا المشاركون في هذا اللقاء، الذي أدارت فقراته مسيرة وثيق العضو بمجلس الجمعية المنظمة، إلى «انفتاح الإعلام والمجال الفني بمختلف أشكاله على التراث المادي واللامادي للمنطقة للترويج له محليا أولا، قبل دفعه نحو العالمية ثانيا، والعمل على إنشاء مكتبة محلية خاصة بهذا الموروث الثقافي أو متحف يضم مكونات المنطقة الثقافية كنوع من رد الاعتبار لها ولرموزها المتعددة، إضافة إلى مجموعة من التوصيات الأخرى».


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 09/11/2022