أمام ارتفاع الطلبيات : «أسترازينيكا» تتعاون مع شركة ألمانية لتعزيز قدرتها على إنتاج المزيد من اللقاحات

سبق أن حظي لقاح أسترازينيكا، الذي كانت المملكة المتحدة أول دولة تباشر بإعطائه لسكانها، بالترخيص في عدة دول أخرى والاتحاد الأوروبي. لكن بعض الحكومات فضلت السماح بإعطائه فقط لمن هم دون سنّ الخامسة والستين وأخرى لمن هم دون الخامسة والخمسين بسبب نقص في البيانات المتعلقة بمدى فاعليته عند هذه الفئة. غير أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي طوره مختبر أسترازينيكا البريطاني، يمكن استخدامه للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما وكذلك حيث تنتشر نسخ متحو رة من الفيروس، بعد أن تم التشكيك في الأسابيع الأخيرة بفعاليته في هاتين الحالتين.

قال رئيس مجموعة الخبراء أليخاندرو كرافيوتو في مؤتمر صحافي إن «الذين تتجاوز أعمارهم 65 عام ا يجب أن يحصلوا على اللقاح».
وراكم اللقاح الذي طوره مختبر أسترازينيكا البريطاني وجامعة أوكسفورد في الأسابيع الأخيرة، النكسات مع التشكيك في فعاليته لدى من هم فوق 65 عاما وفي الدول التي سجلت نسخ ا متحو رة شديدة العدوى للفيروس.
ورخ صت دول عدة والاتحاد الأوروبي استخدام لقاح أسترازينيكا الذي كانت بريطانيا أول من استخدمه على نطاق واسع بدءا من كانون الأول/ديسمبر.
وفي مواجهة القلق حيال تفشي النسخ المتحورة من الفيروس، أكد الاتحاد الأوروبي الأربعاء أنه يعتزم زيادة انتاج اللقاحات.
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي «أفرط في التفاؤل» بشأن تسليم اللقاحات مؤكدة رغبة الاتحاد في تعزيز إنتاجها لجعل الدول الأعضاء الـ27 أكثر استعدادا لتفشي النسخ الجديدة من الفيروس التي تبدو غالبا معدية أكثر من الفيروس الأصلي.
وقالت أمام البرلمان الأوروبي «أسأنا تقدير الصعوبة المرتبطة بالانتاج بكميات ضخمة (…) أفرطنا في التفاؤل عندما تعلق الأمر بإنتاج كميات ضخمة. وربما كنا على ثقة مفرطة بأن طلبياتنا ستسلم فعلا في الوقت المحدد».
وشددت على أنه بعد التطوير السريع للقاحات، «على القطاع الصناعي أن يتكيف مع سرعة العلوم (…) نحن بحاجة إلى تنسيق متزايد للمكونات الرئيسية، علينا تحسين زيادة القدرات».
في هذا السياق، أعلنت مجموعة أسترازينيكا إنشاء شراكة مع «اي دي تي بيولوجيكا» الألمانية لتكون قادرة على إنتاج المزيد من اللقاحات لأوروبا بدءا من الفصل الثاني من هذا العام.

