أكدوا بأنه تم منعه في عدد من الدول في الوقت الذي اقتنته وزارة الصحة ليكون بديلا عن «الهيموغلوبين» المقطوع
تتواصل محنة المرضى وأسرهم مع انقطاع الأدوية المختلفة التي تهمّ علاج عدد كبير من الأمراض، بشكل أصبح مصدر قلق عارم، نظرا لاتساع رقعة الخصاص التي تطال في كل يوم دواء جديدا، كما هو الحال بالنسبة لدواء «الهيموغلوبين» الذي يعتبر دواء أساسيا وحيويا بالنسبة للمصابين بصنف معين من مرض ضعف المناعة الأولي، هذا الأخير الذي يعتبر مرضا وراثيا يصيب الرضع حديثي الولادة، الذي يخلق معهم ولا يكتسب، حيث يكون الأطفال المصابين به مناعتهم جد ضعيفة ولا يقوون على مقاومة الجراثيم.
وخلافا للمصابين بمرض ضعف المناعة الأولي الذين يكونون في حاجة إلى عملية زرع النخاع العظمي، فإن الفئة الثانية تحتاج باستمرار إلى المضادات التي يتم تعويضهم إياها من خلال حقن مستخلصة من الدم، التي يختلف عددها حسب حالة المريض، فهناك من تتطلب وضعيته الصحية حقنتين أو ثلاث أو أربع، وهناك من قد يكون في حاجة إلى ثماني حقن في الشهر الواحد، مع ما يعني ذلك من كلفة مادية ومعنوية جد ثقيلة، خاصة أن الأمر يتعلق بدواء يستمر طيلة الحياة. هذه الحقن التي اختفت، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، منذ حوالي ثلاثة أشهر مما تسبب في أزمة كبيرة للمرضى وأسرهم، الذين باتوا يخشون على حياة مرضاهم، مما جعلهم يطرقون أبواب الوزارة الوصية على القطاع وعددا من المتدخلين، فكان الردّ بتوفير دواء بديل، ما أن تم الشروع في تمكين الرضع والأطفال والمصابين من مختلف الأعمار منه حتى تعالت أصوات الألم والخوف، بسبب ظهور مجموعة من الأعراض المقلقة، التي قيل بأنها تتوزع ما بين القشعريرة، والوهن، وآلام على مستوى القلب والصدر، وصداع شديد في الرأس، وصعوبات في تحريك الأرجل، وغيرها من المضاعفات.
مضاعفات، أكدت التصريحات التي استقتها «الاتحاد الاشتراكي» من عدد من المتضررين أو من أقاربهم، أن لها صلة مباشرة بالدواء البديل، الذي قيل بأنه، وفقا لما تشير إليه عدد من المقالات، التي اطلعت عليها الجريدة، بأنه تم سحبه من مجموعة من الأسواق الداوئية بسبب التبعات التي يتسبب فيها، وهو ما دفع المعنيين إلى الإحجام عن تلقّيه ومطالبة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتقديم التوضيحات الضرورية كاملة، لأن الأمر يتعلق بصحة وسلامة مرضاهم، من الصغار والكبار على حد سواء، مشددين بالمقابل على ضرورة توفير الدواء الأصلي الذي يعتبرونه «بلسما» لآلام مصابيهم، خاصة الرضع منهم والأطفال، الذين استطاعوا بفضله تجاوز مجموعة من المحن وبات عدد منهم قادرا على الاندماج شيئا فشيئا في الحياة، مشاركا أقرانه اللعب وغيرها من التفاصيل الحيايتية الأخرى.
وعبّر عدد من الآباء للجريدة، عن تخوفهم من استمرار الوضع الحالي، لأنه يشكّل تهديدا لحياة أطفالهم، خاصة بعد تداول خبر ولوج رضيعة لمصلحة الإنعاش بعد تلقيها الدواء البديل، وهو الأمر الذي لا تُعرف مدى صحة ارتباط أسبابه بالدواء المذكور لحدّ الساعة، لكنه بالمقابل ونظرا لتزامنه مع النقاش الدائر في أوساط المرضى وأسرهم، فقد ساهم في نشر حالة خوف واسعة، تتطلب بكل تأكيد خروج وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لتقديم توضيحات رسمية بخصوص هذا الوضع الذي يرافقه الكثير من اللبس والغموض، وللكشف عن أسباب الانقطاعات المتواصلة لعدد كبير من الأدوية عوض الاستمرار في نهج سياسة الصمت؟