أمام صمت ممثلَيْ المغرب بلجنة حكام الكاف : الحكم رضوان جيد يُبْعد عن قيادة مباريات إفريقيا بعد إقصائه من تحكيم نهائي أمم إفريقيا

عينت لجنة التحكيم، التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الحكم المغربي سمير الكزاز لتعويض مواطنه رضوان جيد في قيادة قمة بين الترجي والنجم الساحلي التونسيين، برسم منافسات دوري أبطال إفريقيا، المقررة يوم 24 فبراير الجاري.
وكان رضوان جيد معينا في البداية لقيادة هذه المباراة القوية، غير أن تداعيات رفضه تحكيم لقاء الترتيب في نهائيات أمم إفريقيا، احتجاجا على عدم تعيينه لقيادة اللقاء النهائي، دفعت لجنة الحكام بالكاف إلى إبعاده، وتعويضه بسمير الكزاز.
وحسب مصدر مقرب من رضوان جيد، فإن هذا الأخير يشعر بحالة إحباط وخيبة أمل كبيرتين، بعد إقصائه من قيادة النهائي القاري، الذي جرى يوم الأحد الماضي بين الكوت ديفوار ونيجيريا.
وأسر جيد لمقربين منه أن التحكيم بإفريقيا يوجد تحت سيطرة لوبيات ضاغطة، وأن بعض الدول تظهر لنا المودة في العلن، وفي الخفاء تحرص على وضع العراقيل أمام كل ما هو مغربي.
وأشار مصدرنا إلى أن رضوان جيد لديه بعض الحقائق والأدلة حول الموضوع سيكشف عنها في حينها، لأن ما تعرض له يعتبره ظلما ممنهجا ومخططا له عن سبق إصرار.
وأعطى مصدرنا المثال بأن الحكم الدولي المغربي لم يكن معينا في البداية لقيادة مباريات أمم إفريقيا، ما جعل التساؤلات ترافق غيابه عن اللائحة الأولية، قبل أن يتم تدارك الأمر وإدراجه ضمن لائحة حكام الفار. غير أنه – وبعد الاختبار التقني والبدني- استعاد اعتباره، وأظهر مؤهلات عالية فرضت إدراج اسمه ضمن حكام الساحة، ما يؤكد أنه كان يواجه مؤامرة لإبعاده عن أكبر تظاهرة كروية قارية.
وزاد مصدرنا بالقول إن رضوان جيد ترك صدى طيبا بالنهائيات الإفريقية، وكان مرشحا فوق العادة لقيادة النهائي، خاصة في ظل انتفاء كل أسباب التجريح، لأن المغرب لم يكن معنيا من قريب ولا بعيد بالنهائي القاري، لكن بقدرة قادر تم إقصاؤه، ومنحه قيادة مباراة الترتيب بين جنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية، قبل تعويضه بالحكم الإثيوبي باملاك تيسيما، الذي ساعده المغربيان لحسن أزكاو ومصطفى أكركاد.
وتساءل مصدرنا عن سبب صمت ممثلَيْ التحكيم المغربي داخل الكاف، وعدم انتفاضتهما ضد هذا الحيف الذي تعرض له مواطنهما، معتبرا أن تكليفه بقيادة لقاء الترتيب ينم عن المكر والتواطؤ، وكان من الأفضل عدم تعيينه، أو منحه مهمة الإشراف على تقنية الفيديو في اللقاء النهائي، باعتباره مؤهلا أكثر من غيره في هذا المجال.
وعن صحة الأخبار التي تناقلتها العديد من التقارير الإعلامية بشأن معاقبته من طرف الكاف، أكد مصدرنا أن لا شيء رسمي حتى الآن، لكن لا وجود لدخان دون نار.
ويبقى المؤكد حاليا هو أن الحكم جيد متأثر جدا من الناحية النفسانية، لأنه لم يستسغ أن يتم التعامل معه بهذا الحيف، في وقت كان ينتظر أن ينهي مساره باستحقاق، من قيمة نهائي “الكان”. وشدد مصدرنا على أن اللجنة المركزية للتحكيم بالمغرب ومديرية التحكيم لا يمكنهما فعل أي شيء في هذه القضية، باستثناء المساندة على المستوى الوطني، وانتظار الدبلوماسية الرياضية، في هذا الشأن، لأن هذه السنة هي الأخيرة في مشوار الحكم جيد، ولن يكون بإمكانه استعادة اعتباره إفريقيا، طالما أن نهائيات أمم إفريقيا التي جرت بالكوت ديفوار كانت الأخيرة في مشواره التحكيمي الغني، لكن يمكن استغلال هذه النازلة غير المسبوقة لضمان قيمة التحكيم المغربي في الدورة الإفريقية، التي سيحتضنها المغرب خلال السنة المقبلة.
يذكر أن التحكيم المغربي كان حاضرا بقوة في كأس أمم إفريقيا، إذ من أصل 68 حكما عينوا لقيادة مباريات هذه الدورة، كان التحكيم المغربي ممثلا بسبعة أسماء، أي ما يمثل أكثر من 10 بالمائة من مجموع الحكام، وكان عطاؤهم جيدا للغاية، لكنهم لم يحصلوا على التقدير المناسب، الأمر الذي يطرح علامة استفهام كبرى، ويوحي بأن هناك تحاملا على التحكيم المغربي، وقضية جيد هي التي طفت على السطح.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 15/02/2024