الوضع في الاتحاد الأوروبي

في الأسبوع الممتد من 3 إلى 9 فبراير، أحصي يومي ا في المعد ل 103,250 إصابة جديدة بكوفيد-19 في الدول الأعضاء الـ27، أي 16% أقل من معدل الإصابات المسجلة في الأيام السبعة السابقة. وبلغ عدد الوفيات في المعد ل 3137 وفاة جديدة في اليوم (-7%).
ولمواجهة الصعوبات الاقتصادية المرتبطة بالأزمة الصحية، صادق النواب الأوروبيون الأربعاء على صندوق الإنعاش الضخم المخصص لمساعدة دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن تحرير مبلغ 672,5 مليار يورو لن يحصل قبل أشهر عدة.
وبعد مهمة استمرت شهرا في مدينة ووهان الصينية التي كانت أول بؤرة اكت شف فيها وباء كوفيد-19، أكد خبراء منظمة الصحة العالمية أنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى استنتاجات ملموسة بشأن منشأ الفيروس. لكن المنظمة اعتبرت أنه من «المستبعد للغاية» أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر في المدينة الواقعة وسط الصين، وهي فرضية دعمتها الولايات المتحدة في وقت من الأوقات.
وشكك خبير في بعثة منظمة الصحة العالمية إلى الصين الأربعاء في صحة المعلومات الأميركية حول الوباء. وكتب بيتر داشاك في تغريدة «لا تثقوا كثيرا بالمعلومات الأميركية» معتبرا أنها «بصراحة مخطئة بشأن الكثير من الجوانب».
منذ ظهور أولى الإصابات بكورونا في كانون الأول/ديسمبر 2019 في ووهان، بدأ العالم بفرض قيود وطرح تساؤلات عن مصدر أزمة صحية مأساوية تسببت حتى الآن بوفاة أكثر من 2,3 مليون شخص. بعد مرور عام، تشدد دول كثيرة التدابير المقيدة.
ومددت ألمانيا الإغلاق الجزئي حتى السابع من آذار/مارس على الأقل، وفق خلاصات اجتماع عقدته الحكومة الاتحادية مع سلطات الولايات الألمانية.
وجاء في الخلاصات أن التدابير الحالية المت فق بشأنها بين المستشارة أنغيلا ميركل ورؤساء حكومات الولايات «ستبقى سارية»، وان «الولايات ستمدد العمل بها حتى السابع من آذار/مارس 2021».
وأعلن مختبر «بايونتيك» الألماني الأربعاء بدء إنتاج لقاحه الذي طوره مع شركة فايزر الأميركية، في مصنع جديد في ماربورغ في ألمانيا، بهدف زيادة عمليات التسليم.
في اليابان التي تستضيف الألعاب الأولمبية في الصيف المقبل، تبدأ حملة التطعيم الأسبوع المقبل، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الأربعاء. إلا أن السلطات تسعى جاهدة لتأمين عدد كاف من الحقن المناسبة للاستفادة من أكبر عدد من الجرعات.
في روسيا، تلقى حوالى 1,7 مليون شخص اللقاح وتجاوز عدد الإصابات عتبة أربعة ملايين إصابة الأربعاء، بحسب السلطات التي أقر ت مؤخرا بأن عدد الوفيات لديها أكبر من العدد المعلن.
ورغم إغلاق الحدود بسبب الوباء، تعتزم السلطات الروسية تسهيل دخول العمال المهاجرين من جمهوريات سوفياتية سابقة، في مواجهة نقص في اليد العاملة في قطاعي البناء والزراعة.
وتم إعطاء أكثر من 151 مليون جرعة من اللقاحات المضاد لكوفيد في 91 دولة ومنطقة على الأقل، بحسب تعداد أعد ته وكالة فرانس برس الأربعاء.
وأعلن خبراء منظمة الصحة العالمية الأربعاء أنهم ما زالوا يعارضون استخدام التلقيح لتسهيل الرحلات الدولية وذلك بسبب النقص في اللقاحات، وفق ما جاء في وثيقة رسمية ن شرت الأربعاء.
وأوضح الخبراء «حاليا هناك عدد قليل جدا من اللقاحات المتوفرة والمعاملة التفضيلية للمسافرين الدوليين تتعارض مع مبدأ العدالة»، في وقت يمارس عدد كبير من الدول ضغوط ا قوية لاستخدام جوازات سفر صحية تثبت تلقي المسافر اللقاح.

