تتواصل اللقاءات التشاورية، المنظمة على صعيد أقاليم جهة درعة – تافيلالت، والتي تطرح من خلال عروضها، مختلف «السبل والخطوات» التي بنبغي اتخاذها «من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية»، وفي هذا الصدد – بعد تنغير، زاكورة، ميدلت – شهدت كل من ورزازات و الرشيدية، على التوالي، يومي 17 و18 يناير 2022، لقاءين سلط المشاركون فيهما الضوء على «نقط محورية» عديدة من شأن «حسن ترجمتها ميدانيا» الاسهام في بلوغ الأهداف الإنمائية المتوخاة.
فقد أكد المشاركون في لقاء الرشيدية، المنظم بتنسيق مع ولاية الجهة، والمتمحور حول «برنامج التنمية الجهوية والتصميم الجهوي لإعداد التراب»، على «أنه ينبغي العمل على تحقيق التنمية الشاملة في العديد من القطاعات الاستراتيجية»، حيث أشار والي الجهة وعامل إقليم الرشيدية، يحضيه بوشعاب، إلى أهمية «اعتماد مجلس الجهة للمقاربة التشاركية والاستباقية في مواجهة المشاكل وتحديد الأولويات الجهوية»، متوقفا عند «جهود فك العزلة وخلق جامعة بجهة درعة تافيلالت، وتعزيز مجال النقل الجوي والاهتمام بالاستثمار، وكذا نهج الالتقائية لدراسة المشاريع المزمع تنفيذها بالتنسيق مع مختلف القطاعات المعنية»، مؤكدا «على وجود لجن إقليمية بالجهة مهتمة بموضوع الماء وانعقاد لقاءات من أجل تدارس جميع المشاكل المرتبطة بهذه المادة الحيوية»، مذكرا بجهود «توفير النقل المدرسي الذي عرف ارتفاعا كبيرا في أسطول الحافلات بجميع الأقاليم«، لافتا إلى «الاهتمام الذي تحظى به قطاعات «أخرى، «مثل السينما والمعادن والصناعة التقليدية والمجال الفلاحي، والتراث اللامادي والإنساني.»
عرض رئاسة الجهة، أشار إلى «جهود النهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للجهة، لاسيما على مستوى قطاعات الصحة والتعليم والنقل والتجهيز» و «محاربة الهدر المدرسي عبر اقتناء حافلات النقل المدرسي لفائدة تلاميذ العالم القروي، وتعزيز النقل الجوي في مطارات الجهة»، والمساعدات المزمع تقديمها لإدماج السجناء ودعم الجمعيات والأندية الرياضية، وكذا التنسيق مع القطاعات والمؤسسات المعنية بالتنمية الجهوية»، إلى جانب خطوات «فك العزلة عن العالم القروي، خاصة على مستوى الطرق بتنسيق مع قطاع التجهيز، والعمل على تعميم التزود بالماء الصالح للشرب، وتحسين جودة الخدمات الصحية، وتشجيع قطاعي السياحة والفلاحة».
وشهد اللقاء، الذي عرف حضور ممثلي إقليم الرشيدية بمجلس الجهة ورؤساء الجماعات الترابية بالإقليم وعدة فعاليات محلية، تقديم عرض «حول خلاصات التشخيص والرؤية الاستراتيجية وملامح برنامج التنمية الجهوية لدرعة تافيلالت»، قبل فتح نقاش مع الحاضرين الذين أدلوا بآرائهم حول برنامج التنمية الجهوية والتصميم الجهوي لإعداد التراب. علما بأنه من المنتظر أن تحتضن الرشيدية لقاء آخر، مع مكونات الهيئات الاستشارية، «من أجل مناقشة برنامج التنمية الجهوية والتصميم الجهوي لإعداد التراب».
وبخصوص لقاء الاثنين المنصرم بورزازات، فقد تم التشديد من خلال عروضه على «أهمية المقاربة التشاركية في وضع برنامج التنمية الجهوية والتصميم الجهوي لإعداد التراب بالجهة»، لافتة إلى ، «أن اعتماد هذه المقاربة يمكن من تعميق النقاش مع الفاعلين والمنتخبين حول التنمية بالجهة» ، كما يستشف من تدخل عامل إقليم ورزازات، عبد الرزاق المنصوري، الذي شدد على أهمية هذا المسار لأنه «يمكن من الوصول إلى عدد من التوافقات التي تهم مخطط تنمية الجهة»، مشيرا إلى «أن برنامج التنمية الجهوية يعتبر إطارا مرجعيا لإعداد برامج التجهيز المقررة أو المزمع إنجازها بتراب إقليم ورزازات والجهة، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ جاذبية المجال الترابي وتقوية تنافسيته الاقتصادية» ، ومن ثم فإن «اللقاء ينم عن فكر تشاركي وانفتاح مهم» قصد تلقي رأي الفاعلين المعنيين في الإقليم، لتجميع كافة المقترحات التي من شأنها إغناء النقاش وإنضاج التصورات التنموية في الجهة والإقليم».