آخر تطورات انتشار الفيروس

في ما يأتي آخر التطورات المتعلقة بانتشار فيروس كورونا في العالم في ضوء أحدث الأرقام والتدابير الجديدة والأحداث البارزة:
بعد أربعة أسابيع قضاها في ووهان الصينية، أعلن فريق خبراء منظمة الصحة العالمية أنه لم يتمكن من الكشف عن منشأ فيروس كورونا المستجد، معتبرا أن فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر «مستبعدة جد ا».
وقال الوفد إن انتقال العدوى من حيوان إلى البشر مرجح، لكن حتى الآن «لم يتم التعرف بعد على المضيف».
كما لم يجد الفريق أي أدلة كافية لتأكيد أن فيروس كورونا كان منتشر ا قبل ظهوره في كانون الأول/ديسمبر 2019.
تنوي المملكة المتحدة إخضاع جميع القادمين إلى البلاد لفحصين للكشف عن كوفيد-19، بعد وصولهم لتجنب استيراد نسخ متحورة من الفيروس.
ومن المقرر أن يعلن وزير الصحة الثلاثاء في البرلمان هذا الإجراء الذي ينص على إجراء اختبار في اليوم الثاني واليوم الثامن من الحجر المفروض لمدة عشرة أيام.
فرضت غينيا الاستوائية حظر تجوال للمرة الأولى اعتبار ا من الثلاثاء عند الساعة 19,00، وأغلاق الحانات والمطاعم والنوادي الليلية، كما حدت من عدد الرحلات الجوية في مطاراتها.
تم فرض تدابير صارمة للغاية في الفترة الواقعة بين 15 أبريل و15 حزيران/يونيو في هذا البلد النفطي الصغير الواقع في وسط إفريقيا والذي يحكمه، دون منازع، تيودورو أوبيانغ نغويما، منذ أكثر من 41 عام ا.
بدأت إيران حملة التلقيح ضد فيروس كورونا الثلاثاء، وفق التلفزيون الرسمي.
وإضافة إلى لقاح «سبوتنيك-في»، ستحصل إيران على لقاح شركة «أسترازينيكا» البريطانية/السويدية عبر آلية «كوفاكس» التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.
وتعد إيران أكثر دول الشرق الأوسط تأثرا بالجائحة، وهي سجلت – وفق الأرقام الرسمية لوزارة الصحة – أكثر من 58,500 وفاة.
تم إعطاء أكثر من 135 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، وفق ا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاعتماد على مصادر رسمية الثلاثاء الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش.
حتى الآن، بدأ أكثر من 90 دولة أو منطقة حملة التلقيح، تتركز 64% من الجرعات المعطاة في جميع أنحاء العالم في البلدان ذات الدخل المرتفع (بحسب تعريف البنك الدولي)، والتي يقطنها 16% فقط من سكان العالم.
وتقع دولة الاحتلال الإسرائيلي في صدارة الدول، حيث تلقى 41% من سكانها بالفعل جرعة واحدة على الأقل. أما من ناحية القيمة المطلقة، فتتصدر الولايات المتحدة الدول، حيث تم إعطاء 42,4 مليون جرعة إلى 9,8% من سكانها.
أودى فيروس كورونا بحياة مليونين و325 ألف ا و744 شخصا على الأقل في العالم منذ كانون الأول/ديسمبر 2019، بحسب حصيلة أعد تها وكالة فرانس برس الثلاثاء حتى الساعة 11,00 ت غ استنادا إلى مصادر رسمية.
ولا تزال الولايات المتحدة أكثر الدول تضررا في العالم إذ سج لت حصيلة إجمالية بلغت 465,083 وفاة تليها البرازيل (232,170 وفاة) والمكسيك (166,731 وفاة) والهند (155,158 وفاة) والمملكة المتحدة (112,798 وفاة).
وعدد الوفيات قد لا يتطابق تماما مع العدد الفعلي. ويستند إلى البيانات اليومية التي تصدرها السلطات الصحية الوطنية.

أرباح أسترازينيكا

قالت أسترازينيكا الشركة البريطانية التي تنتج لقاحات مضادة لفيروس كورونا إنها سجلت في 2020 أرباحا صافية بلغت 3,2 مليارات دولار، أي ما يزيد عن الضعف خلال سنة شهدت وباء وقامت خلالها الشركة بإعداد لقاح بالتعاون مع جامعة أكسفورد.
وسجلت المبيعات ارتفاعا حادا نسبته 9 في المئة لتبلغ 26,6 مليار دولار خلال عام واحد، مدفوعة بالعقاقير الجديدة والطلب الكبير على منتجات ضد الاضطرابات الناتجة عن الفيروس، مثل الربو.
وتم ذلك رغم انخفاض إيرادات المنتجات الأخرى التي تباطأ توزيعها على المرضى بسبب الجائحة، ولا سيما في مجال الأورام السرطانية بسبب العلاجات المؤجلة لإعطاء الأولوية لتلك التي تقاوم فيروس كورونا.
وسجلت المجموعة زيادة في تكاليفها أيضا خصوصا الخدمات اللوجستية والمعدات بسبب الوباء.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة باسكال سوريو في بيان إن «النجاحات في تطوير أدويتنا وتسريع أدائنا والتقدم في لقاح كوفيد-19 يظهر ما يمكننا تحقيقه» بينما يهدف الاستحواذ المقترح على «أليكسيون» بقيمة 39 مليار دولار إلى «تسريع تطورنا التجاري والعلمي».
وتتوقع أسترازينيكا زيادة المبيعات بنسبة تتراوح بين 1 و4 في المئة و»تسارع» الأرباح العام المقبل، لكنها تؤكد أن هذه التقديرات لا تأخذ في الاعتبار مبيعات اللقاح ضد الفيروس التي ستنشر نتائجها بشكل منفصل اعتبارا من الربع المقبل.
وتذكر المجموعة بأنها تلقت ترخيصا عاجلا في كانون الأول/ديسمبر لبدء توزيع لقاحها في المملكة المتحدة، تليها الهند والأرجنتين والمكسيك والمغرب والوكالة الأوروبية للأدوية.
كما أشارت إلى بدء تجارب المرحلة الثالثة لدواء يعتمد على أجسام مضادة لفيروس كورونا.
وتعهدت الشركة أن تضمن «الوصول إلى 170 مليون جرعة من اللقاح في 190 دولة».


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 12/02/2021